اتحاد الكرة يتعرض لضغط عنيف من أنديته ويخشى ردة فعل التلفزيون حال تجاوز عرضه عروض الفضائيات العربية جادة ومُغرية لكن التركيز على بث مباريات العملاقين فقط يثير حفيظة بقية الأندية في كل يوم يعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم أنه سيحسم غداً ملف البث التلفزيوني لبطولة الدوري الممتاز لكن يأتي الغد دون حسم يُذكر بل يتم تأجيل الأمر إلى وقتٍ لاحق، الكثير من التساؤلات يثيرها تأخر اتحاد الكرة في حسم هذا الملف الشائك لكن الذين يدركون حساسية هذا الملف والضغط العنيف الذي يتعرض له اتحاد الكرة من أنديته التي لا ترغب في تكرار تجارب سابقة ومريرة ومن التلفزيون الذي يرفض فسخ التعاقد معه ويلوّح بكرت الشارة كأحد كروت الضغط القوية تجعل اتحاد الكرة يفكر ألف مرة قبل أن يعلن عن القناة الناقلة للنسخة الجديدة لبطولة الدوري الممتاز. كان يمكن أن يعلن اتحاد الكرة حسم ملف البث منذ وقتٍ مبكر بعد أن اهتدى لفكرة نموذجية تنهي الحصرية وتفتح باب البث على مصراعيه أمام كل القنوات الراغبة في نقل مسابقة الدوري الممتاز بحيث يتمكن الاتحاد بذلك من الحصول على كل المبالغ التي يتم الاتفاق عليها مسبقاً وبالتالي يتفادى الضغوط التي يتعرض لها في كل عام من أنديته بحثاً عن مستحقاتها وبتلك الصورة كان الاتحاد على وشك التعاقد مع التلفزيون القومي وفضائية قوون إلى جانب فضائيتي بي ان سبورت القطرية وأبوظبي الرياضية لكن هذه الخطوة اصطدمت برفض التلفزيون القومي الذي طالب بحصوله على حق النقل الحصري وعلى استمرارية العقد الذي يربطه باتحاد الكرة مع تعهدات من ادارته الجديدة بقيادة الأستاذ السموأل خلف الله بسداد كل المستحقات بصورة منتظمة وسارت قناة قوون على خُطى التلفزيون ورفضت هي الأخرى البث المشترك وطالبت بحق النقل الحصري وقالت إن العرض الذي تقدمت به والذي بلغ ثمانية مليار جنيه مع سداد نصف المبلغ مقدماً يعتبر الأفضل من نوعه ولذلك ينبغي أن تفوز بحق النقل الحصري. عروض عربية جادة هناك عرض مقدم من فضائية بي ان سبورت القطرية يصل إلى مليون دولار وبالتالي يفوق العرض المقدم من قوون والتلفزيون القومي لكن هذه الفضائية العالمية لا تريد أن تنقل كل مباريات الدوري الممتاز بل تفضّل نقل مباريات العملاقين في هذه المنافسة لضمان نسبة مشاهدة عالية وهذه الخطوة تثير حفيظة أندية الممتاز التي لا تنال حظها من الظهور الاعلامي الا عندما تلعب في مواجهة القمة وهناك عرض آخر مقدم من فضائية أبوظبي ولا يقل في قيمته المالية عن العرض المقدم من الفضائية القطرية لكنه يستند إلى نفس الشروط بالحصول على حق نقل مباريات العملاقين فقط في بطولة الدوري الممتاز بما يضمن للفضائية تحقيق أعلى نسبة مشاهدة وكان يمكن لاتحاد الكرة أن يقبل العرضين ضمن البث الجماعي لمباريات الممتاز وأن يحصل على مكاسب كبيرة لأنديته لكن التشدد الواضح من التلفزيون القومي الذي يلعب بكرت الشارة ويهدد بعدم رفعها لأي قناة تسقطه في سباق البث تجعل اتحاد الكرة يعمل ألف حساب لهذا الجهاز قبل أن يقدم على خطوة ما، ولن يستطيع الاتحاد أن يبرم اتفاقات أخرى مع الفضائيات العربية حال اختياره للتلفزيون القومي أو فضائية قوون للبث الحصري لان كل طرف يسعى إلى ابرام اتفاقاته مع تلك الفضائيات بما يحقق له من المكاسب المالية ما يجعله يستطيع أن يغطّي غالبية منصرفات البث حيث خاضت قناة النيلين التي تولت نقل الدوري الممتاز بحُكم تبعيتها للتلفزيون القومي الموسم الماضي وقامت بتسويق مباريات العملاقين لفضائية الدوري والكأس القطرية بمبالغ مالية محترمة وبالتالي فإن كل قناة تريد أن تفوز بحق النقل الحصري لتسوّق مباريات العملاقين للفضائيات العربية وِفق اتفاقات ثنائية لا نصيب فيها لاتحاد الكرة. تأجيل جديد لحسم البث كان من المفترض أن يحسم الاتحاد السوداني لكرة القدم أمر بث الدوري الممتاز اليوم لكن الصدى تستطيع أن تؤكد بأن الخطوة لن تتم وأن اتحاد الكرة سيؤجّل الحسم من اليوم إلى الاسبوع المقبل بسبب سفر الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم للعاصمة المصرية القاهرة وعلمت الصحيفة أن هناك اتجاه قوي برز داخل اتحاد الكرة بالاعلان عن القناة الناقلة اليوم دون انعقاد أي اجتماع لكن هناك صعوبات تواجه تلك الخطوة لعدم اكتمال بعض الاتفاقات إلى جانب عدم وجود الضمانات الكافية للسداد الأمر الذي جعل اتحاد الكرة يتأنى في حسم أمر البث في انتظار حصوله على ضمانات قوية للسداد مع الحصول على مقدم لا يقل عن نصف المبلغ حتى لا يدخل الاتحاد في أي حرج مع أنديته. أندية تفوّض التلفزيون وأخرى ترفض تجاوزها أندية الدوري الممتاز انقسمت ما بين مفوض للاتحاد السوداني لكرة القدم حتى يبرم اتفاقاته مع القنوات الفضائية ويحفظ للأندية حقها دون أن تكون شريكة في اختيار القناة الناقلة للدوري الممتاز حيث أكد الباشمهندس عبد القادر همد عضو مجلس ادارة المريخ في حديث سابق أنهم يقفون مع أي قناة يختارها الاتحاد العام لنقل الدوري الممتاز، وكذا الحال لنادي أهلي الخرطوم الذي أكد رئيسه خالد هارون ثقتهم الكبيرة في اتحاد الكرة وفي أنه سيختار أفضل العروض المقدمة له لأنه حريص على حقوق أنديته لكن هناك أندية لديها موقف متشدد من البث يقودها الهلال الذي وصل مرحلة التفكير الجدي في تسويق مبارياته للقنوات الفضائية بمعزل عن الاتحاد السوداني لكرة القدم.