* الأستاذ الفاضل مأمون أبوشيبة، حفظه الله، بعد التحية والسلام.. * أرجو أن تجد هذه الرسالة حظها من النشر عبر زاويتكم (قلم في الساحة) من باب إتاحة الرأي للقارئ.. * قال تعالى: (ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً) آية 24 الأحزاب، وقال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً) رواه الإمام مسلم.. وقال العلامة شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية عن العبادة، بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرية والباطنية،، نسأل الله أن يجعل كل أقوالنا وأعمالنا عبادة خالصة لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه.. كما نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل والله المستعان.. * أحب أن أشير إلى أربع وقفات؛ الأولى: استوقفني اسم وعنوان زاويتكم (قلم في الساحة)، الشاهد ووجه الدلالة فيه إنه يصول ويجول في كل الساحات والاتجاهات، إذ نجده بجانب المادة الرياضية يتناول قضايا عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر القضايا الدينية والثقافية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والطبية، علاوة على ذلك متابعة القلم للوقائع والمستجدات بأساليب متعددة ومتنوعة ومتجددة ومواكبة وبما يحقق الرغبات والطموحات لقطاع كبير من القراء، والأصل في الإنسان وبطبيعته البشرية وميوله الجبلية مفطور على حب التنوع والتجدد والتغيير، ولله درك أستاذ مأمون يكفي (قلم في الساحة) الاسم الكبير صاحب المدلولات والمفاهيم رفيعة الشأن عالية المنزلة، ذات الأرقام الكبيرة المصاحبة للنقلات النوعية والإضافات الحقيقية التي لا يمكن تجاوزها.. * الوقفة الثانية.. ظلت مقالاتكم تشكل حضوراً أنيقاً ومتميزاً منذ فترة طويلة وعلى طريقة السهل الممتنع منذ أيام (هايد بارك) وشخصياً أعتقد إن ما يخطه يراع الأستاذ مأمون أبوشيبة يمتاز بالمصداقية والموضوعية والواقعية والصراحة مع البساطة والوضوح والشفافية، علاوة على الأمانة والدقة في عرض المقالات بقواعد المهنة في توثيق الحقائق والمعلومات بأبعادها المعاصرة والتاريخية ومن مصادرها الأصلية.. ونحن لا نزكي أستاذنا لله عز وجل، بل نحسبه كذلك والله حسيبه، والله يزكي من يشاء من عباده.. وأحسب إن الأستاذ أبوشيبة ضرب أروع الأمثال في قضايا التاريخ والتراث في العقود الماضية التي تحتاج إلى التوثيق الصادق والخالص المبني على العلمية والمنهجية. * الوقفة الثالثة.. عبارة عن ملاحظة في العدد (3346) من صحيفة الصدى وبزاوية (قلم في الساحة) وبتاريخ الأربعاء 15أبريل 2015م لقد سرد الأستاذ مأمون حقائق ومعلومات نادرة جداً عن بدايات ممارسة كرة القدم في السودان، واضعاً النقاط والحروف على العديد من الاستفهامات التاريخية، فقد أجاد وأفاد في تبصير وتنوير الرأي العام الرياضي والجيل الحاضر. * الوقفة الرابعة.. هلا تكرم الأستاذ مأمون مشكوراً ومقدراً، على إعادة المقال الخاص ببدايات تأسيس الأندية الرياضية وممارسة كرة القدم في السودان حتى ترسخ المعلومة وتعم الفائدة.. من باب (الحكم على الشيء فرع عن تصور تاريخه) وباب (العلم بمقدمات ومعطيات وأبعاد التاريخ يورث العلم بحقائق ونتائج التاريخ).. والأمة التي لا تهتم بتاريخها حكمت على نفسها