تعتبر مدينة الجنيد أنموذجا يحتذي به في تجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية ...ففي هذه المنطقة العمالية تختفي الانتماءات القبلية والجهوية ،ويتساوي الجميع في الحقوق والواجبات ،حيث يجمعهم وطن واحد وهدف مشترك وهو خدمة ارض المليون ميل مربع عبر انتاج السكر ،وفي أرض شيخ المصانع لايعبأ الكثيرون باللون والقبيلة ولاتوجد فروقات في التعامل بين أبناء الوطن الواحد حيث يقوم علي الاحترام المتبادل والانصهار في بوتقة واحدة والحب المتبادل والتجانس ،وترفع أفراد أهل الجنيد عن العنصرية البغيضة والجهوية المهلكه أفرز عن مجتمع مثالي ومترابط ومتوحد . ويؤكد ماثيو مانوك اكوج وهو من ابناء الجنوب وكان موظف سابق بالمصنع ومدرب كرة قدم أن مايجمع بين أبناء السودان أكثر مما يفرقهم وقال ان الوحدة ستكون خيار الجميع في الاستفتاء القادم. وأضاف:السودان ظل موحدا منذ قرون ولايوجد سبب يشطره الي دولتين والعلاقة بين الشمال والجنوب رغم رياح السياسة ظلت قوية ومتينة ويكفي ان الجنوبيين نصروا المك نمر علي المستعمر ووقفوا مع الامام محمد أحمد المهدي ،ويكفي أن الشماليين والجنوبيين يتشاركون ويتواصلون وجدانيا وجسديا في الافراح والاتراح ونحن في الجنيد عندما كانت الحرب دائرة في الجنوب وعندما يموت ضابط او عسكري شمالي نذهب الي منزل اسرته و«نشيل» الفاتحة ولم يسبق أن تم طردنا من بيت عزاء لاننا جنوبيون وتسببنا في موت أحد أفراد الاسرة ،وهذا هو السودان الذي نعرفه ونريده ان يكون . وتسأل ماثيو عن الداعي للانفصال وأضاف :يتحدثون عن الوحدة ونحن أساسا متحدين ولاتوجد أسباب تفرقنا وسيظل السودان دولة واحدة حتي وأن أرادت بعض الدول تقسيمه. أما برنابه مريال شول فقد أكد أنه مع الوحدة ولايفضل الانفصال وقال ان الجنوبيين وبعد أن نالوا حقوقهم ومطالبهم في الثروة والسلطة لاتوجد أسباب تجعلهم يفضلون الانفصال. يوسف جون قال ان السودانيين اعظم شعوب العالم ولولا تدخلات وأطماع بعض الدول لما اختلفوا في الفترة الماضية ، وأشار الي أن اتفاقية السلام لن تفرق السودان كما يعتقد البعض بل ستسهم في تقوية العلاقة بين الشمال والجنوب وان أرض المليون ميل ستظل موحدة وأن الجنوبيين سيختارون الوحدة لانها خيار العقل والمنطق.