* قدمت قناة النيل الأزرق أمس حلقة حول تحكيم الكرة في السودان، وكلما تأتي سيرة التحكيم، نقوم بفتح جزء من الملف الأسود للتحكيم مع المريخ للتأمل، وبعدها نترك الحكم للضمائر. * في أول لقاء قمة في الدوري الممتاز عام 1996م كان المريخ يعيش صراعات إدارية طاحنة في ذلك العام الذي سمي بعام الرمادة، ولم يكن غريباً أن يتعرض فريق الكرة لخسارة كبيرة أمام الهلال بأربعة أهداف.. ولكن الغريب في تلك المباراة ركلة الجزاء التي احتسبها حكم بورتسودان عصام عبداللطيف عندما ارتطمت الكرة ببطن مدافع المريخ حبني الذي انقطع نفسه من ارتطام الكرة ببطنه، فكان قرار الحكم البورتسوداني غريباً ومدهشاً.. ونفذ الركلة (بلدياته) لاعب الهلال أبوشامة محرزاً الهدف الرابع ليدخل سجل هدافي القمة!! يذكر أن الحكم المتقاعد عصام عبداللطيف كثيراً ما كان ينال سخط جماهير المريخ في المباريات التي يديرها له في الدوري، وهو بطل الحالة الطريفة في كسلا عندما صفر معلناً انتهاء الشوط الأول وكرة الميرغني تعانق شباك الهلال!! * في الموسم الثاني للممتاز عام 1997م وفي لقاء القمة بالدورة الأولى الذي كسبه الهلال بهدف زاهر مركز.. شهدت المباراة موقفاً لا ينسى كان بطله الحكم صلاح أحمد محمد صالح.. عندما انفرد مهاجم المريخ عبدالمجيد جعفر واعترضه حارس الهلال أحمد النور داخل منطقة الجزاء (بشلوت) على ساقه أطاح به في الهواء ولم يتخذ الحكم صلاح أي قرار وسط دهشة الجميع!! وفي الأيام التالية عندما استضاف التلفزيون الحكم صلاح وآخرين للحديث عن القمة، وتم عرض لقطة مخالفة أحمد النور مع عبدالمجيد جعفر اعترف الحكم صلاح بصحة استحقاق المريخ لركلة جزاء، وبرر عدم احتسابها على أساس أنه لم يشاهد الحالة في الملعب!! * وفي لقاء الدورة الثانية للدوري في نفس الموسم فاز المريخ بأعجوبة بهدف أحرزه نميري أحمد سعيد قبل نهاية المباراة، ووكانت المباراة قد شهدت في دقائقها الأولى طرد حكم الدويم أحمد الماظ لمدافع المريخ القوي حاتم محمد أحمد بإنذارين سريعين بسبب فاولين متتاليين لحاتم ليلعب المريخ ناقصاً أغلب زمن المباراة ويفوز بأعجوبة! * في لقاء القمة بالدورة الأولى للدوري الممتاز عام 1998م ثار المريخاب على حكم عطبرة عبد العزيز المارشال بحجة أن هدف الفوز للهلال الذي أحرزه باكمبا بدأ بفاول انزلاقي عنيف من مدافع الهلال ياسر رحمة مع نجم المريخ فيصل العجب من الخلف (تسبب في كسر عرقوب العجب) ومع ذلك تجاهل المارشال احتساب المخالفة! ليقوم ياسر رحمة من الأرض تاركاً العجب مكسوراً ويمرر الكرة لطرف الهلال أحمد حضرة الذي جرى بالكرة بمحاذاة خط التماس وعلى الرغم من أن الكرة غالطته وعبرت خط التماس لكنه واصل الجري بها وسكت حامل الراية!! حتى وصل حضرة جهة راية الكورنر وجنح بالكرة لكنها طالته وعبرت خط المرمى للآوت ومع ذلك عكسها حضرة وسكت حامل الراية للمرة الثانية!! لتصل الكرة لباكمبا ويتوقف لاعبو المريخ رافعين أياديهم على أساس أن الكرة آوت، ولكن المارشال ومساعده تجاهلا الحالة وتركا باكمبا يضع الكرة بهدوء في المرمى ولم يعبأ المارشال باحتجاج لاعبي المريخ ولكنه عاد ليطلب النقالة لحمل العجب (المكسور) لخارج الملعب!! تخيلوا هدف سبقته ثلاث مخالفات متتالية حدثت خلال بضعة ثوانٍ ولاعب مكسور يئن على أرض الملعب!! * في لقاء القمة بالدورة الثانية للدوري 1998م أدار اللقاء الحكم المصري جمال الغندور وقد تسبب ياسر رحمة وللمرة الثانية في كسر لاعب من المريخ، وكان الضحية هذه المرة المهاجم الخلوق عبدالمجيد جعفر وذلك بلعبة انزلاقية عنيفة جوار خط التماس وعبدالمجيد على الأرض وجاء الكسر في ضلعتين ورضوض بالقفص الصدري لينقل عبدالمجيد لمستشفى الحوادث، واكتفى الغندور بإنذار رحمة ولم يكن يعلم بأن اللاعب له عدة سوابق في إصابة اللاعبين.. وبخلاف تلك الحالة كانت إدارة الغندور للمباراة جيدة.. * في الموسم الرابع للممتاز عام 1999م أقيمت المنافسة بنظام المجموعتين، وأقيم لقاء قمة واحد في المربع الذهبي أداره لأول مرة حكم سنار المغمور أحمد عيسى، تحت مظلة رئيس الاتحاد وقتها أبوحراز!! وقد بالغ أحمد عيسى في التحامل على المريخ ورفض منحه مخالفة جزاء واضحة عندما سدد مهاجم المريخ عبدالمجيد كرة رأسية في المرمى لحظة خروج