وسط حالة من الارتياح ومشاعر جياشة من الفرح وصل الخرطوم،أمس، أول فوج للسودانيين العالقين بجوبا عاصمة جنوب السودان، بعد أن قررت الحكومة إجلاء المواطنين الراغبين في العودة من جوبا حيث دارت معارك راح ضحيتها المئات، وتحدث عائدون أمس ل«الصحافة» عن ايام الرعب والخوف وانفلات الوضع فى جوبا ، وتحول دولة الجنوب الى فوضى وسيادة حالات السلب والنهب. وحطت أول طائرة بمطار الخرطوم ظهر أمس تقل 76 شخصا من النساء والأطفال والضعفاء، من جملة 400 سوداني عالقين في جوبا، حيث خصصت الرحلة الأولى للأسر، على أن يصل الباقون تباعاً في ثلاث رحلات حتى اليوم. وأبدت الحكومة استعدادها لإجلاء أكثر من ثلاثة آلاف من المواطنين الراغبين في العودة إلى البلاد ، من جميع مدن دولة جنوب السودان، حيث أشارت بوجود نحو 50 ألف سوداني هناك يعمل غالبهم في التجارة. وقال وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء، جمال محمود للصحفيين في المطار، «إن الرحلة الأولى خُصصت للأسر والضعفاء وستليها أربع رحلات مساء أمس الجمعة واليوم». وذكر أن السودان سيقوم بتشغيل ثلاث الى أربع رحلات يوميا لإعادة رعاياه إلى البلاد. وأكد مواصلة الجهود من قبل بعثة السفارة السودانية بجوبا، بجانب اللجان التي كونت لهذا الغرض حتى يكون كل السودانيين في مأمن تمهيداً لإجلائهم، لافتاً إلى أن حكومة الجنوب أبدت تعاوناً ملحوظاً في هذا الشأن. ونفى حدوث أية إصابات وسط السودانيين بدولة جنوب السودان حتى الآن. وأكد اكتمال كل الاستعدادات للإجلاء من خلال التسجيل الذي تم بمدينة جوبا والمدن الأخرى والذي فاق 3 ألاف شخص. وأشار إلى أن كل اللجان تواصل عملها لكيفية أن يكون جميع السودانيين بالجنوب في موقع آمن حتى يتم إجلائهم ، حيث أن العملية تتم بالتنسيق مع الجهات الأمنية والشرطية وجهاز المغتربين والسفارة بالجنوب. وكشف عن اتصالات من بعض الجاليات للاستفادة من مطار الخرطوم لإجلاء رعاياها. وأدت أربعة أيام من المعارك العنيفة الأسبوع الماضي بين الجنود الموالين للرئيس سلفا كير والمتمردين السابقين الموالين لنائبه رياك مشار، الى مقتل المئات في جوبا واجبرت أكثر من 40 ألفاً على الفرار من منازلهم