صدقنا الوعود الكبيرة التي اسهبت الحكومة في ارسالها للمجتمع الإعلامي والصحفي على وجه الخصوص وعلى هذا المبدأ أخرج معظم الصحفيين الهواء الساخن من صدورهم على الورق وكان أن تأثرت الحكومة وبعض مسؤوليها من هذا الهواء فآثروا ارجاعه مرة اخرى للصدور ولم يعد بمقدور الصحفي والذي هو مرآة كاشفة للأخطاء حتى تتلافاها الدولة ان يتحدث بما يرى ويسمع دون ان يضع بعض الألوان والرتوش ويدور حول القضية المطروحة للنقاش دون ان ينفذ اليها مباشرة، كما حدث من بعض الصحفيين الذين احجموا عن الكتابة بشفافية خوفاً من مقص الرقيب الذي أصبح لا يقص المقال فقط انما الصحيفة أيضاً، وأصبح من اللافت ان تجد في مكان المقال قصائد شعرية او قصصا خيالية او طرائف وتراثا شعبيا وغير ذلك من انواع الكتابة لكن بعيداً عما يمكن ان يذهب الى سلة المهملات، واذا استمر الحال على ماهو عليه فإن كل الصحف ستنتهج نهج الكتابة الباردة التي لاتعبر عن هموم الوطن ولا المواطنين وبالتالي يعزف القارئ عن شراء الصحف ويصيبها الكساد فتنتهي وتموت وبذا ترتاح من الاجراءات الاستثنائية ويرتاحوا منها ، تذكرت والحال هكذا برنامجاً تلفزيونياً يحمل اسم بدون رقابة فأوقفته الرقابة وآخر اسمه بدون رقيب فتم إيقاف البرنامج ومقدمته، وربما يحمل احد البرامج عنوانا بعيداً عن مقص الرقيب، ولا ادري هل هذا البرنامج مستمر ام ان مقص الرقيب قد قام بواجبه ، على كل تبقى الرقابة الذاتية وضمير الكاتب هما الأهم فيما يكتب ولماذا ولمن ونحن دولة دخلت عهداً ديمقراطياً منتخباً فلماذا لانصبر على النقد وعلى حرية التعبير، وكيف يعمل الصحفي الذي امتهن مهنة المتاعب واتخذها دون غيرها من مهن الأرض مهنة يتكسب منها قوت يومه اين يذهب هذا الصحفي الذي كُتب عليه ان يقول الحق ويكشف الحقيقة فيحاسب على هذا الأمر ، ولو ان الصحفي ترك هذه المهنة رغم تعبها لمات قبل اوانه لأن بالصحافة تُقضى حوائج الناس وتساعدهم وتخفف عنهم بعض معاناتهم، ومعظم الصحفيين يعملون من اجل الآخرين، والعمل من اجل الآ خرين يشعر الإنسان بالسعادة والرضا والراحة النفسية فليس هناك قيمة للحياة ان لم تهتم بالآخرين وتقضي حوائجهم، والصحافة ابواب مفتوحة للخير والحق والجمال وعذراً استاذي حسين لإقتباس شعار ألوان، وحتى لا تصبح الصحافة هواية فقط في أوقات الفراغ اعيدوا لها قوتها مرة اخرى. مرايا أخيرة: كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان وما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام، قالوا كان في حكاية لسة ما اكتملت فصولها!!..