وضع الهلال قدما له في مرحلة دور المجموعات بدوري ابطال افريقيا بعد فوزه المستحق أمس خارج ملعب على سانغا بولوندي بهدف سيف مساوي الرأسي. قدم الهلال مباراة كبيرة وتفوق على مضيفه الكنغولي مستوى ونتيجة بفضل تعامل مدربه التونسي نبيل الكوكي مع المباراة بواقعية وخصوصا في شوط المدربين. التغييرات التي اجراها التونسي في الشوط الثاني ، وتغييره لطريقة اللعب ساهمت في المد الازرق الذي اجتاح ملعب الموت وجعل المدرجات تتمايل يمنة ويسرى. تميز الكوكي بالواقعية كما قلنا، وكان جريئا وشجاعا وهو يمنح الفرصة لبعض العناصر الشابة لخوض معركة الامس، مثل اطهر ومعتصم ووليد ومحمد عبدالرحمن. لم يخذل الشباب الذين مُنحوا الفرصة مدربهم الكوكي، فلعبوا بمسؤولية، وأدوا ما عليهم ، بل وتفوق بعضهم على نجوم الخبرة في الفريق الآخر. نجح الكوكي في اول اختبار حقيقي له، وحقق نتيجة ايجابية امام فريق متميز كان يلعب على ارضه ووسط جمهوره وفي بطولة كبيرة، يصعب تحقيق الفوز فيها خارج الارض. لعب الهلال بتوازن، حيث لم نرى لاعبوه يندفعون للامام او يتمركزون في الخلف، مع التزامهم بتنفيذ توجيهات المدرب، واللعب بمسؤولية، ورجولة، ساعدهم في ذلك لياقتهم البدنية العالية. كنا نعتقد ان الهلال كان يلعب في ملعبه وامام جماهيره، ان لم نكن نعلم انه غادر الخرطوم للكنغو قبل ثلاثة ايام، لانه كان الفريق الافضل والاكثر استحواذا على الكرة، والاوفر هجوما. وحتى المدرجات الكنغولية تجاوبت مع ابداعات الهلال وهدف مساوي اللقطة ، فشاهدنا الجماهير تتراقص وهي تشجع الهلال وتردد اسماء لاعبيه. بالفوز الذي حققه أمس يكون الهلال قطع شوطا مهما للوصول الى مرحلة دوري المجموعات، لكن هذا لا يعني انه ضمن التأهل، واصبح من بين الثمانية الكبار. مباراة الاياب تحتاج ايضا لجهود كبيرة، وتخطيط مبكر، واهتمام اوسع، وتشجيع داو، فكرة القدم لا امان لها، وهي لا تعترف، الا بمن يبذل الجهد في الملعب. كم من فرق كبيرة وعريقة ، حققت نتائج ايجابية خارج ملاعبها، لكنها جاءت وخسرت على ارضها وامام جماهيرها ، نتيجة لاستهتارها وعدم تقديرها للامور بشكل جيد. آخر الكلام منح الفرصة لاربعة من شباب الهلال الصاعد في مباراة خارج الديار وفي دوري الابطال، يؤكد ان المدرب الكوكي يؤمن باهمية الشباب، ويفكر بفريق المستقبل. وبالتأكيد فان هذه الخطوة ستحفز بقية اللاعبين الشباب الذين يلعبون في فريق درجة الشباب بالنادي، وسيجعلهم يبذلون قصارى جهودهم من اجل تمثيل الفريق الاول. النتيجة الايجابية في الكنغو خلقت شعور عام وسط الجماهير الهلالية بالرضاء عن الجهود التي بذلها مجلس ادارة النادي بقيادة الدكتور اشرف الكاردينال. نية الكاردينال السمحة، جلبت الفوز للهلال خارج الديار. كثيرون وضعوا مقارنة بين هدف مساوي الرأسي في شباك سانغا أمس ، وبين هدف علاء الدين يوسف أمس الاول في الترجي، مشيرين الى ان الاول كان متعوبا عليه، والاخير ملعوبا به. هدف مساوي في سانغا هدف حلال، لا فيه شق ولا فيه طق، ولذلك لا نتوقع ان يشكك فيه احد، عكس هدف علاء الدين الذي جاء من ضربة جزاء، اختلف الناس في صحتها. من سوء حظ سانغا انه ارتدى الزي الاصفر والاحمر امام الهلال، ولذلك نتوقع من ادارته ان تقدم على تغيير هذا الزي في مباراة الاياب بالخرطوم حتى لا يتعرض فريقها لكارثة. ينبغي ان لا ننسى ان ايفاد الكوتش فوزي المرضي من قبل الادارة للكنغو لحضور مباراة الاياب بين سانغا والقطن في اياب دور ال 32 كان له دور كبير في كشف المزيد عن المعلومات عن هذا الفريق. كما ان المعلومات الغزيرة ، واشرطة الفيديو التي قدمها بعض افراد الجالية السودانية المقيمين في الكنغو للمدرب، كان لها دور في تسهيل مهمة الهلال أمس. نبارك للمريخ فوزه على الترجي بهدف، وكم كنا نتمنى ان تزيد الغلة لهدفين او ثلاثة، خصوصا وان الفرصة كانت مواتية لذلك، حتى لا يدخل الفريق الاحمر في حسابات معقدة بالاياب. اضاع المريخ فرصة تسجيل نصر تاريخي على الترجي، لاسباب كثيرة من بينها، ان مدربه ولاعبيه كانوا يعتقدون ان عملاق باب سويقة لا يزال ذلك الفريق الذي لا يقهر. في نصف الساعة الاولى من المباراة انكشف الترجي على حقيقته، ووضح انه جاء مستسلما وجاهزا لنيل هزيمة كبيرة، لكن اخوان امير كمال والعجوز غارزيتو اضاعوا الفرصة. لم يفت شيء، وبامكان المريخ تحقيق نتيجة ايجابية في تونس، والتأهل لدوري المجموعات، اذا عرف مدربه كيف يوظف قدرات لاعبيه ويستغل سرعة البعض منهم. نشكر كل الذين اتصلوا لتقديم التهاني بفوز الهلال، ونخص المريخاب منهم، وعلى رأسهم الزميل عبدالكريم محمد علي بجريدة مكة، وعبدالمنعم محمد عثمان من الامارات. وتحية خاصة للهلالاب، زميلنا جمال درمة بجريدة الرياضية وتاج السرابو سوار بجريدة البيان الاماراتية، والدكتور مدثر البحر. وداعية : وطنوا انفسكم على الكونفدرالية ايها المريخاب. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته