مما لا شك فيه أن الفقر أصبح واحداً من المهددات الحقيقية للاستقرار الاقتصادي والأمن الاجتماعي في العالم، فذلك الخطر يعتبر بمثابة حالة من الحرمان تتجلى في أشكال متعددة أهمها تناقص مستويات التغذية وتدهور الحالة الصحية وتراجع المستوى التعليمي والوضع السكني. ويعود السبب الحقيقي للفقر، الذي يتصدر قائمة أكثر الظواهر المعقدة التي عرفها العالم، إلى تراجع دخل الفرد الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات الإنفاق إلى ما دون الحدود الدنيا التي حددتها المؤسسات الدولية. ولعل من المفارقات أن الفقر لا يقف عند حدود دولة فقيرة ويستعصى على أخرى غنية والدليل على ذلك أن معدلات الفقر في أكبر دولة بالعالم وهي الولاياتالمتحدة شهدت ارتفاعات مضطردة حيث كشف تقرير عن أن عدد الأمريكيين الذي يعيشون تحت خط الفقر وصلوا إلى 14.3% من عدد السكان وهي أكبر نسبة منذ عام 1965 . وذكر تقرير صادر عن مكتب الاحصاء القومي الأمريكي أن 43.6 مليون أمريكي أو واحد من كل سبعة مواطنين يعيشون تحت خط الفقر مشيرا إلى أن تلك النسبة كانت قد بلغت 13.2% أو 39.8 مليون نسمة عام 2008 . ويحدد مكتب الإدارة والميزانية التابع للبيت الأبيض خط الفقر لعائلة مكونة من أربعة أفراد ب21.945 دولار سنويا. وأشار التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إلى أن معدلات الفقراء ارتفعت بين جميع فئات الشعب الأمريكي باستثناء الأمريكيين من أصل آسيوي.