1/ زاهياً احتضن كف صديقه الجديد، وعندما اجتاز معه ممر الحياة، اكتشف بأن دواخله جوفاء كفزاعة حقل ينعق فيها البوم، وتملأ شقوقها الزواحف الضالة. 2/ دفن رأسه الذي أنهشه التفكير والغياب والزحف الصعب في حضن ابنه، وبكى بحرارة حتى استلم ابنه الراية. 3/ عندما طالبته بالطلاق أحزنه أن تتسلل حضارية الكلام إلى أضابير ابتسامتها، وأن تدخل فضيحة اللااعتبار في قاموسها، ويهزمها بريق الانتظار. 4/ نفخ ذاته المنفوخة أصلا، وتقدم طالباً يدها، وحالما أشهرت في وجهه بطاقة حمراء، داهمه احساس بأنه تحت سقف مهزوم ومخروم، وانتفاخ بطني كاذب، ومن يومها ظل يستجي الليل منحة من ضوء عليها يكون. 5/ حسناء نعم، ولكن لا تقترب منها، حتى لا تستدعي مازوخ وتدسه في باطنها، ثم بيدها الأخرى تجلب مركيز دي ساد، والعياذ بالله. 6/ في آخر معاينة له مع ذلك المدير اللزج، حاول أن يستبعد ظلال التفاصيل واستحضارها عبر الرمز، فذهب الرمز وظلت التفاصيل شاخصة أمامه. 7/ بعد ما استلم أوراقه كاملة من المأذون، اتجه بها صوب المطار، وقبل أن يصل معها إلى مثواها الأخير تكفنت لديه مشاعر عزيزة أخرجت الجمر من تحت الرماد، وأطلقت أشعة نارية في قلب الزوايا المعتمة. 8/ لا أحد يقرأ له، ومع ذلك قام بتأليف كتاب ضخم عن مجمل تفاصيل حياته، وسماه « الفرح الراقد خلف الحجاب» 9/ صوره لا تفارق صفحات الصحف، اليومية منها والسنوية، الملونة وغير الملونة، ولكنه توقف هذا الصباح طويلا أمام هذه الصورة، وعبثا حاول أن يتذكر تلك المناسبة التي بحلق فيها في الأرض. 10/ كان يبدو لها من على البعد كطرف عزيز من أطرافها اقتلع منها بجذره المتأصل في جذرها، والآن وهو قريب منها بدا لها كفائض لا يثير سوى الشفقة.