* يعتبر النجم الخلوق محمد أحمد بشير "بشة" هو هداف الهلال في الموسم الحالي برصيد أهداف حتى وهو في أسوأ حالاته وأسوأ مواسمه مع الفرقة الزرقاء، والمهندس بشة او أنييستا السودان هو اللاعب الذي أعاد اكتشاف نفسه بعد أن دخل في منظومة الفرقة الزرقاء وفرض نفسه على كل المدربين الذين تعاقبوا على الهلال لأنه لاعب منضبط ويجيد معظم خانات الملعب إن لم يكن كلها، وفوق ذلك فهو صاحب حلول فردية رائعة وقاتلة، ولا نكتب هذا من باب الخيال العلمي بل من وقائع كثيرة شاهدناها وتابعناها منذ أن وطئت أقدام الفتى ديار الأزرق وحتى الآن..!! * سجل بشة مع الهلال العديد من الاهداف الغالية التي ما زالت ذكراها في قلوب الجماهير صادحة، فعلى مستوى الدوري المحلي لم يسلم أي نادي من زيارات بشة، ولعله حسم الكثير من المواجهات في الدوري الممتاز وكأس السودان، وما مر فريق بالمقبرة او خارج الارض مع الهلال إلا ونال لسعة من بشة لاعب الوسط الهداف الأفضل الآن في الساحة والاكثر خبرة وتمرساً لذلك فإن وجود بشة يعني وجود هدف في أي وقت طالما ان الفتى النحيل السريع الماكر موجوداً داخل المستطيل الأخضر..!! * وبالمقابل فإن مشاركات بشة مع الهلال أفريقياً حسمت الكثير من المواجهات الكبيرة ووضع بشة بصمته وهدفه فيها، ولعلنا نذكر مباريات مثل الملعب المالي باستاد الخرطوم، ومباراة الزمالك في أبطال 2014 ، وأمام سيوي سبورت العاجي في الخرطوم، وكابس يونايتد في زيمبابوي، والاتحاد الليبي ذهاباً وإياباً ودجوليبا المالي في المقبرة، وحتى في المباريات الودية أمام سوفاباكا الكيني، ليؤكد بشة كل يوم علو كعبه وقدرته على قيادة الأزرق إلى ما هو أفضل دائماً..!! * وعلى صعيد المنتخب يكفي بشة أنه فك صيام منتخبنا عن التهديف في أمم أفريقيا بعد ثلاثين عاماً عجافاً وأحرز هدفين في شباك المنتخب الأنغولي في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل في ملعب مالايو الدولي في نسخة 2012، وهي المباراة التي رفعت اسهم السودان وأسهم اللاعب نفسه ووضعته على قائمة العمالقة من اللاعبين وأصحاب الحلول الناجعة، ليؤكد بشة أن ما حققه على صعيد الدوري المحلي ليس مجرد صدفة عابرة بل إمكانيات كبيرة للاعب ذكي وصغير السن وقادر على تقديم الأفضل دائماً، ولم يكتف بشة بذلك بل أحرز في شباك أثيوبيا وسوازيلاند في التصفيات الأفريقية للمنتخبات..!! * انتقل بشة إلى الدوري السعودي محترفاً، ولعل الدخول إلى الدوري السعودي ليس بالأمر الهين، وبالرغم من قصر مشاركاته وفترته مع نادي الوحدة إلا أنه أحرز هدفين مع فريقه في شباك الشباب والفيصلي السعوديين ليواصل رحلة التألق ويقدم نفسه لاعباً بكل معايير الجودة وكل مواصفات النجوم لما يملكه من قدرات هائلة جعلته النجم رقم واحد في الهلال والمنتخب الوطني..!! * من خلال علاقتي الأنيقة مع بشة ومعرفتي به أيقنت أنه لاعب لا يحب الهزيمة أبداً، ويمكنه أن يقاتل وحده من أجل أن ينتصر الهلال، وتبريره الدائم أن هذا الجمهور العظيم الذي يملأ المدرجات لا يستحق أن يتحسر بخسارة، في ظل وجود فريق كبير كالهلال توافرت له كل الإمكانيات لتحقيق الانتصارات، وبشة غيور جداً على الأزرق، ولا يجادل فيه أحداً، ولا يسبقه في عشق الهلال إلا علم الهلال نفسه لذلك كان حبه من الجماهير صادقاً وعميقاً وكذلك حب الجماهير له..!! * لم يعرف عن بشة مشاكلاً أو "جرجرة" مع الإدارات والمدربين لأنه يعرف ما له وما عليه، ولعل رأيه الوحيد الذي أطلقه في مدرب كان في الكارثة التونسية "النابي" حين راجت مقولة "كيسك فاضي" التي قيل إن بشة قالها للمدرب، ولعل الأيام أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن النابي كما قيل فيه تماماً..!! * نتمنى أن يتفهم الكوكي الامكانيات الكبيرة للمقاتل بشة وأن يوظفه بما يتناسب مع إمكانياته الكبيرة ليجني الهلال الفائدة القصوى من عبقرية المهندس بشة..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!