أعلن علماء من جامعة ليفربول البريطانية التوصل إلى مسح كامل للشفرة الجينية للقمح مما قد يسهم في مضاعفة إنتاج الحبوب في العالم. وأشار العالم في الجامعة المذكورة وأحد أعضاء فريقها البحثي نيل هول، إلى أن الخريطة الوراثية للقمح أطول بكثير من تلك الخاصة بالإنسان والتي جرى الكشف عنها قبل نحو عشرة أعوام،لكنه أشار إلى أن تكنيك فك الشفرات الوراثية تحسن منذ ذلك الحين بشكل ملحوظ حيث لم تستغرق عملية الكشف عن شفرة القمح الجينية أكثر من عام. وكانت جهود رصد الخريطة الجينية للقمح تصنف في الماضي ضمن المهام شبه المستحيلة بسبب ضخامة حجم الجينوم إذ يتألف من 17 مليار زوج من القواعد المكونة للحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين (دي إن أي). أي إنه يساوي خمسة أمثال حجم الجينوم البشري،لذا فإن اقتحام الشفرة الجينية للقمح بات من أضخم الإنجازات الخاصة بجينوم الكائنات الحية حتى الآن. ومضى هول قائلا إن البيانات الخاصة بالتسلسل الجيني لصنف القمح الربيعي الصيني -الذي اختاره العلماء كصنف مرجعي- ستمكن الباحثين من التفرقة بين مختلف الأصناف ذات الصفات الإنتاجية العالية التميز. وأضاف أنه وأعضاء الفريق البحثي قاموا من خلال الاستعانة بأجهزة فك الشفرة الجينية الخاصة بشركة روش السويسرية للمستحضرات الدوائية بمراجعة الخريطة الجينية الكاملة للقمح خمس مرات. ويرى خبراء أن هذا البحث سيمكن المزارعين من تطوير أجود أنواع الحبوب من حيث مردودها ومقاومتها للعوامل الطبيعية كالجفاف والفطريات والأعشاب الضارة وغيرها. ويقول العالم هول من جهته إن المعلومات التي تم التوصل إليها ذات قيمة كبيرة في معالجة نقص الغذاء عالميا، مشددا على الحاجة إلى إعداد برامج لزارعة قمح يمكن أن يكفي العالم للأعوام العشرة المقبلة. ويشير أستاذ علم وراثة النبات في كلية العلوم بجامعة الخرطوم محمد أمين صديق للجزيرة في هذا الصدد أيضا إلى أن توفر الخارطة الجينية الكاملة يتيح للعلماء العرب استنباط أنواع من القمح مقاومة للجفاف وحسب حاجة كل منطقة. ويتعرض إنتاج القمح في العالم في الوقت الراهن لأخطار التغيرات المناخية وتعاظم الطلب من جانب سكان العالم الذين يتزايدون باطراد. وفي مطلع هذا الشهر سجلت أسعار القمح عالميا أعلى معدلاتها خلال عامين في أعقاب موجة الجفاف غير المسبوقة في روسيا والمشاكل التي واجهتها بعض من كبريات الدول الأخرى المنتجة للقمح.