اعلن وزير الدولة بالخارجية البريطانية للشؤون الافريقية هنري بيلنغهام،عزم بلاده ترقية العلاقات التجارية والاقتصادية مع الخرطوم وكشف عن ترتيبات للتعاون المصرفي عبر افتتاح بنوك بريطانية بالسودان. وقال بلنغهام في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة ،بحضور السفير البريطاني نيكولاس كاي امس ان بريطانيا راغبة في تعزيز علاقاتها التجارية مع السودان رغم العقوبات الاميركية المفروضة عليه وصدور مذكرتي توقيف بحق الرئيس عمر البشير عن المحكمة الجنائية الدولية. واكد ان احدى اولويات الحكومة البريطانية الجديدة هي «تعزيز العلاقات التجارية مع مختلف الشركاء وخصوصا في القارة الافريقية»، واضاف ان «علاقاتنا التجارية مع السودان جيدة جدا في الوقت الحالي وهي تتجاوز مائة مليون جنيه استرليني سنويا، مقابل18استرليني لصالح الخرطوم،لكننا نعتقد ان بالامكان زيادتها»، ورأى ان تعزيز المبادلات التجارية مع القوى الناشئة اساسي لتقوية اقتصاد بريطانيا التي تعاني من عجز كبير في الميزانية. وشدد بلنغهام الذي يقوم باول جولة افريقية منذ تعيينه في مايو على ان «العقوبات اميركية وليست بريطانية»،واضاف «نحن نؤيد المحكمة الجنائية الدولية على السودان في رأينا ان يتعاون مع المحكمة بشان مذكرتي التوقيف ولكن من جهة ثانية ليست لدينا اي مشكلة مع الشعب السوداني وسيكون من الخطأ عدم تشجيع التجارة لانها الاساس لتكوين الثروة وخلق الوظائف والازدهار». واشار الى انه بحث مع وزير الصناعة الدكتور عوض الجاز ووزير الدولة بالخارجية كمال علي حسن،ومستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل،سبل ترقية العلاقات الثنائية بين البلدين،الى جانب فرص الاستثمار المتاحة،واكد ان لندن ستسعى في الفترة المقبلة الى تطوير العلاقات المصرفية بين البلدين،والمح الى امكانية فتح فروع لبنوك بريطانية،بالتعاون مع القطاع الخاص، وكشف ان وفدا بريطانيا سيزور السودان في نوفمبر المقبل لبحث آفاق التعاون المشترك واوضح بيلنغهام، انه بحث ايضاً مع المسؤولين قضية دارفور،ومسار المفاوضات بالدوحة،وقال ان بلاده ترى ضرورة مشاركة الجميع بلا استثناء في المحادثات،مشيراً الى انه حث الخرطوم،على التدخل لوقف عمليات اختطاف موظفي الاغاثة،وحماية المدنيين. واشار الوزير البريطاني الى انه بحث ايضاً مع المسؤولين سير انفاذ اتفاق السلام الشامل والترتيبات الجارية للاستفتاء،ودعا شريكي الاتفاق المؤتمر الوطني والحركة الشعبية،الى حل القضايا الخلافية قبل الدخول في الاستفتاء،ورأى انه بغض النظر عن النتيجة التي ستسفر عنها عملية الاستفتاء»فان شمال وجنوب السودان سيستمران في الاعتماد على بعضهما لتحقيق الاستقرار». ومن المنتظر ان يتوجه الوزير اليوم الى جوبا في زيارة مماثلة،يشار الى ان بيلنغهام جاء الخرطوم قادماً من كمبالا ،بعد حضور مؤتمر القمة الافريقية من جهته رحب وزير الصناعة بالخطوة البريطانية ،مؤكداً ان فرص الإستثمار مفتوح في جميع المجالات وطالب الجاز الوزير البريطاني بفتح صفحة جديدة للتعاون والعمل الاقتصادي المشترك، واكد أن ابواب البلاد مفتوحة للإستثمارات البريطانية في جميع المجالات مشيرا إلي أن الاعلام الغربي يشوه صورة السودان من جهته اكد الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل عقب لقائع بيلنغهام ان الوزير البريطاني طرح رؤى جديدة «وسمعنا منه كلاماً مشجعاً»حول العلاقات الثنائية بين البلدين وقال ان الوزير اكد اهتمامه بتطوير العلاقات الثنائية وامن علي التطور الايجابي للوضاع في دارفوور والتحسن الكبير الذي طرأ فيها وقال انه سيسعي خلال الفترة القادمة علي تطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية ،واضاف قائلاً» اذا حدث ما وعدنا به، قطعا فان العلاقات الثنائية بين البلدين ستأخذ ابعاداً جديدة «
