تقرير نشرته صحيفة كفر ووتر الإلكترونية نقلاً عن وكالات الأنباء أوضح كيف أصبح برشلونة من أفضل أندية العالم إن لم يكن الأفضل بلا منازع كيف أنه يعتمد على أبناء المنطقة أكثر من اعتماده على الأجانب المستجلبين بالمليارات فقد عزت الوكالات هذا النجاح لأكاديمية نادي برشلونة للناشئين، كما أنها أرجعت هذا النجاح للوكالة وللاعب الأسطورة الهولندي يوهان كروييف ولعل هذا هو الذي استوقفني في هذا التقرير بجانب الدرس الذي يمكن أن نستخلصه من هذه الأكاديمية التي فرخت شباباً أهَّل هذا النادي ليكون الأفضل على مستوى العالم وطبيعي بتكلفة أقل من المليارات التي يستنزفها استيراد المحترفين الأجانب.. النجم الهولندي يوهان كروييف كما أشار التقرير هو الذي يقف خلف هذا الإنجاز وهذا ما دفعني لأسترجع تقرير اطلعت عليه قبل عشرات السنين يحكي قصة هذا النجم الذي تربع على أ فضل نجوم أوروبا لما يقرب عشر سنوات متتالية وكيف أن فريق أجاكس الهولندي احتكر تحت قيادته بطولة الأندية الأوربية لعدة سنوات متتالية.. ويا لها من قصة وحكاية التي تناولها التقرير عنه يومها وما أحوجنا لأن نستخلص منها الدروس والعبر. تقول حكايته إن مدرب أجاكس الهولندي وأثناء مروره في أحد الطرق الجانبية لمح طفلاً لم يبلغ الثامنة من عمره وكان هذا الطفل يلعب بعلب الآيسكريم الفارغة ويداعبها بكلتا قدمية بمهارة فائقة فوقف المدرب لفترة ليست قصيرة يراقب الطفل دون أن يلفت نظره.. وهنا لم يملك المدرب إلا أن سأل الطفل عن والده وأسرته ومسكنه. تتواصل الحكاية وتقول إن المدرب أعاد مراقبة الطفل أكثر من مرة وصحب معه رئيس نادي أجاكس ثم رفع تقريراً للنادي اقترح فيه أن يرعى النادي هذا الطفل وتقبلت الإدارة الفكرة ولكن كانت المشكلة كيف يتم العاقد مع طفل لا يسمح القانون بالتعاقد معه وأخيراً وبعد دراسة قانونية تعاقد النادي مع والد الطفل بحكم أنه ولي أمره الشرعي وتضمن العقد أن يقوم النادي برعاية الطفل وتعليمه فكانت هذه أول سابقة من نوعها في تاريخ كرة القدم. وبالفعل أصبح النادي ومدربه مشرفاً وراعياً لهذا الطفل في كل مناحي حياته كما أخضعه لبرامج تدريبية خاصة في كرة القدم حتى كبر الطفل وأبرم عقداً مع النادي ليتوج هذا اللاعب بأنه أفضل لاعب في أرووبا في ذلك الوقت وليصنع لأجاكس تاريخاً أهَّله أفضل نادٍ أوروبي لعدة سنوات قبل أن ينتقل لنادي برشلونة. لهذا وهذا هو أرجح ان تكون فكرة أكاديمية برشلونة هي من إبداعات صاحب التجربة التي تخرج منها عندما عايش نفسه رعاية الناشئ من سن مبكرة ولتصبح هذه الأكاديمية مدرسة خرجت أفضل أندية أوروبا. في ذات الوقت الذي كنت أطالع هذا التقرير لفت انتباهي حديثاً للأخ عصام الحاج سكرتير نادي المريخ والذي تحدث فيه عن المليارات التي دفعها الأخ جمال الوالي للمريخ وعدت أسترجع: كم مثل هذه المليارات صرفها الأخ صلاح إدريس في الهلال والتي كانت محصلتها النهالئية صفراً كبيراً على الشمال واستوقفني أيضاً خبراً عن الكاردينال الذي تطالعنا الصحف من حين لآخر بصوره تتصدر الإعلام تحكي ما يدفعه من مال لم يحقق منه الهلال إلا أن يصبح الكاردينال محللاً رياضياً يصدر الأحكام الفنية على المدرب ليجد تصريحه مساحات واسعة في الأجهزة الإعلامية وأحسب أن ما تمتع به كل من الوالي وصلاح إدريس والكاردينال وغيرهم من أصحاب المال الذي صرفوه بلا حساب في هذه الأندية التي لم تحقق أي خطوة متقدمة وما تشهده ساحة االصحافة من صورهم وأخبارهم وتصريحاتهم والتي تبلغ عشرات الآلاف لا أحسب أن كروييف الذي صنع أكاديمية برشلونة حظيت صوره بواحد من الألف في الصحف الأوروبية مما حظي به من صرفوا كل هذه الأموال في الهلال والمريخ دون أن تأتي بأي مردود. فماذا لو أن الإخوة جمال والأرباب والكاردينال وكل من اقتحموا هذا المجال من أصحاب المال اتجهوا نحو تأسيس أكاديميات لهذه الأندية التي يعشقونها ليصنعوا لها مستقبلا ً يحفظ لهم إنجازاتهم بدلاً من إهدار المال فيما لا عائد منه ولن يذكره لهم التاريخ يوم يكفوا عنه. فمتى تلد حواء كروييف السودان؟