الحارس أحمد النور وكان يقف على خط المرمى لاعب الهلال هيثم النور الذي صد كرة عبدالمجيد بذراعه وتجاهل أحمد عيسى المخالفة.. وبعده قام أحمد النور بعرقلة عبدالمجيد داخل منطقة الجزاء وأطاح به في الهواء وأيضاً تجاهل أحمد عيسى الحالة ليتعرض للهجوم والضرب والصفع من قبل لاعبي المريخ ولم يملك الحكم الخجلان الشجاعة ليطرد أي لاعب منهم، وانتهت المباراة بفوز الهلال 2/1 ولكن قامت اللجنة المنظمة بإيقاف عدد من لاعبي المريخ فانسحب المريخ من الدوري.. ولن نذكر هنا كيف تواصلت مباريات المربع الذهبي وماذا حدث مع الموردة بعدها!! * في لقاء القمة بالدورة الأولى الموسم التالي 2000م أحضر أبوحراز حكماً من السعودية اسمه عبدالرحمن الزيد وقد حرم هذا الحكم المريخ من الفوز عندما تجاهل مخالفة الجزاء التي ارتكبها لاعب الهلال مجاهد عندما أمسك بفانلة محترف المريخ المغربي الزنزون من الخلف وتكوم معه على الأرض ووقتها كان الزنزون منفرداً ووصل خط 6 ووسط دهشة الجميع حتى الهلالاب تجاهل الزيد احتساب ركلة الجزاء لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.. وعقب المباراة اكتشف الجميع أن عبدالرحمن الزيد عضو بنادي الهلال السعودي!! * في لقاء القمة بالدورة الثانية عام 2005م انتهى اللقاء بالتعادل السلبي ولكن كالعادة حرم التحكيم المريخ من مخالفة جزاء ارتكبت مع لاعب المريخ وقتها حمودة بشير.. وكان الحكم بدرالدين عبدالقادر أدار اللقاء. * وشهد لقاء الدورة الثانية للدوري عام 2009م اعتداء أسامة التعاون بدون كرة بالرفس على مدافع المريخ سفاري في مكان حساس.. وبدلاً عن طرد التعاون أنذر الحكم الفاضل عبدالعاطي حارس المريخ أكرم المحتج على عدم طرد التعاون!! * وبعد أيام من المباراة السابقة جاءت مباراة الكأس واعتداء علاء الدين يوسف على مصعب عمر باللكم على خده حتى أسال دمه ولم يسأله أحد! والغريب أن علاء الدين قبل الاعتداء على مصعب كان قادماً بعد أن اعتدى على كلتشي الذي كان على الأرض وأمام بصر الحكم عمار حامد كريمة!! * في الدورة الأولى في موسم 2011م شهد لقاء القمة واقعة صد المعز بيديه خارج منطقة الجزاء لكرة مصعب التي كانت في طريقها للمرمى الخالي ولم يطرده الحكم الفاضل أبوشنب.. بينما أفتى الدوليان المصري جمال الغندور والإماراتي بوجسيم باستحقاق حارس الهلال للطرد!! * في ختام الموسم للعام 2011م تابع الجميع كيف احتسب الحكم بدرالدين عبدالقادر ركلة جزاء للهلال بتمثيلية من المهاجم سادومبا عندما مر من فوق حارس المريخ يس وتعمد السقوط.. وشاهدنا بدرالدين يتجاهل طرد مساوي في الاعتداء الوحشي على مهاجم المريخ ساكواها جوار خط التماس، وبدلاً عن معاقبة مساوي طردوا المدرب فاروق جبرة المحتج!! * وفي الدورة الأولى للعام 2012 تجاهل الحكم المعز أحمد احتساب ركلة جزاء للمريخ عندما استلم علاء الدين يوسف الكرة بساعده والحكم على بعد خطوات منه!! والمعز أحمد هو نفسه الحكم الذي حرم المريخ من ثلاث ركلات جزاء في لقاء أهلي الخرطوم في ختام الدورة الأولى العام الفائت ويومها عقد مدرب المريخ حسام البدري مؤتمراً صحفياً وقال الآن عرفت لماذا لا يفوز المريخ ببطولات الدوري الممتاز في السودان!! * السرد أعلاه خاص بالممتاز وبضع مباريات في الكأس ولكن هناك مباريات قمة أخرى شهدت ظلماً مستمراً على المريخ مثل مباراة تمشيطية الطريفي التي أدارها معتز عبدالباسط ودخل التاريخ الأسود بواقعة انفراد الراحل إيداهو وخروج الحارس الدعيع خارج منطقة الجزاء ليصد الكرة بيديه ولا ينذر ناهيك عن الطرد!! * أما لقاء الكأس للعام 2012م فقد تسبب الحكم هاشم آدم في وضع نقطة سوداء في تاريخ التحكيم السوداني بمجاملته في مخالفة طرد نموذجية ارتكبها حارس الهلال المعز بعد أن اعتدى على لاعب المريخ الباشا المنفرد خارج منطقة الجزاء، وتجاهل مخالفة طرد أخرى للمعز عندما صفع مهاجم المريخ أديكو، وبدلاً عن طرد المعز طردوا مدرب المريخ ريكاردو!! * بالمناسبة الصفعة التي تلقاها محترف المريخ أديكو من المعز ليست هي الأولى، فنذكر في الموسم السابق مباراة المريخ والأمل ببورتسودان عندما أحرز أديكو هدف الترجيح وكيف احتك به مجدي أمبدة وصفعه مرتين ولم يطرده الحكم.. هل تذكرون من كان الحكم وقتها؟ إنه هاشم آدم نفسه!!