عشت لحظات صعبة بعد الركلة المهدرة وعاجز عن شكر القصير المكير حملته على أعناقي لأنه حرّرني من الإحساس بالذنب وأمّن أهم انتصار شمس الدين الأمين أجرت الصدى حواراً مطولاً مع علاء الدين يوسف نجم وسط دفاع الفرقة الحمراء وأحد أبرز نجوم موقعة سطيف تحدث فيه عن اللحظات العصيبة التي عاشها بعد ركلة الجزاء المهدرة مبيناً أنه لم يشعر بالراحة النفسية ولم يتخلص من عُقدة الذنب الا بعد أن نجح الغاني الحريف أوكراه في تسجيل هدف الأمان كما تحدث علاء عن الكثير المثير الذي نطالعه عبر سطور هذا الحوار. * في البدء نبارك لكم الأداء المميز والانتصار الذي تحقق؟ اعتقد أننا حققنا انتصاراً مهماً وعلى فريق كبير ومحترم ويكفيه احتراماً أنه بطل النسخة الأخيرة من دوري أبطال أفريقيا لذلك من حقنا أن نفرح كثيراً بهذا الانتصار الذي جعلنا نتقدم أكثر نحو نصف النهائي. * علاء سجل من ركلة الجزاء الأولى وأخفق في الثانية، حدثنا عن تباين المشاعر في الحالتين؟ بالتأكيد كانت فرحتي كبيرة بنجاحي في تسديد ركلة الجزاء الأولى لأنني ساعدت المريخ على افتتاح التسجيل وجعلته في وضعية جيدة في المباراة وأسهم هذا الهدف في خروج لاعبي وفاق سطيف عن طورهم فكانت حالة الطرد التي جعلت المريخ في وضعية أفضل لكن بكل صراحة كنت في حالة نفسية سيئة للغاية بعد أن أخفقت في تسجيل الركلة الثانية سيما وأن تلك الركلة المهدرة أعقبتها العديد من الفرص المهدرة بما في ذلك فرصة بكري المدينة الذي تخلص من الحارس ولم يلحق بها ليسكنها الشباك وتخوفت من احتمال عودة الوفاق ومعادلته للنتيجة ووقتها كنت سأشعر بالذنب مدى الحياة. * متى شعرت بالراحة النفسية؟ لا أبالغ لك اذا قلت لك إنني وبمجرد مشاركة أوكرا شعرت براحة نفسية لا مثيل لها وكنت واثقاً من أنه سيصل إلى شباك وفاق سطيف مرتين على الأقل لأن أوكراه مميز جداً في اللمسة الأخيرة والفرصة عنده تساوي هدفاً لذلك سدّد باتجاه المرمى مرتين وكان بامكانه أن يسجل أجمل هدف في البطولة لولا أن كرته مرّت جوار القائم وبفضل الهدف الجميل الذي سجله أوكراه شعرت براحة نفسية لا مثيل لها لأنه خلّصني من عُقدة الذنب فكنت أول من اندفع تجاه القصير المكير وحملته على الأعناق لأنه أمّن انتصارنا ووضع حداً لظاهرة ضياع الفرص السهلة. * حدثنا عن اللحظات التي سبقت تسديد الركلة الأولى؟ أنا مميز في تسديد ركلات الجزاء لكن عندما يتعلق الأمر بمباراة كبيرة امتلأ فيها الإستاد عن سعته وإهدار الركلة في مثل تلك المباريات يعني تعاسة 50 ألف مشجع بكل تأكيد الأمر صعب للغاية ولكني استمديت قوتي من الجماهير لأن إسعادها ايضاً أمر مفرح للغاية ونجح في التسجيل. * لماذا أخفقت في الاستفادة من الركلة الثانية؟ سدّدتها بذات الطريقة التي سددت بها الركلة الأولى لأن تسديد الركلة في سقف المرمى يصعّب مهمة الحارس في الوصول إليها ولكني اخترت زاوية أبعد أكثر فعادت الكرة من القائم وبسببي أُصيب جمهور المريخ بإحباط لا مثيل له لكن العزاء أن الهدف الجميل الذي سجله أوكراه أفرح الجماهير الحمراء أيما فرح. * هل أثّرت الهزة النفسية بعد إهدار الركلة الثانية على مردودك في المباراة؟ برغم خبراتي الكبيرة لكن الهزة كانت أعنف وأكبر وبالتالي تأثرت كثيراً والدليل على ذلك الخطأ القاتل الذي أهديت من خلاله مهاجمي الوفاق فرصة ذهبية لمعادلة النتيجة. * لاحظنا أن علاء لم يكن سعيداً بالنتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب أمام وفاق سطيف؟ بصراحة شديدة لو لعب المريخ مباراة الوفاق في سطيف بذات الأسلوب الهجومي الذي لعب به مباراة أمس الأول لفرض عليه الهزيمة في عقر داره لأن وفاق سطيف حقيقة مميز جداً خارج أرضه والمباراة التي لعبها أمس الأول كانت أفضل من تلك التي لعبها بملعبه ولولا أن المريخ كان في أفضل حالاته وقدم مباراة للذكرى لما نجح في التفوق عليه لأن وفاق سطيف فريق بطولات ولديه خبرات كبيرة في التعامل مع المباريات خارج الأرض لكن إصرارنا على الفوز كان أكبر من كل شئ. * لاحظنا أن علاء هذه المرة لم يسهم في بناء الهجمات من الخلف واعتمد على الإرسال الطويل؟ نفّذت ما طلبه مني المدير الفني لأن وفاق سطيف يضغط على لاعبي المريخ في المنطقة الخلفية حتى يجبرنا على الوقوع في الأخطاء وتفادينا ذلك بتخليص الكرة بسرعة حيث وجّهني المدير الفني بإرسال الكرة خلف مدافعي وفاق سطيف لأن بكري سريع ويمكن أن يلحق بالكرة قبل مدافعي الوفاق وهذا ما حدث في الهدف الثاني لأن سرعة بكري صنعت الفارق وصنعت الهدف الجميل لأوكراه. * تخوف الجميع على علاء الدين من الطرد في ظل الاستفزازات الكبيرة من لاعبي وفاق سطيف؟ لاعبو شمال أفريقيا يعتمدون بدرجة كبيرة على هذا الأسلوب في استفزاز المنافسين وجرهم لنيل البطاقات الملونة ولكن هذه الطريقة محفوظة لنا ولا يمكن أن تمر علينا بكل خبراتنا الطويلة ونحن في وضع جيد وبالتالي لم يكن هناك ما يدفعنا لمجاراة لاعبي وفاق سطيف في أسلوبهم الاستفزازي وقد تعامل لاعبو وفاق سطيف باعتبار أن اللاعب السوداني سريع الانفعال ويستجيب للاستفزازات وبالتالي يستطيعون إجبار أكثر من لاعب من المريخ على نيل البطاقات الملونة ولكن خبراتنا كانت أكبر بكثير من توقعاتهم. تخلصنا من عُقدة شمال أفريقيا لكن التفكير في اللقب سابق لأوانه * بعد أن أنهى المريخ عُقدة شمال أفريقيا هل أصبح يفكر بالصوت العالي في الحصول على دوري الأبطال؟ نعم، عُقدة شمال أفريقيا أصبحت حكاية من الماضي منذ تخلصنا من الترجي التونسي وحرمناه من الوصول إلى مرحلة المجموعات وذهبنا لأبعد من ذلك وتفوقنا على وفاق سطيف بحساب المواجهات المباشرة وسنتفوق كذلك على مولودية العلمة واتحاد العاصمة الذي كان من المفترض أن يقبل الخسارة أمامنا لولا أن الحكم المالي أنقذه ولكن رغم كل ذلك ورغم أن عُقدة شمال أفريقيا أصبحت بالنسبة لنا حكاية من الماضي من السابق لأوانه التفكير في الحصول على لقب دوري الأبطال لأننا نفضّل أن نتعامل مع كل مرحلة على حدا وهدفنا الآن الوصول لنصف النهائي وبعد أن نحقق هذا الهدف