بالفناء.. سبحانك اللهم وبحمدك ولا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.. وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين. القارئ الراجي إلى عفو ربه عبدالله ناصر عكاشة ولاية سنار، محاية سنجة، قرية خليل المحطة المريخ والهلال وتيم عباس * أشكر القارئ وأخي في الله عبدالله عكاشة على كلماته الطيبة نحو شخصي الضعيف، وإن شاء الله أعيد المقال الخاص بنشأة وتأسيس نادي الهلال فيما بعد.. وسأتطرق هنا لعلاقة ناديي المريخ والهلال بتيم عباس فالكثيرون يعتقدون إن فريقي المريخ والهلال جاءا من رحم تيم عباس في أوائل عقد الثلاثينيات. * اسم المريخ برز عام 1927م بعد تغيير اسم تيم المسالمة العريق إلى المريخ، وتيم المسالمة هو أول الفرق السودانية وظهر عبر طلاب المدارس الإبتدائية بحي المسالمة عام 1908م وقد اقتبسوا اللعبة من الفرق الإنجليزية التي مارست اللعبة في السودان مع أوائل القرن الفائت مثل فرق الجيش الإنجليزي بوحداته المختلفة وفريق كلية غردون المختلط من الأساتذة والطلاب (الكمبايند).. وتم تغيير اسم تيم المسالمة إلى المريخ عام 1927م وهناك خطاب خاص في هذا الشأن لا زالت صورته محفوظة في الاصدارات قديمة. * أما فريق الهلال فقد تم تأسيسه عام 1930م وسنعود لاحقاً إن شاء الله عبر مقال عن تأسيس الهلال. * تيم عباس كان موجوداً منذ أواخر العشرينيات وأسسه العم عباس حبيب الله ومقره حي الاسبتالية بأمدرمان وكانت له منافسة قوية مع فريق الموردة الذي تسجل رسمياً عام 1929م. * في عام 1932م عصفت الخلافات والمشاكل بتيم عباس فتفرق لاعبوه وانشقت مجموعة طلعت فريد ورفيقه فهمي سليمان وكونوا فريقاً اسمه (فكتوريا) أو (فكتوري) بمعنى النصر، بينما ذهب بعض لاعبي تيم عباس وانضموا للهلال. * فيما بعد قررت مجموعة فكتوريا الانضمام للهلال أو المريخ واشترطوا فوز أحد الفريقين على الآخر لينضموا للفائز، وكانت هناك مباراة سوق القش الشهيرة عام 1932م التي كسبها المريخ 2/1 فذهبت مجموعة فكتوريا لنادي المريخ بالمسالمة واجتمعوا بإدارة المريخ بشأن الإنضمام للمريخ ولكنهم اشترطوا أن يكون الاسم بعد الإندماج هو (الأهلي) ووافقت إدارة المريخ وحدث الإندماج، ولكن اسم المريخ لم يتغير وبقى كما هو على ألسنة الجمهور فقنعت مجموعة فكتوريا باستمرارية اسم المريخ.. وقد أصبح فريق المريخ قوة ضاربة بعد انضمام مجموعة طلعت فريد. * في عام 1934 عندما كان الهلال طفلاً بعمر 4 سنوات أصابه ضعف شديد وعجز عن منافسة أقرانه لدرجة فشله في المشاركة في أول منافسة لكأس البلدية بالسودان والتي فاز بها المريخ كأول كأس في تاريخ السودان. * في ذلك العام اقترح كبار نجوم المريخ بقيادة نسيبنا محمد طلعت فريد (وهو من الخريجين).. التحول من المريخ إلى الهلال لتقويته وإنقاذه من الإندثار والتلاشي.. ورغم إن الإقتراح لم يجد حماساً في المريخ، لكن بادر طلعت فريد بالانتقال للهلال ومعه رفيق دربه فهمي سليمان وبعض رفاقهم الذين كانوا قد انفصلوا معهم أبان تواجدهم مع تيم عباس حبيب الله وكونوا تيم فكتوريا. فاستعاد الهلال القوة بفضل تلك المبادرة التاريخية التي قادها نسيبنا طلعت فريد.. يعني دماء المريخ أنقذت تيم الهلال من الإندثار والتلاشي، فعاش الهلال حتى يومنا هذا بل أصبح نداً للمريخ!!