* مؤسف جدا أن يصل حال الصحافة الرياضية من السوء للدرجة التي تجعل رئيس الجمهورية يتدخل شخصيا لوضع حد له . ومؤلم غاية الألم أن لا يستشعر أهل الصحافة الرياضية انفسهم لهذا الخطر، ويعملوا على ايقافه قبل أن يطفح الكيل ويتدخل الغير. والأفظع من ذلك كله ، أن لا تكون هناك كلمة أو تحذير أو حتى توبيخ من الجهات المسؤولة عن تلك الصحف، أو قرار بوقف بعض المنفلتين. غياب الدور الرقابي لمجلس الصحافة والمطبوعات، وتجاهل وزارة الإعلام لما يحدث، ساهم في تمدد الانفلات وانتشاره. بلغ السوء مرحلة، أن أصبح بعض الصحفيين يتكسبون من هذه المهنة جهارا نهارا، بنبش أعراض الناس والحديث في خصوصايتهم. تركوا الشأن العام وتفرغوا للخاص تحت سمع وبصر كل المسؤولين في الدولة، فتنامت هذه الظاهرة حتى اصبحت عادة. توجيه الرئيس لوزير العدل بتشكيل لجنة خاصة لمراجعة أداء الصحافة الرياضية، ومنحها حرية اتخاذ القرارات المناسبة، سيقضي على الفتنة دون شك. ولجنة وزير العدل المرتقبة سيكون أمامها عمل شاق ومضني، حتى تتمكن من تقويم الصحف المنفلتة، وبتر ظاهرة الصحفيين المسيئيين. ونأمل من الوزير أن لا يتأخر في تنفيذ توجيهات الرئيس، وعليه أن يسارع بتكوين اللجنة ويختار لها الرئيس والأعضاء المناسبين. دقة الاختيار ستساهم في استقلالية عمل اللجنة، وحياديتها، واستصدار القرارات العادلة والتي من أجلها جاء توجيه الرئيس. نعلم أن القانون لم يساعد مجلس الصحافة والمطبوعات على أداء دوره المطلوب في القضاء على انفلات بعض الصحفيين. لكننا كنا ننتظر منه على الأقل أن يشعر بعض العاملين في الوسط الرياضي أن ما يتعرضون له اساءات لن يمر دون حساب. ترك الحبل على الغارب للمسيئيين، افرغ الوسط الرياضي من مضمونه، والرياضة من أهدافها وجعل غالب الدعمين يهربون منه. بارك الله فيك سعادة الرئيس. آخر الكلام الحرب الدائرة هذه الأيام بين بعض الروابط الهلالية، في المدرجات ، ليس لها ما يبررها، وان استمرت فانها قد تضعف أهم مراكز القوى في النادي. مع احترامنا للجميع، إلا أن حرق أعلام الهلال، في المدرجات تحت أي ذريعة، أمر غير مقبول، و لا يليق بجماهير ناد كبير كالهلال. من حق أي شخص في الهلال أن يعبر عن وجهة نظره، لكن بطريقة حضارية ودون أن يمس ثوابت النادي الكبير. لم يحدث في تاريخ الهلال، أن وصل الخلاف بين ابناء النادي لدرجة حرق أعلام الهلال وشعاراته في المدرجات. من حق جماهير الهلال أن تطبع صورة الرئيس وتوزعها ، وأن تهتف باسمه كذلك، كما كانت تفعل جماهير الهلال في السابق. هتفت جماهير الهلال من قبل لزعيم الأمة الراحل الطيب عبدالله "هلالك هل يا ود عبدالله، ولعبدالمجيد منصور " جيدا جيت يا مجيد". كما هتفت لصلاح ادريس "تيمك صاح يا صلاح" ولطه علي البشير"سير سير يا بشير" وللبرير، وعبدالرحمن سرالختم. الاعتداء على بعض الذين كانوا يحملون صورة الكاردينال في مباراة الهلال مع الخيالة ومريخ السلاطين، وحرق لافتاتهم، فيه مصادرة لحقهم. وفي المقابل فانه ليس من حق المؤيدين للكاردينال منع اولتراس الهلال، أو أي تنظيم هلالي آخر من التعبير عن آرائهم. لماذا لا نترك التنظيمات والروابط، يعملون وفقا لما يرغبون، طالما أن هدفهم الأساسي هو تشجيع الفريق ودعمه؟. ولماذا تحاول بعض الجماعات أن تلبس جلباب الوصاية على الهلال، لتفرض ما يروق لها على البعض، وتمنع ما لا يعجبها على البعض الآخر؟. لا نشك في ولاء كل التنظيمات والروابط التشجيعية للهلال الكيان، لكن ما حدث في الايام الماضية يعطي انطباعا سيئا عن أهداف هذه الروابط. لا تمنحوا الفرصة للأعداء، اعداء الهلال، لكي لا يزيدوا من شقاقكم ، أو يشمتوا فيكم، كما يحدث حاليا في بعض الصحف. ترفعوا عن الصغائر، ووحدوا صفوفكم، قبل فوات الآوان، فالهلال في أمس الحاجة لجهودكم وحناجركم خصوصا في هذا التوقيت. وداعية : معا من أجل هلال معافى.