بالأمس انطلقت التصفيات الأولى لسباق الثمانمائة متر في أولمبياد لندن والتي شارك فيها من السودان البطلان كاكي وإسماعيل حامل فضية بكين والفضية الأولى في تاريخ السودان ولكن لم يسعده الحظ للتأهل لنصف النهائي حيث حل في المركز الرابع في مجموعته. ولكن اسم السودان حلق في هذا اليوم عالياً والبطل كاكي يتأهل لنصف النهائي بإحرازه المركز الأول في مجموعته والأول على كل المجموعات كصاحب أفضل رقم بين أصحاب المراكز الأولى في المجموعات السبع ليصبح أفضل المتأهلين لنصف النهائي بلغة الأرقام والذي تنطلق تصفياته في الثامنة إلا عشر دقائق مساء اليوم توقيت لندن والحادية عشرة إلا عشر دقائق توقيت السودان. الأرقام التي حققها المتنافسون في التصفيات الأولى والتي تصدرها البطل كاكي برقم قياسي تفوق على كل المتنافسين يؤكد أن البطل السوداني الآن أمام فرصة العمر لتحقيق حلم السودان في ذهبية 800 ولكن لابد من الحذر حيث أن بعض المنافسين ربما لم يقدموا كل ما عندهم لأسباب تاكتيكية أو لأنهم اكتفوا بالتأهل ولم يحرصوا على كشف أرقامهم الحقيقية الأمر الذي يدفع بالبطل كاكي أن يضاعف من جهده ليتخطى ما حققه وأرقام المنافسين متى تكشفت حقيقتهم.. تراوحت الأرقام التي تحققت في التصفيات التمهيدية بين أفضل رقم حققه كاكي دقيقة و45 ثانية و51 جزءاً من الثانية وبين آخر رقم دقيقة و48 ثانية و27 جزءاً من الثانية حيث تمثل هذه أرقام المتنافسين في نصف النهائي اليوم للتأهل للملحمة الفاصلة غداً. أربعة من المتسابقين حققوا أرقامهم في دقيقة و45 ثانية تصدرهم كاكي كأفضل رقم يليه كأقرب رقم بفارق 39 كسر من الثانية ثلاثة لاعبين بينهم روديشا أخطر المتسابقين في ال800 والمرشح الأول للذهبية. وجود كاكي بين أفضل أربعة وصاحب أفضل رقم بينهم لابد أن ينعش آمالنا وأن تكتمل فرحتنا بعلمنا الذي يرفرف الآن في سماء العالم بسبب هؤلاء الأبطال لتتوج هذه الفرحة بالذهب والفضة في هذا المحفل الدولي.. الآن فرصة كاكي ليكون بين أفضل ثلاثة من مجموعة الأربعة تبدو طيبة كما أن الفرصة أيضاً متاحة له لأن يكون في المركزين الأولين بفضية على الأقل ويبقى حلمنا الأكبر في أن ينجح كاكي في تخطي روديشا ليحقق أول ذهبية في تاريخ السودان. كما قلت يجب ألا يستكين كاكي للأرقام لأنها قد لا تكون معبرة عن المستويات الحقيقة للاعبين حيث أن بعضهم ربما سعى للتأهل لنصف النهائي بأقل جهد ممكن. فالأرقام ربما تكون مضللة وغدارة لهذا يتعين على كاكي أن يتحسب لكل هذا. دعونا نحيي البطل كاكي الذي أحيا فينا هذا الأمل ولندعو له بالتوفيق ليحلق السودان عالياً في سماء لندن ليسمع العالم كله أن أولادنا قادرون رغم كل الظروف وعدم الاهتمام في أن يرفعوا رايته بجدارة ولنحيي إسماعيل ورباح وآمنة بخيت ومحمد عبدالرؤف ومحاسن النور والذين يكفيهم فخراً أنهم رفعوا علم السودان بين أعلام الدول وأشهدوا العالم أننا موجودون رغم كل االصعاب.