عبد المجيد جعفر: الأحمر بلا تشكيل ثابت ولابد من معالجة قضية تراوري بحكمة طبيب نفسي: المريخ يعاني من حاجز نفسي يهز ثقة اللاعبين في أنفسهم وليد الطاهر سنحت للمريخ أكثر من عشر فرص في مباراته الأفريقية أمام منافسه عزام التنزاني وكانت المحصلة صفراً كبيراً بعد أن تبارى رُماة المريخ في إهدار كل الفرص التي سنحت لهم في تلك المباراة، وسنحت للمريخ ضعفها من الفرص في مباراة أمس الأول أمام السلاطين وكانت المحصلة من جديد صفراً كبيراً، ترى ماذا دهى هجوم المريخ وباعد بينه وشباك الخصوم؟ وهل المشكلة فنية في المقام الأول أم أنها نفسية؟ ذهبنا في الاتجاهين من أجل التنقيب عن الحقيقة فكانت تلك الحصيلة. في البدء تحدث لنا الخبير سيد سليم وقال إن المشكلة التي تحول بين المريخ والوصول إلى شباك الخصوم هي فنية ونفسية يعاني منها كل لاعبي الفريق وتنسحب على حال فريق الكرة بحاله وأضاف: علينا أن نعترف بأن المريخ يلعب الآن بدون تخطيط وبدون تشكيل ثابت لدرجة أن المدير الفني لم يحدد بعد اللاعب الذي يسدد ركلة الجزاء للفريق وما إهدار بكري المدينة للركلة التي سنحت للفريق في مباراة السلاطين الا دليل على أن الجهاز الفني ترك الامر للصدفة ولسباق اللاعبين على تنفيذ تلك الركلة بحيث ينفّذها أول من يستلم الكرة ويصر على التنفيذ وأضاف: لو كان هناك تخطيط دقيق في المريخ لحدد الجهاز الفني اللاعب الذي ينفّذ ركلة الجزاء ثم الثاني والثالث مع تحديد من ينفّذ الضربات الركنية من الجهة اليسرى والآخر الذي ينفّذ من الجهة اليمنى فضلاً عن تحديد من ينفّذ الضربات الثابتة من المسافات البعيدة ومن ينفّذ تلك الضربات من المسافات القريبة وتابع سيد سليم: الأخطاء التي يعاني منها المريخ الآن ليست جديدة بل هي أخطاء نشاهدها في كل عام حيث يدخل المريخ بعناصر جديدة يقحمها في التشكيلة فتبحث عن الانسجام والتفاهم مع العناصر التي سبقتها باللعب في المريخ وعندما يتحقق ذلك للأحمر يكون المريخ قد ودّع دوري الأبطال ودخل في حالة احباط تباعد بينه وجماهيره وبالتالي تنعكس سلباً على أداء اللاعبين ونتائج الفريق فيتم شطب عدد كبير من اللاعبين الذين تسببوا في تلك الانتكاسة وتكون المحصلة فريق حديث التكوين يبحث عن الانسجام والتفاهم وقبل أن يجده يلعب الفريق أفريقياً ويغادر وأضاف: خير دليل على ما ذهبت اليه أن الثنائية التي تلعب بدرجة عالية من التفاهم والانسجام في المقدمة الهجومية مازالت غائبة حيث شاهدنا ثنائية عنكبة وبكري المدينة والمدينة ووانغا وتراوري وبكري المدينة ووانغا وتراوري وهكذا لم يستقر المريخ على حال في خط هجومه بعد ومازاد الأمر سوءً أن الله ابتلى المريخ هذه المرة بمدرب يعشق التجريب والاختبار ويتعامل مع المريخ وكأنه حقل تجارب لخطط يريد أن ينفّذها في فريق آخر بعد أن يحقق غرضه من التجريب والاختبار في المريخ. الرحلات الخارجية سياحية بالدرجة الأولى قال سيد سليم إن المريخ لم ينفّذ أي إعداد ولم يخض أي تجارب إعدادية في رحلاته الخارجية بالمعنى الحقيقي وأضاف: المريخ ذهب في رحلات سياحية لا أكثر لأنه لو توجّه لتجارب إعدادية حقيقية لما وجد المدرب نفسه بحاجة للتجريب والاختبار في المباريات الرسمية ولاستطاع أن يصل لتشكيله الأساسي وللبديل المناسب في أي خانة لكن المريخ مازال يبحث عن تشكيل ثابت وعن طريقة لعب متعارف عليها وعن تكتيك معين دون أن يجده حتى اللحظة، وتمنى سيد سليم الا تتعامل إدارة المريخ بردود الأفعال بحثاً عن نتائج سريعة مبيناً أن نادي ليفربول الإنجليزي ظل لمدة 13 عاماً يعتمد على 13 لاعب فقط دون النظر للنتائج والبطولات. أين عُمق المريخ الدفاعي؟ قال سيد سليم إن مشكلة المريخ ليست في هجومه فقط وحتى لو أنهى المريخ معاناته الهجومية ونجح في الوصول لشباك الخصوم لن يستطيع أن يحقق نتائج ايجابية مالم يعمل على حل المشاكل الدفاعية التي جعلت المريخ بدون عُمق دفاعي بصورة أصبح معها أي لاعب يجد نفسه في وضعية انفراد كامل بحارس المريخ ويسجل. غارزيتو المسئول عن ضياع الفرص رأى سيد سليم أن ضياع الفرص السهلة أمام المرمى مسئولية المدرب في المقام الأول لأن أي مدير فني يعاني فريقه من مشكلة في تسجيل الأهداف يخطط كل التدريبات لمعالجة تلك المشاكل بخلق مواقف مُشابهة لتلك التي أهدر فيها اللاعبون تلك الفرص ولو تعامل غارزيتو بهذه الطريقة لما تكررت الأخطاء التي حالت بين المريخ والتسجيل في شباك عزام من الفرص العديدة التي سنحت للفريق في تلك المباراة. عبد المجيد جعفر: المريخ غير منظم من جانبه قال الكابتن عبد المجيد جعفر المدرب المعروف ومهاجم المريخ السابق إنه لا أحد يستطيع أن يقول إن المريخ كان سيئاً أمام عزام التنزاني أو مريخ الفاشر برغم أنه قبل الخسارة في المباراتين لكن الصحيح أن نقول إن المريخ كان يفتقد للتنظيم والانسجام والتفاهم بين العناصر وأضاف: المريخ لم يصل بعد لتحديد اللاعب الذي يسدد ركلات الجزاء وهذا بالتأكيد عيب كبير يُحسب على الجهاز الفني وشخصياً أرى أن مشكلة المريخ التي تباعد بينه والوصول لشباك الخصوم التركيز على أصحاب الحلول الفردية الأمر الذي غيّب الجماعية وجعل كل لاعب يحاول أن يسجل بمفرده، فالمدينة يحاول الانطلاق بالكرة نحو الشباك وتراوري يراوغ الجميع ليحاول أن يسجل بنفسه واوكراه يركض بالكرة حتى يصل إلى الشباك بنفسه ومالم يتعاون لاعبو المريخ ويلعبون كرة جماعية ستصبح مهمتهم صعبة للغاية في الوصول لشباك اي فريق في الدوري الممتاز ناهيك عن عزام التنزاني. عبد المجيد جعفر: غارزيتو لم يثبّت غير جمال سالم وأمير كمال في تشكيلته قال عبد المجيد جعفر إن تشكيلة المريخ غير ثابتة لدرجة أن المدير الفني وبرغم أن الفريق خاض حتى الآن ست مباريات تنافسية مابين محلية وخارجية لم يستطع أن يثبّت غير لاعبين فقط هما جمال سالم في حراسة المرمى وأمير كمال في متوسط الدفاع وبعد ذلك أصبحنا نشاهد الريح علي ومرة ضفر في الطرف الأيمن وبلة جابر وكذلك شاهدنا مصعب عمر في الطرف الأيسر ومرة بلة جابر وكذا الحال في الوسط والهجوم والنتيجة الحتمية لهذه الاختبارات التي لا تنتهي أن يصبح الفريق بلا شخصية مميزة وبالتالي بلا انسجام أو تفاهم، ورأى عبد المجيد أن الواجب يفرض على المدير الفني أن يثبّت الباشا خلف المهاجمين لأنه يمثّل أحد الحلول المهمة في تسجيل الأهداف وصناعتها، واستهجن عبد المجيد إقالة المدربين مع كل اخفاق قال إن الهلال أقال مدربه باتريك والمريخ في الطريق حال عدم تأهله على حساب عزام وأضاف: لماذا لا نقيل من يأتون بهؤلاء المدربين؟ مجلس الإدارة هو المسئول لأنه هو الذي يقدم على تعاقدات فاشلة تقود الفريق لنتائج سيئة وبعد ذلك يعود المجلس للمدربين الوطنيين ومن ثم ينتقل مجدداً لخيارات التعاقد مع مدربين أجانب وبالتالي نظل ندور في حلقة مفرغة. الليزر يطالب بحل قضية تراوري قبل مباراة عزام رأى عبد المجيد جعفر أن هناك معاناة نفسية واضحة في المريخ تهز ثقة اللاعبين في أنفسهم وتجعلهم يشعرون بأن هناك شيئ خفي يحول بينهم والوصول إلى شباك الخصوم وتابع: المشكلة فنية ونفسية في الوقت نفسه ولابد من التركيز على اللاعبين الذين يتميزون بالبرود أمام المرمى وبالتالي لابد من حل أزمة تراوري حتى يعود قبل مباراة عزام ولابد كذلك من إعادة ترتيب أوراق الفريق بصورة جيدة والتركيز على التشجيع بصورة غير مزعجة للاعبين وعدم استعجال الوصول لشباك الخصوم حتى لا يسهم الجمهور في هز ثقة اللاعبين في أنفسهم وتمنى عبد المجيد الا تستجيب جماهير المريخ لأي استفزازات في المباراة الأفريقية لأن أي خطوة من شاكلة التي حدثت في مباراة مريخ الفاشر سيدفع ثمنها المريخ غالياً. طبيب نفسي: لاعبو المريخ فقدوا الثقة بأنفسهم ولابد من عمل نفسي كبير بعد أن تناولنا الجانب الفني مع سيد سليم وعبد المجيد جعفر انتقلنا بعد ذلك إلى الجانب النفسي حيث تحدث لنا الدكتور فواز أحمد اختصاصي الطب النفسي بمستشفى طه بعشر والذي أشار إلى أن التجربة الإعدادية التي خاضها المريخ أمام شالكة الألماني في فترة الإعداد كانت السبب في كل معاناة الفريق الحالية لأنها جعلت اللاعبين يؤدون بثقة زائدة ويشعرون بأنهم وبعد أن وصلوا لشباك شالكة مرتين يمكن أن يسجلوا في شباك أي فريق وأضاف: لكن وبمجرد ما فشل لاعبو المريخ في الوصول لشباك عزام التنزاني أصبح نجومه يشعرون أنهم سيهدرون أي فرصة تُتاح لهم وبالتالي اهتزت ثقة اللاعبين في أنفسهم بصورة غير مسبوقة وأصبح هناك عامل نفسي كبير يحول بين لاعبي المريخ والوصول إلى شباك الخصوم الأمر الذي يؤكد أهمية الاستعانة باختصاصي نفسي في هذه المرحلة لأن معاناة المريخ نفسية أكثر من كونها فنية وفي كل مباراة لا يسجل فيها المريخ ستهتز ثقة اللاعبين أكثر وبالتالي سيفتقدون التركيز أمام المرمى وستكون الجماهير قلقة ومتعجلة للتسجيل وبالتالي تفقد اللاعبين التركيز وكل هذه الأشياء لا علاج لها الا بعمل نفسي كبير يعيد المريخ للسير على الطريق الصحيح. إختصاصي نفسي ينصح المجلس بالا يبتعد عن اللاعبين تمنى الدكتور فواز أحمد أن يعمل الجهاز الفني للمريخ على تهيئة اللاعبين نفسياً للمرحلة المقبلة وأن يغلق ملف الخسارة أمام عزام ومريخ الفاشر ليس بالحديث عن طي تلك الصفحة ولكن بالتركيز على معالجة كل السلبيات وضمان عدم تكرارها في المباراة الحاسمة أمام عزام وكذلك على مجلس إدارة المريخ أن يقترب أكثر من اللاعبين في هذه المرحلة المهمة وأن يتواجد معهم في المعسكرات حتى يرفع من معنوياتهم ويساعدهم على استعادة ثقتهم بأنفسهم وحال نجح المهاجمون في التسجيل لن يعاني المريخ من أي مشكلة في المرحلة المقبلة. الدكتور علي فرح: المريخ بحاجة إلى عمل فني ونفسي قبل مباراة عزام من جانبه قال الدكتور علي فرح الطبيب النفسي والأستاذ في جامعة السودان إن المشكلة التي يعاني منها المريخ وتحول بينه والوصول إلى شباك الخصوم هي مشكلة نفسية وفنية في الوقت نفسه لأن تعامل المهاجم مع المباراة ومع الفرص المتاحة مسئولية المدرب الذي ينبغي أن يعلّم المهاجم كيف يتعامل مع الفرصة المتاحة له وترجمتها إلى هدف في كسر من الثانية لأن أي تأخير في ادراك الهدف يجعل الجمهور يفقد صبره ويهز ثقة اللاعب في نفسه وأضاف: على الجهاز الفني للمريخ أن يعي حجم الضغوط النفسية المحيطة باللاعبين وبالتالي أن يقدم لهم المساعدات المطلوبة وأن يخرجهم من تلك الضغوط وأن يركّز على معالجة السلبيات بطريقة نفسية وتابع: المريخ الآن على موعد مع مباراة مهمة للغاية وبالتالي لابد من القيام بعمل فني ونفسي كبير حتى يتجاوز الفريق تلك المرحلة بسلام.