* تابعنا الشوط الأول للقاء اتحاد العاصمة ووفاق سطيف والذي تقدم فيه الاتحاد بهدفين نظيفين لبيلالي وبن جيلالي.. ووضح إن الاتحاد لعب لمصلحته ليدخل مربع الكبار في الصدارة.. ولم نتمكن من متابعة الشوط الثاني بسبب انقطاع الإرسال نتيجة الأمطار التي هطلت في الخرطوم.. وقد أضاف الاتحاد هدفاً ثالثاً في الحصة الثانية لعودية محمد الأمين. * وبخسارة السطايفة يتأهل المريخ تلقائياً لمربع الكبار لتصبح مباراته اليوم مع العلمة ومباراة الاتحاد بأمدرمان في إطار أداء الواجب.. ولكن ضاعت على المريخ فرصة التأهل عبر المركز الأول.. * لم يجد الاتحاد عناء في قهر حامل اللقب ويتميز فريق الاتحاد بأداء جماعي سلس ويصل للمرمى بسرعة لدرجة أنه كاد أن يكسب ثلاث ركلات جزاء في الجزء الأول للمباراة ولكن أوضحت الإعادة إن الحالات غير مقنعة لاحتسابها.. * بهذا المستوى الراقي لفريق الاتحاد وحصول الفريق على العلامة الكاملة حتى الأن يجعله المرشح الأول لخطف اللقب.. * بالطبع لم يكن الاتحاد سيحصل على العلامة الكاملة لولا مساعد الحكم المالي الملعون (ديارا بالا) الذي حرم المريخ من التعادل أمام الاتحاد في الجزائر بنقض هدف شيبون الذي شهد الجزائريون بصحته. * بعد أن تأهل المريخ بحمد الله.. نريد من المدرب غارزيتو أن يحسن التعامل مع جولتي نصف النهائي عسى ولعل أن يصل المريخ للنهائي ومن ثم يحاول خطف اللقب.. وما التوفيق إلا من عند الله. * لا داعي لمحاولة تنظيف الكروت عبر لقاء اليوم بتعمد تلقي الإنذار الثاني والغياب عن مباراة الاتحاد بأمدرمان.. * أي لاعب يحمل كرت أصفر واحد سيشطب عنه في مرحلة نصف النهائي.. وبالتالي يمكن إراحة اللاعبين المكرتين في مباراة الاتحاد من دون تعمد أخذ الكرت الأصفر الثاني اليوم. * مبروك للمريخ التأهل المبكر.. المريخ والمسالمة * في السطور التالية نقدم لمحات عن تاريخ كرة القدم في السودان ونشأة فريق المسالمة ومصدرنا في ذلك كتاب تاريخ الرياضة وكرة القدم في السودان لعوض الجمل، وبحث الأستاذ أحمد محمد الحسن في تاريخ فريق المريخ.. وهدفنا هو تثقيف القارئ الكريم عن تاريخ نشأة الكرة السودانية بعد أن حاول البعض التشكيك في حقائق التاريخ. * ظهرت كرة القدم في السودان مع أوائل سنوات القرن العشرين حيث كان يمارسها الجنود الإنجليز في ثكناتهم، ثم أصبحت اللعبة تمارس بشكل محدود عندما بدأت الدراسة في كلية غردون التذكارية عام 1903م حيث مارسها الطلبة مع أساتذتهم من الإنجليز.. وكانت هناك أيضاً ممارسة محدودة للعبة في مناطق متفرقة عن طريق طلبة المدارس من أبناء المصريين والشوام الذين كان يعمل آباؤهم كموظفين أيام الحكم الثنائي. * وعندما التحق المستر يودال بهيئة التدريس بكلية غردون عام 1907م لعب دوراً كبيراً في تشجيع ممارسة الرياضة وكرة القدم وساهم في انتشار نشاطها. * وفي عهد سير جيمس كري أول مدير لكلية غردون تم تكوين فريق يمثل الكلية واطلق عليه اسم "كمبايند" وكان يضم طلبة السنوات النهائية وبعض الأساتذة الإنجليز وهذا هو سبب تسميته بالكمبايند combined * كان فريق كلية غردون "كمبايند" هو أقوى الفرق وقتها وكان يتبارى مع فرق الجيش الإنجليزي في الوحدات المختلفة وكثيراً ما كان الكمبايند يتفوق على فرق الوحدات العسكرية الإنجليزية ولكنه ذات مرة تعرض لخسارة كبيرة بالأربعة أمام فريق الفرقة الثالثة الإنجليزي وهو فريق زائر كان يتنقل بين المستعمرات الإنجليزية وقبل حضوره إلى السودان كان قد فاز بكأس الفرق الإنجليزية في القاهرة.. ومن أقوى الفرق التي كانت تنافس فريق الكمبايند فريق المدرسة الحربية بالخرطوم. * في تلك السنوات وبالتحديد في عام 1908م بدأ الطلبة في حي المسالمة بأمدرمان تكوين فريق خاص بالحي وهو فريق المسالمة اشهر فرق الأحياء وكان يمارس نشاطه في شكل تقسيمات بين أبناء الحي وتطور فريق المسالمة تدريجياً حتى أصبح فريقاً معروفاً في