متعة كرة القدم في التنافس الشريف داخل الملعب، وروعتها في ثنائية هلال مريخ فهما يمثلان الرمانة التي تحفظ ميزان التوازن، فلا هلال بلا مريخ والعكس صحيح، وهو ما يعني ان قوة الاول من قوة الاخر وضعف اي من الفريقين سيلغي بظلاله السالبة على مجمل الحراك الرياضي بالبلاد، وسيدفع ثمنها الجميع. ما قادني لهذه المقدمة هو حالة الصراع الاعلامي الكبير بين الصحف المحسوبة على كل من المعسكرين وما يمكن ان يقود بدوره لحدوث مالا يحمد عقباه في قادم الايام، خصوصا ان الناظر للواقع الرياضي يشهد حالة من التفاوت ففي الوقت الذي يقاتل فيه الهلال في ساحات التنافس الخارجي تسعى الكتيبة الحمراء من اجل استعادة عرش الدوري الممتاز، مكتفية بالنضال المحلي وهو امر يظهر بوضوح في بعض كتابات الصحفيين المحسوبين على الفريقين، وبالتالي يبدو واضحا في نقاشات المشجعين الذين يحصلون على ثقافتهم من هذه الصحف ولا احد ينكر الدور الكبير الذي تقوم به الصحافة الرياضية في السودان ولكنه دور كغيره من الاجتهادات البشرية، كثيرا ما تقابله بعض الاخفاقات با عتراف هؤلاء الصحفيين انفسهم، رغم تأكيدهم على ان الدور الايجابي لها هو صاحب الكفة العليا التي يجب دعمها والمحافظة عليها، وهو قول كثير ما يرتد صداه ويعبر الواقع بشكل مغاير تماما، تدور معاركه الآن بين صحيفتين على خلفية تداعيات اتهام بالتواطؤ في مباراة المريخ والعرب في الدوري الممتاز، والذي يحتاج بدوره لمجموعة من التعديلات تنقله اولا لمرحلة الجودة اما الامتياز فإنه مرحلة تحتاج لجهود سنوات عدة، يجب ان يقود الاعلام رسنها ولا يكتفي فقط بنقل الاحداث بل يجب ان يساهم في تشكيلها وهو يملك من الامكانيات الفنية والبشرية ما يجعله مؤهلا تماما لهذا الدور والنجاح فيه متى ما توفرت الارادة عند القائمين على امره من كبار صحفيي الرياضة، والذين يحملون في داخلهم هم تطوير الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد، وهو امر يتطلب التعامل مع الامر بدرجة من الوعي بمآلات كل ما يكتب وما يرسم على الصحائف التي يشتريها المتلقي من حر ماله بالرغم من سوء الواقع الاقتصادي وبالتالي فإنه سيجد نفسه مجبرا على تركها والبحث عن بدائل اخرى، خصوصا انه يحمل درجة من الوعي قد تتفوق في بعض الاحيان على الصحفيين انفسهم. ويبقى القلم امانة ورسالة تستهدف وبشكل اساسي النهوض بالوطن والصعود لاعلى درجات السمو من كل الذين ينتمون الى ارضه وترابه، ليس ثمة شك في ان ابناء البلد من الصحفيين يقفون على قمة هذا الامر، « بس روقوا المنقة شوية» واحمر وازرق شن فايداني يكفي انه ابونا الوطن واللون سوداني . الزين عثمان