ميري امرأة من جنوب السودان كانت تعيش في الشمال منذ زمن بعيد وكانت تعمل عندنا كنا نحبها كانها واحدة من العائلة وكان لميري ابن واحد يدرس بالمساء ويعمل في الصباح كانت ميري بمثابة شيخة قبيلة تحتضن الكثير من بنات قبيلتها وكان لميري ابنة صغرى جاءت نتيجة تزاوج الميراث لشقيق زوجها المتوفي اسمتها منى على اسم ربة المنزل الذي تعمل به ميري. ذات يوم جاءت ميري وقالت انها عائدة الى الجنوب الى قريتها والى الام الارض ذهبت ميري وغابت تلك القامة الابنوسية الشامخة عن البيت ولكن لم تغب عن قلوب اهل الدار وكأنها واحدة منهم لحما ودماً وخلفها العديد من الاثيوبيات ولكن ميري كانت في كل مكان وكان الاطفال يقولون للاخريات انتوا قايلين روحكم ميري ميري بتنظف المروحة هي واقفة بعد اربعة اعوام ظهرت ميري شبح انسان ومعها منى والتي تجاوزت التاسعة من عمرها ولكنها الى الآن لم ترتاد مدرسة. واجتمع الجميع حول ميري يسألونها عن حالها ومالها ميري تقول والله جنوب سمح شديد طيب مالك بقيتي ضعيفة ميري جنوب سمح شديد لكن لكن شنو في حرب حرب مافي لكن ايه قعدت كل سنه دا انا اجيب قش وابني بيت وبعدين بعدين ماف قروش مافي شغل وبعدين عيت قعدت سنة انا عيان ومنى لي مافي مدرسة منى كان في شمال كان مشى مدرسة لكن منى هناك يرعى بقر ويحفر ارض وبعدين ياميري الحل انتي عيان ومنى مافي مدرسة عشان كدى انا داير امش دكتور واشوف لمنى مدرسة هنا وامش انا جنوب عشان جنوب دا بيت وبقر ولكن ربة البيت قالت لميري لكن لو في انفصال جنوب تاني مافي ميري اركب اجي شمال طوالي تسألت ميري بدهشة كيف كلام انتي ما عارف ياميري تاني جنوب شمال مافي جنوب جنوب شمال شمال ميري لا انا مافاهم شي انا اعرف بس ارجع جنوب محل بيت هناك واجي شمال لما اكون داير لم تستطع ربة الدار والتي ذهبت مع ميري الى الطبيب الاخصائي وتكفل رب الاسرة بجميع تكاليف العلاج افهام ميري حقيقة الدولتين القادمتين لان ميري يعني لها الانفصال العودة الى الجنوب الارض الام والشمال هو القلب الذي تلجأ اليه والسودان هو ارضها الرحبة التي تتجول فيها متى ما شاءت بدون حدود ولا اوراق ويكفيها سحنتها السودانية الأصيلة.