المدينة بحلول عام 1912م.. ووقتها بدأت فرق أخرى صغيرة تتكون في أحياء أخرى وكان فريق المسالمة يذهب للتباري مع بعض هذه الفرق. * نما فريق المسالمة وانضم له عدد من طلبة مدرسة أمدرمان الأميرية من رفاق عبدالسيد فرح مثل فتح الله بشارة وعبادي أحمد وأحمد شرفي وزكريا سليمان وحسن حامد ولاعبين آخرين مثل عبدالرحمن علي نصر وعثمان الجمبكور وأحمد عبدالواحد، وبعد سنوات انضم له آخرون وأبرزهم إبراهيم أبوالريف حارس مرمى المسالمة الشهير عام 1919م. * من أشهر المباريات التي نظمها فريق المسالمة مباراة مع منتخب الخرطوم عام 1920م وأقيمت بميدان جوار مقابر السيد البكري نسبة لابتلال ملعب المسالمة بمياه الأمطار وجاءت المباراة بطولية ومثيرة بين أبناء الحي والمنتخب وانتهت بالتعادل بدون أهداف. * ومن المباريات التاريخية التي نظمها فريق المسالمة مباراة مع فريق بري الذي كان يضم عدداً من الجنود الإنجليز حيث جرت المباراة بملعب المسالمة وكسبها المسالمة 3/2 مما جعل فريق المسالمة حديث المدينة فانهالت عليه الدعوات المختلفة قبل أن تندلع ثورة 1924م ويتوقف النشاط الرياضي.. * يذكر إن فريق بري نشأ عام 1918م في منطقة ثكنات الجيش الإنجليزي (بري) ومن رعيله الأول من اللاعبين خيرالسيد ودالبقر وعثمان نكولا وعبدالله تنتون وعلي العمدة كرم الله وحسين أفندي حسن قبل أن تأتي أجيال حمودي عوض الكريم وسليمان أحمد خوجلي وحسن خليل وعباس صيام وكشكول وحريز وداكي أبجكة وكباتا وكشيب وزكريا الشين وغيرهم!! * بعد مرور ثلاث سنوات من ثورة 1924 عادت الحياة تدب وسط الفرق في العام 1927م وتكاثر عددها مثل استاك وعقرب والتذكار والسردار والضواحي وزهرة الندى ببحري والديم ورويال وبري ونهضة السجانة والأهلي بالخرطوم وبيت المال والقلعة وودنوباوي و العمدة وحي العرب والحديد وأبوعنجة وقلب الأسد والمختلط والفجر والعباسية والربيع والوطن وتيم عباس بأمدرمان. * رأت أسرة فريق المسالمة تغيير الاسم ليصبح اكثر قومية حتى لا يظل محصوراً في الحي.. ففي يوم الاربعاء 9 نوفمبر 1927م عقد اجتماع بمنزل عبد السيد فرح وعندما كان الجميع يتشاورون حول الاسم الجديد كانت سيدة شقيقة عبدالسيد فرح تعد الشاي للمجتمعين وقد اقترحت اسم المريخ ووجد الاسم قبولاً لدي المجتمعين فاعتمدوه وتم تحرير خطاب لمفتش مركز امدرمان برمبل بك للافادة بالاسم الجديد.. * هناك خطاب مصور بالزنكغراف في سفر طه محمد طه بخط يد عبدالسيد فرح ومعنون إلى مفتش مركز أمدرمان برمبل بك وتاريخه الأربعاء 14 نوفمبر 1927م يفيد بتغيير اسم فريق المسالمة إلى المريخ وهذا الخطاب يعتبر أشهر وأقدم الوثائق المحفوظة عن تاريخ الكرة السودانية.. * اعترض على الاسم الجديد فتح الله بشارة وخالد عبد الله ومحمد مرسال وسيد ماهر مما سبب انشقاقاً حاداً وسط فريق المسالمة ولكن بعد حوالي عام توحدت اسرة المسالمة من جديد ورضى الجميع باسم المريخ عدا فتح الله بشارة وبضع أفراد آخرين. * يذكر ان الخلاف الخاص بين عبد السيد فرح والرجل الثاني في المسالمة فتح الله بشارة هو الذي تسبب في اعتراض فتح الله على تغيير الاسم للمريخ ليبتعد فتح الله بشارة ثم يلتقي مع المجموعة التي اسست فريق الهلال في فبراير عام 1930 وقد ضم اول فريق للهلال من لاعبي المسالمة (الزعلانين) فتح الله بشارة وسيد ماهر ومحمد مرسال (ابوشلوم).. * في عام 1928م تم تكوين اول مجلس للمريخ برئاسة خالد عبد الله وسكرتارية عبد العزيز ابراهيم وفتحي إبراهيم لأمانة المال وعضوية محمد علي بخيت والطيب الشنقطيي وكان عبد السيد فرح قد نقل الى بورتسودان. * في عام 1929م تقرر تسجيل جميع الفرق لدي السلطة وقد كان فريقا المريخ والموردة اول من تم تسجيلهما وذلك في شهر ابريل وفي يوم واحد حيث التقى البكباشي سليمان ابراهيم رئيس الموردة بخليل عبدالملك من لجنة المريخ داخل مركز امدرمان وكل منهما يحمل خطاب تسجيل ناديه.