اتفقت وزارة تنمية الموارد البشرية وإدارة مشروع الجزيرة على التنسيق بينهما فى مجال تدريب وتأهيل الكادر البشرى فى المجالات المختلفة بغرض الدفع بخطة العمل وتطلعات الجانبين لزيادة الإنتاج والانتاجية بمشروع الجزيرة ، فى وقت يرى فيه القائمون على إدارة مشروع الجزيرة ووزارة تنمية الموارد البشرية أن التنسيق بين الجانبين ينبع من أهمية المشروع وقوميته فى السودان خاصة وأنه يعمل على تشغيل الخريجين واستيعاب الكوادر النشطة وتفعيل برامج التدريب بجانب وجود عدد من معاهد التدريب ومؤسسات التأهيل الزراعى بالمشروع ، كما أن مشروع الجزيرة يؤمل فيه المساهمة فى تغطية الفجوة الغذائية بالوطن العربى بعد أن يوفر الإنتاج بالداخل مما يتطلب اعمال نظرة مختلفة لاجل الانتاج والانتاجية باتباع طرق حديثة تتمثل فى التقانات الحديثة والدورات الزراعية ذات النمط الحديث واستخدام البذور المحسنة ، فى وقت تم فيه تكوين لجنة مشتركة بين الجانبين حول تدريب واستيعاب الخريجين فى عدة مجالات بالمشروع لوضع ما تم طرحه من ادارة المشروع موضع التنفيذ خاصة وان المشروع يحتاج الى جهات تنفيذية للمساعدة فى تنفيذ القانون على ارض الواقع . وفى اجتماع مشترك الذى يعد الثانى من نوعه بين وزارة تنمية الموارد البشرية وادارة مشروع الجزيرة الذى التأم برئاسة المشروع ببركات التزمت وزارة تنمية الموارد البشرية بتدريب 391 من المهندسين لمشروع الجزيرة لجعل المشروع أنموذجاً لنهضة زراعية مقبلة والتفكير فى تحضير 70 ألف فدان موزعة على مناطق الرى البالغة 23 منطقة . وناقش الاجتماع الذى حضره كل من صندوق تشغيل الخريجين ووزارة التعليم العالى وجامعة الجزيرة بجانب مدير مشروع الجزيرة والامين العام لمجلس ادارة المشروع محمد عبد الماجد ، ناقش بصورة واضحة كيفية وامكانية تأهيل الخريجين تركيزا على خريجي المنطقة من الولاية والنيل الابيض وسنار والنيل الابيض، فى وقت اشار فيه البروفسور صديق عيسى مدير المشروع الى خطة المشروع النهضوية المقبلة بالتركيز على المحاصيل الاساسية، مؤكدا فى ذات الخطة ان الموسم الحالى يعتبر من افضل المواسم بعد الرضاء الذى ناله المشروع من قبل القائمين على امر الزراعة فيه « المزارعون» بجانب بعض الحلول الجذرية التى تمت فى مجال الرى واستصلاح الاراضى وادخال الحزم التقنية. وقال برغم وجود ضيق فى بعض المساحات المزروعة بالقطن الا ان العام المقبل فان الخطة سوف تتوسع لانتاجية افضل . وبرغم من حديث مدير المشروع الا ان وزارة تنمية الموارد البشرية يبقى طموحها اكبر من ذلك باعتبار قومية المشروع ،الامر الذى يجعل حتمية التنويع فى البرامج والسعى لزراعة اكبر مساحة ممكنة والدخول بالكليات فى امر تحسين الانتاجية وزيادتها وتدريب وتأهيل الخريجين يبقى امرا ايضا قوميا ذا ابواب مفتوحة ، ويرى كمال عبد اللطيق وزير تنمية الموارد البشرية اهم شئ فى مسألة التطور هو البناء الكامل بغض النظر عن الامكانيات معتبرا ان الهمة الاساسية فى مسألة التغيير تبقى بطموحات كبيرة تعمل على جذب ولفت انتباه المجتمع والمنظمات ذات الصلة والقطاع الخاص والمستثمرين خاصة وان مشروع الجزيرة يدخل المرحلة المقبلة فى مسائل متعددة منها التركيبة المحصولية والتقانات الحديثة واستزراع قصب السكر، كل هذا من شأنه النهوض بالمشروع من تقليديته السابقة ولذا فان التغيير لابد ان يحدث متزامنا مع النهضة الشاملة التى تسعى اليها ادارة المشروع .