٭ كتبت في صدى يوم الخميس التاسع عشر من اكتوبر عام 6002 الكلام الآتي وأي ألم عظيم نعيش. ٭ سماء الواقع ملبدة بالغيوم. وكل ما يحيط بنا يقود الى الاحباط والتساؤل المُلح عما يجب ان نفعل حتى نخرج من هذه الدائرة اللعينة. ٭ الساحة تفور وتغلي كالمرجل.. كل ساحات الحياة في السودان حبلى.. الساحة السياسية حبلى سفاحاً نتيجة علاقة غير واضحة ولا صادقة بين آمل وأحلام وتطلعات الانسان السوداني والساسة الذين اقاموا العلاقة على الخداع والغش.. وعندما ثبتت واقعة الحبل نكروا وتنكروا. ٭ والساحة الاقتصادية حبلى من زواج مضطرب وغير مستقر الزوج متقلب المزاج وحاد الطبع ومزواج وعابث. ٭ والساحة الاجتماعية حبلى نتيجة علاقة شرعية مع الواقع وفرضياته وضبابيته. ٭ هذه حيوات واقع الانسان السوداني وهو يشهد حراكها وغيومها ويحاول ان يحاسب الحياة السياسية على تلك العلاقة غير المشروعة مع الساسة مع المولود القادم من نيفاشا او ابوجا أو اسمرا. ٭ ويقف مع محاولات الحياة الاقتصادية لطلب الطلاق من الزوج العابث المراوغ المزواج.. بل ويبحث عن المأذون الذي تتم على يديه نهاية هذا الزواج الفاشل.. وان رعته العولمة بقوتها القاهرة. ٭ والبعض شمر ويناضل وينشغل في التحضير لاستقبال المولود المنتظر من الحياة الاجتماعية يبحث عن البلح والحلومر والابري والويكة والويكاب والكول والجيرية والبرش والعنقريب والفركة أم صفيحة والفركة القرمصيص. ٭ والبعض الآخر يبحث عن أخر صيحة في عالم الاسرة والدواليب والموكيت والشيالات وأنواع البسكويت والبتي فور من عفراء وأخر ما تتحدث عنه اسواق باريس وامريكا ولندن في عالم قمصان النوم والارواب. ٭ وهناك آخرون نظراتهم لا تسقط إلا على دواخلهم انهم محاصرون بالتهريب والاختلاس وغسيل الاموال والمخدرات والشيكات الطائرة.. التفاهم مفقود والحنان تبدد والمودة داستها تفاهات الحياة اليومية. ٭ ومجموعات تصرخ ان اخطر ما نعيشه الآن.. ان الكثيرين جعلوا من الانانية فضيلة، واخذوا يتبارون في الخطف والحسد والحقد والغيرة والبعد عن الحب والتعاون. ٭ الكل في انتظار المولود.. عن (أمل) حتى اذا جاء مشوهاً أو ناقص التكوين.. ذلك متوقع إذ ان هذه الحيوات متجاورة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فالذي يحدث في السياسة يسقط على الاقتصاد والاثنان معاً يسقطان على الاجتماعية من غير استئذان. ٭ عندما يحاصرني هذا الواقع المرير احس بالعجز الذي يسقطني بدوره في هوة الاكتئاب والصمت وعدم الرغبة في الكتابة او الحوار.. ولكنه الأمل.. الامل والتمسك الى حد الاعتقاد فيما قال الشاعر الفرنسي (دي موسيه) لن يجعلنا عظماء غير ألم عظيم.. وأى ألم عظيم نعيش. هذا مع تحياتي وشكري