الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله عدد ما في السماوات والأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله ملء كل شيء. * تجاوز المريخ كل فصول الرهبة وجل شلالات الخوف التي انتابت جماهيره الغفيرة بعد أن أفصحت قرعة دوري أبطال افريقيا عن وجود فريق (الترجي التونسي) في مسار الأحمر حال نجاحهما معاً في الوصول لدور ال 16. * حينها أشفق الكثيرون على الفرقة الحمراء وتناوبوا على الجزم بخسارة المريخ (بعددية وافرة من الأهداف) بإستاد المريخ اعتماداً على نتائج الفريق في البطولة المذكورة خلال الأعوام الأخيرة والتي شهدت تراجعاً مريعاً في النتائج عقب الوصول لدور المجموعات في العام 2009. * أمس الأول (تأقزم) فريق باب سويقة الترجي التونسي أمام (زعيم الكرة السودانية) المريخ بعد أن قدّم أبناء الأحمر الوهاج مباراة للتاريخ وبذلوا قصارى جهدهم للظفر باللقاء مواصلين لمشوار الإنتصارات الذي بدأ بإسقاط عزّام ومن ثم كابو سكورب ثم (بالونة باب سويقة). * قلنا ان الترجي خصم قوي وشرس ومتمرّس ويملك تاريخاً زاهياً في الوصول لدور المجموعات وذكرنا أن كرة القدم (90) دقيقة متى ما اقترنت بالبذل والعطاء فإن السمعة والتاريخ لن يشفعا للخصم وبالفعل أدّى لاعبو الأحمر الوهاج واحدة من أقوى مبارياتهم على الإطلاق وتسيدوا الملعب شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. * مد هجومي رهيب إجتاح الدفاع التونسي من كل الإتجاهات كوفي باليسار وأوكرا باليمين والنجم الأول في اللقاء (أيمن سعيد) من العمق هذا غير الصداع الدائم الذي سببه (بكري الموقوف حارق القلوب) لدفاع الترجي والذي تسبب في ركلة جزاء (صحيحة) بمجهود فردي خارق وحركة دؤوبة على مدار شوطي المباراة (ما شاء الله تبارك الله). * امتلك المريخ (قنطار الشطارة) وافتقد بصورة غريبة (لدرهم الحظ) بعد أن تطايرت الفرص من لاعبيه واحدة تلو الأخرى خصوصاً خلال شوط اللعب الثاني والذي وضحت فيه استراتيجية الفرنسي (الداهية) غارزيتو في الوصول لشباك الترجي عبر (الحركة السريعة) لبكري المدينة وكوفي واوكرا ومن ثم إنتظار الكرات العشوائية المشتتة من قبل دفاع الترجي. * تلك الإستراتيجية نجحت بقدر كبير جداً لأن النهج الفني للفريق التونسي كان يعتمد على دفاع المنطقة الكامل ومن ثم اللجوء للهجمات المرتدة وهو نهج صعّب من اختراق لاعبي المريخ لمنطقة الترجي المحظورة إضافة لعدم جدوى الإعتماد على الكرات العرضية لتميّز مدافعي الترجي بالطول الفارع وقصر قامة مهاجمي المريخ. * أجاد غارزيتو في إستخدام تلك الاستراتيجية وتحلى بالجرأة والشجاعة وهو يدفع بثلاثة مهاجمين لزيادة غلة الأهداف في الشوط الثاني وهو اسلوب مطلوب خلال المباريات الإقصائية التي يلعب فيها فارق الأهداف عاملاً رئيسياً في الفصل بين الفرق المتساوية نقاطاً واهدافاً. * اللافت في لقاء أمس الأول هو الحركة الدؤوبة لجميع اللاعبين وتطبيق نهج الضغط على الخصم بصورة متميزة حيث لم يجد لاعبو الترجي متنفساً في منطقة المناورة لتنظيم ألعابهم وبناء هجماتهم بسبب عدم اتاحة الفرصة من قبل لاعبي المريخ على تنظيم الترجي لألعابه. * أما الجزئية المخيفة فتتعلّق بالتنظيم الدفاعي الذي يعتمد في كثير من الأحيان على (مصيدة التسلل) والتي شابها القصور وعدم الإتقان الجيّد حيث تسلل مهاجمو الترجي عدة مرات خلف رباعي الخط الخلفي ولولا سوء طالع الفريق التونسي وتعملق الأوغندي جمال سالم لقبلت شباك المريخ هدفين على الأقل. * إضافة لذلك على الجهاز الفني أن ينتبه للمساحة الخالية بين محوري الوسط وخط الدفاع والتي حاول لاعبو الترجي استغلالها مرتين لولا يقظة الأوغندي جمال سالم. * باقي على مشوار المجموعات (تسعين دقيقة) برادس تحتاج أحد عشر مقاتلاً كجنود ليلة السبت الأحمر وسنعود بنتيجة ايجابية بإذن الله متى ما انتظم اللاعبون في معسكر مغلق وضبطوا حركتهم وتجوالهم. * حاجة أخيرة كده :: غداً نتناول فوضى الدخول للمقصورة الوسطى بإذن الله.