سنفكر بالصوت العالي في الوصول إلى النهائي وبعدها يمكن أن يكون هناك حديث عن اللقب. مبادرة فيصل العجب أكدت أنه لاعب صاحب معدن أصيل استحسن علاء الدين يوسف المبادرة الرائعة من زميله السابق وقائد المريخ فيصل السابق فيصل العجب بحرصه على الحضور إلى غرفة الملابس والنزول إلى أرضية الملعب قبل انطلاقة المباراة من أجل بث الحماس في الجماهير وحثّهم على تشجيع الفريق بقوة في مباراة وفاق سطيف وقال إن هذه المبادرة تشبه فيصل العجب تماماً لأنه لاعب خلوق ومهذب ويحب المريخ ودفع ضريبة حُبه على أكمل وجه ومثل هذه المبادرات لا تصدر الا من لاعب نقي وصاحب معدن أصيل مثل فيصل العجب الذي منحنا دفعة معنوية خرافية وكان شريكاً أصيلاً في الانتصار الذي حققناه على وفاق سطيف. جماهير المريخ متفردة عن أي جمهور في العالم أرسل علاء الدين يوسف تحية خاصة لجماهير المريخ الوفية وشكرها على الوقفة القوية والدعم المعنوي الخرافي الذي وفّرته للاعبين في مباراة أمس الأول أمام وفاق سطيف مبيناً أن الجماهير الغفيرة التي ملأت الملعب وبثّت الحماس في نفوس اللاعبين وأرعبت المنافس كانت كلمة السر في الأداء المميز والانتصار الذي تحقق وأشار علاء إلى أن المريخ حباه الله بجمهور متفرد عن جمهور أي فريق في العالم لذلك فإن رهانهم الكبير على هذه الجماهير الرائعة حتى يواصل الفريق مشواره بنجاح في دوري الأبطال. المريخ كسب لاعباً خارقاً اسمه شيبوب سجل علاء الدين يوسف إشادة كبرى بالنجم الواعد شيبوب وكشف السر الذي جعله يتحدث معه أكثر من مرة أثناء المباراة مبيناً أنه أكثر من يعرف موهبة هذا اللاعب الخارق الذي لديه الكثير الذي يستطيع أن يقدمه للمريخ لذلك وعندما شعر أن بدايته لم تكن بحجم موهبته طالبه بالا يتأثر بالحشود الجماهيرية وأن يلعب كرته العادية وبالفعل انطلق شيبوب ليتلاعب بدفاع وفاق سطيف وصنع الفارق لمصلحة المريخ بفضل قدراته العالية وموهبته الفذة وبلا مجاملة أقول إن المريخ كسب لاعباً خارقاً وصاحب قدرات نوعية ستفيد الأحمر لسنوات وستمتد مكاسبها للمنتخب الوطني الأول، شيبوب من الصعب جداً أن يفقد الكرة ومن النادر أن يخطئ في التمرير ويعرف كيف يساند الدفاع ويقوم بالدور الهجومي المطلوب منه وأنا واثق من أن الموهوب شيبوب سيكون له القدح المعلى في النتائج المميزة التي سيحققها الأحمر. مباراة العلمة للتأهل ولكن القادم أصعب اعتبر علاء الدين المباراة المقبلة التي تنتظر المريخ أمام مولودية العلمة بأنها من أهم مباريات المريخ في مرحلة المجموعات وأضاف: لا نريد أن ننتظر حتى الجولة الأخيرة ونريد أن نحسم أمورنا من الجولة الخامسة لتكون مباراتنا أمام الاتحاد من أجل صدارة المجموعة اذا تعثر الاتحاد أمام الوفاق ولذلك سنرمي بثقلنا وسنقاتل بشراسة حتى نفرض الفوز على مولودية العلمة في عقر داره برغم أن المباراة لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال لأن مستوى المولودية تطوّر كثيراً برغم أن الفريق لم يستطع كسب أي مباراة حتى الآن.