وقال دعونا نتفق على مسألة البناء المؤسسى للمشروع الذى يتم عبر طرق متعددة ولكن اهمها التدريب والتأهيل وتوظيف اهل الخبرة والدراية فى العمل لاجل احراز تقدم فى كل المجالات . وضرب الوزير مثلا بأن الخبرات السودانية معروفة ولها بصمة فى كافة دول العالم وقال لولا علماؤنا لما نهضت منظمة»الفاو» هذه النهضة مشيرا الى اسهام بعضهم فى اليونسكو والامم المتحدة والبنك الدولى ، وقال دعونا نخرج من البيئة المقيدة للعمل بالداخل وزاد ( اكبر مشكلة للمواطن السودانى هى الثقافة والمفاهيم) وقال «النظام السودانى الاجتماعى القائم نظام قاهر ومعيق» واضاف دعونا نفكر فى الدخول فى شراكات مع القطاع الخاص ونبدأ فى تدريب العاملين واستكمال الوظائف بشراكة مع الوزارة والسعى نحو تدريب المزارعين والمهندسين الزراعيين وتخصيص اراضٍ للخريجين الزراعيين وفق التوفيق القانونى . واكد الوزير كمال عبد اللطيف ان الهدف الاساسى لوزارته هو العناية بالانسان السودانى وتدريبه بشراكة واضحة وهو الامر الذى يفسر عقد الاجتماع المشترك مع ادارة المشروع فى الجزيرة . وحظى الاجتماع الذى استمر لمدة ثلاث ساعات بنقاش كبير وثر من قبل البروفسورات بتخصصاتهم المختلفة حرصا منهم على دفع العمل بمشروع الجزيرة خاصة وان ادارة المشروع تعتبر من الادارات المستقلة اداريا وماليا لما لها من اهمية فى الشأن السودانى الداخلى والخارجى، كما يرى البعض ان مشروع الجزيرة اسم له مدلول ذو معنى باعتبار انه اكبر مشروع بالوطن العربى والافريقى يقع فى مساحة 2.200 مليون فدان المزروع منه حاليا لايتجاوز المليون فدان يؤمل منه سد الفجوة الغذائية بالوطن العربى والمساهمة فى تشغيل وتأهيل الكوادر السودانية بمختلف تخصصاتها الفنية والزراعية والطبية والبيطرية والاعلامية ، كما انه اذا اتبع النظم الحديثة فى التدريب والتأهيل « تحويل العلم والمعرفة الى طاقات انتاجية « فإن الثورة التى يحدثها المشروع خلال الفترة المقبلة تكون كبيرة لاتضاهى بشئ وسوف تحل ضائقة الرى التى وصفها مدير المشروع بأنها لا تتعدى ال1 % لمساحة الرى الموجودة وتزيد مساحة القمح عن ال500 ألف فدان والبقوليات عن ال100 ألف فدان وتغطى المساحة المزروعة بالموسم الصيفى أكثر من المليون و700 ألف فدان ، فبدلا من ان تمثل المساحة المزروعة 80 % من مساحة المشروع فتصل الى اكثر من 100 % كما ان الذرة ستحقق حوالى 20 جوال للفدان الواحد بدلا من 16-17 جوال للفدان ، وبهذه الرؤية التقدمية التى وصفها الوزير كمال فإن طريقة الاصلاح سوف تتغير عقب النظر فى اعادة وبلورة الاعتقاد التقليدى فى المجتمع القائل «فى التأنى السلامة ،وفى العجلة الندامة « وايضا فإن ال14 ألف فدان التى تم التعاقد فيها بجنوب الجزيرة لزراعة قصب السكر ستزيد مساحتها وسوف يرى برنامج نمرة (90 فدان ) المطروح من ادارة المشروع المستقبلى باعتباره وحدة انتاج لازالة التباين فى النمرة الواحدة سيرى النور بكل ما خطط له وتحقيق أعلى انتاجية من المحاصيل بتحسين اسلوب الرى عبر الاستخدام الامثل للمياه، وبهذه الطريقة تزداد المساحة المزروعة للخضر من أجل الصادر والتعاقد مع شركات لزراعة الفول وزهرة الشمس فى مساحة بأكثر من 300 ألف فدان التى حددت فى برنامج المشروع للموسم 2011-2012م.