صائمٌ مرَّ على مسافر يأكل الغداء ، فدعاه ، فأكل معه وشرب ، ثم تذكر أنه كان صائماً ، وأنه أكل وشرب ناسياً. فما حكمه ؟ للعلماء فيه قولان : القول الأول : للمالكية : قالوا : إذا أكل أو شرب بنسيان فسد صومه ووجب عليه القضاء ، لأن الإمساك ركن الصوم فأشبه ما لو نسي ركعة من الصلاة وهي ركن فيها فإنه يأتي بها قياساً عليه من أكل ناسياً فإنه يكون قد أفطر فيأتي بهذا اليوم قضاء. قال ابن رشد وهو من المالكية : ?إيجاب القضاء بالقياس فيه ضعف ، إنما القضاء عند الأكثر واجب بأمر متجدد? أ.ه. القول الثاني : للجمهور أن من أكل أو شرب ناسياً صومه صحيح لم يفسد ولا قضاء عليه . واستدلوا بحديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ) . وعن أبي هريرة أيضاً مرفوعاً : ( من أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة ) . وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً : ( من أكل في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ) . ويوافق هذه النصوص قوله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) قال : قد فعلت ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (وضع عن أمتي الخطأ والنسيان) وكلاً نصّ في محل النزاع ، وتصريح بصحة صوم من أكل أو شرب ناسياً ، وأنه لا قضاء عليه تصريحاً لا يحتاج معه إلى قياس ولا تأويل .