*الملاحظ هو أن الألمانى مايكل كروجر تخلى عن الطريقة التى كان ينتهجها خلال فترته الأولى مع المريخ حيث كان حريصا على تجهيز أكبر عدد من اللاعبين ذلك بإشراكهم فى المباريات كما أن تعامله مع اللاعبين كان نموذجيا ونجح فى أن يصنع لنفسه وضعية مميزة عندهم إذ كان يعاملهم بمرونة وبدون حساسيات الشئ الذى أكسبه حبهم وبالمقابل فقد كان اللاعبون يطيعونه ويحرصون على تنفيذ توجيهاته فضلا عن ذلك فقد عرف كروجر بالحرص والدقة وسعيه للمكسب وعدم لجوئه للمخاطرة وهذا ما جعله محل تمسك القاعدة المريخية ونجوم الفريق وتعلقهم به لدرجة أن بعضهم وصفه بالافضلية من بين الأخرين و كانوا يعلنون هذا الرأى وعندما جاء للمرة الثانية عبر نجوم الفريق الذين عاصروه عن سعادتهم وعلى رأسهم كابتن الفريق فيصل العجب ولكن خلال فترة كروجر الثانية « وهى الحالية » ومقارنة بعهده السابق فى المريخ فنلاحظ أن هناك فروقات شاسعة وتغييرات عديدة طرأت على طريقة و إسلوب هذا المدرب « مع تأكيدنا على شطارته وإجادته لقراءة اللعب وحسن قيادته للمباريات » فكروجر اليوم ليس هو كروجر الأمس حيث ترك العديد من الصفات التى كانت تميزه وتخلى عن عادات حميدة كان يتفرد بها حيث أصبح غير مهموم بتجهيز عدد كبير من اللاعبين وبات يشرك ويعتمد على عدد من اللاعبين لا يتجاوز عددهم الأربعة عشر لاعبا وبعد أن كان يحرص على صداقة كل نجوم الفريق فقد أصبح اليوم على خلاف مع أكثر من عشرة لاعبين إضافة لذلك فقد أصبح كروجر يلجأ للمخاطرة والمجازفة وينتهج سياسة التأديب بطريقة فيها كثير من القسوة والخطورة ويكفى الموقف الحرج والصعب الذى تعرض له المريخ فى مباراته الأخيرة أمام الموردة بسبب عناد كروجر والطريقة التى يتعامل بها ليس مع اللاعبين فقط بل مع المريخ نفسه إذ كاد المريخ أن يفقد الأمل فى استرداد بطولة الممتاز وكان الحد الفاصل مابين أمل المريخ فى البطولة وضياعها منه دقيقتين فقط « هدف راجى جاء فى الدقيقة 88 من عمر المباراة وإذا انتهت تلك المباراة بالتعادل لضاع منه كل شئ ولتبخرت كافة الجهود ولذهب كروجر مطرودا ليس بقرار من مجلس الإدارة بل بثورة جماهيرية عنيفة » كل ذلك بسبب الإسلوب الغريب والخاطئ الذى يتعامل به كروجر ومازال السؤال يطرح نفسه ويبحث عن إجابة وهو ماذا بين كرجر واللاعبين الأتية اساؤهم « هيثم المرابط - مهدى بن ضيف الله - لاسانا - عبد الحميد السعودى - حمد الشجرة - بلة جابر » ونسأل أيضا لماذا يلجأ كروجر « للتوليف » فى وجود الأصل عندما يشرك مثلا النفطى لاعب الوسط مهاجما فى وجود ثلاثة مهاجمين متخصصين ويصر على إشراك نجم الدين فى الطرف الأيمن وبلة جابر موجود وجاهز ولماذا الإصرار على وجود واستمرار مصعب ونصرالدين وسعيد مصطفى فى الملعب حتى وإن كانوا « فى غير يومهم كما يقول هو » ويترك كل من قلق وفيصل العجب وحمد خارج التشكيلة . نعلم حدودنا وندرك تماما أن كروجر هو صاحب القرار الفنى وهو الأكثر معرفة بظروف وأحوال اللاعبين ومصلحة الفريق وله الحق فى التصرف ولكن هناك مبدأ لا يقبل النقاش وحد فاصل لا يمكن لكروجر أو غيره أن يتجاوزه وهو مصلحة المريخ ومستقبله فإن كانت السياسة التى ينتهجها هذا الألمانى ضد مصلحة المريخ ومن شأنها أن تجلب إليه الضرر فتبقى مرفوضة . *فى كثير من المرات يمارس كروجر العناد والتناقض فعندما يسأل عن إبعاده لعدد من اللاعبين يبرر بعدم الجاهزية وعندما يتدنى مستوى الفريق يعزو ذلك لإرهاق اللاعبين علما به أنه هو المسؤول عن تجهيز اللاعبين كما أننا لا ندرى من أين يأتى الإرهاق للاعبى المريخ وإن كان السبب اللعب المتواصل فكل نجوم الفرق الأخرى يلعبون باستمرار غير ذلك فإن معظم نجوم المريخ بل جميعهم متفرغون لكرة القدم وليس من بينهم من هو مرتبط بوظيفة أخرى وإن أخذنا مباراة المريخ الأخيرة أمام الموردة كمثال فسنجد أن كروجر مارس المخاطرة بطريقة كادت أن تحطم طموحات المريخاب كما أنه لم يحترم خصمه وتعمد الإستهانة به ذلك حينما أبعد كلا من « مهدى بن ضيف الله والسعودى من الكشف ووضع كلا من بلة جابر وقلق والعجب فى دكة البدلاء ودفع بلاعبين غير جاهزين لا فنيا ولا نفسيا ولا بدنيا وهم الشغيل وسعيد ومصعب عمر وهنو ذلك برغم أنه يعلم تماما أن وضع المريخ لا يتحمل أن يتعثر وإن كان بالتعادل ويعرف أن من زج بهم لن يحققوا الفوز وهذا ما وضح خلال المباراة وكان معلوما قبلها » ، نقول ذلك من باب الملاحظة وحتى لا يفسر البعض رأينا هذا على أساس ان لنا رأى سلبى فى الألمانى كروجر فنقول ونؤكد من جديد أننا من أكثر الداعمين للإتجاه الذى ينادى بالتعاقد مع كروجر لثلاثة مواسم على أقل تقدير ونرى أنه مدرب له رؤي عميقة وخيال واسع وكفء ومن أجود المدربين الذين عملوا مع المريخ فى تاريخه الحديث وهوالانسب وقد حقق نجاحا كبيرا مع المريخ ونتوقع أن يحقق المريخ تحت قيادته إنجازات على المستويين المحلى والخارجى فكروجر مدرب ممتاز ولا يختلف اثنان حول كفاءته وإمكانياته ولكنه يمارس العناد وهذا قد يكون عادة أصيلة فى « الألمان ».