قال المبعوث الأميركي الى السودان الجنرال سكوت غرايشن ،ان الادارة الأميركية تولى عملية الاستفتاء اهمية قصوى، وشدد على اهمية ان تتم بشفافية و نزاهة حتى يتجنب الناس العودة الى الحرب ،ودعا الحركة الشعبية الى التعاون مع المؤتمر الوطني لضمان نجاح الاستفتاء دون عنف. واكد غرايشن، الذى كان يتحدث امام جمع من صناع السياسة فى الولاياتالمتحدة بمركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية بواشنطن الثلاثاء الماضى ،ان مكتبه سيعمل باهتمام خلال الستة اشهر القادمة بالاشتراك مع مبعوثي الدول الكبرى الى السودان «روسيا ، الصين، بريطانيا، الاتحاد الاوربى ، الاتحاد الافريقى ،» لانجاز المهمة يوم 9 يناير القادم و حتى 9 يوليو من العام القادم، وهو نهاية فترة الستة اشهر الانتقالية للوضع الجديد . وذكر ان هذا البرنامج مدعوم دعما كاملا على اعلى مستوى فى الادارة الأميركية و باشراف و متابعة شخصية من نائب الرئيس جو بايدن ،مشيرا فى هذا الصدد الى لقائه برئيس حكومة الجنوب سلفاكير فى نيروبى الشهر الماضى ثم اجتماعه بالمسؤولين المصريين فى القاهرة لازالة المخاوف التى تعتريهم من عملية الاستفتاء. وكشف غرايشن، ان وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون تنشط فى اجتماعات مع لجنة امبيكى للوقوف على تنفيذ الخطة الموضوعة للاستفتاء ،مبينا ان الرئيس اوباما حضر جانبا من تلك الاجتماعات ،بينما تنشط مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس من اجل بناء تحالف دولى قوى داعم لهذه الخطة ، غير انه عاد و اكد ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتق الشريكين المؤتمر الوطنى و الحركة الشعبية . واستبعد ، ميلاد دولة فاشلة فى الجنوب كما رجح كثيرون ذلك ،حال اختار الجنوبيون الانفصال، وشدد على انه و لضمان نجاح الاستفتاء دون عنف لابد للجنوبيين من التعاون مع المؤتمر الوطنى لأن الحدود بينهم و الشمال طويلة جدا «1900 ميل» وهذا يعنى انه لا مناص لديهم من التعاون المشترك، حاثا الجنوبيين على ان يكونوا مرنين و كرماء مع الشمال فى مسألة البترول ،مبينا ان تمترس الحركة الشعبية فى موقفها بان بترول الجنوب ملك للجنوبيين فقط سيجعل المؤتمر الوطنى يتصلب فى ان البنية التحتية لصناعة البترول ملك له ،وحذر من ان اصرار الطرفين على ذلك فان البترول سيظل فى باطن الارض و لن يستفيد منه اى طرف فى الوقت الذى لا يمكنهما البقاء بدونه . و نبه غرايشن الى مصاعب لوجستية و ادارية تواجه عملية الاستفتاء من بينها رفع الوعى للمواطنين الذين سيدلون بأصواتهم، الى جانب إعداد سجل بالاشخاص الذين يحق لهم ممارسة الاستفتاء و اثبات صلتهم بالجنوب ، اضافة الى ان العملية ستتم فى 8 دول . وذكر ان 80 % من ترسيم الحدود تم الاتفاق عليه لكن توجد خلافات كبيرة فى ال20 % المتبقية ، و شدد على انهم يتعاملون مع اتفاقية نيفاشا على اساس انها اتفاقية دولية و بالتالى لا ينبغى ان تترك للخرطوم لتقرر ما اذا كان الجنوب سينفصل ام لا، مردفا ان تقرير المصير هو اخر بند فى اتفاقية السلام . و اكد غرايشن، ان خطتهم هذه ستمتد ايضا الى شمال السودان ، موضحا انها تقوم على الحل السلمى فى دارفور ،مشيرا الى ان الهدف الاول من مفاوضات الدوحة هو التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار لانه بدون ذلك يتعذر عمل اى شئ، و اضاف ان خطتهم فى دارفور تهدف الى الامن و الاستقرار . واعلن غرايشن ، ان لديهم مسؤولية استراتيجية حتى العام 2015 للتأكد من ان الوحدة ستكون جاذبة لبقية شعوب السودان فى الغرب و الشمال و الوسط و الشرق .