تعتبر الدنمارك ونيوزيلندا وسنغافورة من أقل دول العالم فساداً وفق مسح دولي ، وجد أن الصومال على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً، وللعام الرابع على التوالي، إلى جانب العراق، الذي احتل المركز الثالث وأفغانستان. وأصدرت منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية تقريرها السنوي للعام 2010 الذي يرصد مستوى الفساد في دول العالم استنادا إلى تقييمات واستطلاعات للرأي تقوم بها جهات ومنظمات متخصصة ومستقلة.ويفيد التقرير بأن 75 بالمائة من الدول تصنّف باعتبارها شديدة الفساد. وتضمنت القائمة ترتيبا لمستوى الفساد معتمدة على تعامل الحكومات مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بلدانها. وتمنح نقاط المؤشر من 0 إلى 10 بحسب درجات الفساد. ويصنف مؤشر هذا العام، الذي يعتبر النسخة الخامسة عشرة، مستوى الفساد في القطاع العام في 178 دولة ويحدده خبراء التقييمات ومسوحات الرأي. وتصدرت الدنمارك ونيوزلندا وسنغافورة ترتيب الدول الأكثر شفافية في العالم حيث حصلت على 9.3 من 10 محافظة على نفس ترتيب السنة الماضية ،في حين احتلت أفغانستان وكذلك دولتان عربيتان وهما العراق والصومال المراتب الأخيرة في ترتيب الدول الأكثر فسادا مما يفسر بتأثير الحروب والمشاكل الأمنية على شفافية هذه الدول. وكانت المنظمة قد أعلنت لدى صدور تقريرها العام الماضي، إن الدول التي احتلت المراكز الأولى، وهي ذاتها التي احتلت المراكز الأولى هذا العام، كان بينها قواسم مشتركة كثيرة، فجميعها أنظمة هشة، وغير مستقرة، وتنخر «أنظمتها» آثار الحروب والنزاعات. وأضافت: «عندما لا يكون هناك وجود لمؤسسات القانون، أو عندما تكون ضعيفة، فإن الفساد يستشري ويخرج عن السيطرة، وتنهب موارد الشعب، ويجري استخدامها في تدعيم الفوضى والعجز.» ومن بين القوى الاقتصادية الناشئة، جاءت البرازيل في المركز ال69 برصيد 3.7، والصين 78 برصيد 3.5، والهند 87 برصيد 3.3. وإجمالاً، قالت المنظمة الدولية عن المسح: «هذه النتائج تشير إلى وجود مشكلة فساد خطيرة.» وتابعت: «مع حكومات تخصص مبالغ ضخمة لمعالجة القضايا العالمية الأكثر إلحاحاً، من اضطرابات الأسواق المالية إلى تغيرات المناخ والفقر، يظل الفساد عقبة لتحقيق التقدم اللازم.» وتقرير هذه السنة أبرز تراجع بعض الدول إلى ما بعد ال20 على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تحتل هذه السنة المرتبة ال22 جراء تزعزع الثقة في الولاياتالمتحدة على خلفية الفضائح المالية والسياسية التي عصفت بها خلال 2009 ومنذ الكشف عن فضيحة برنار مادوف وتناول التصنيف مستوى الفساد في الدول العربية ودول الشرق الأوسط حيث تحتل بعض دول الخليج العربي مراتب متقدمة في التقرير، على غرار قطر التي تتمركز في المرتبة ال19 بمؤشر 7.7 على 10والإمارات ب6.3 على 10 مما قد يفسّر بمستوى العيش والثراء الاقتصادي والاستقرار السياسي في هذه الدول خلافا لدول أخرى ترزح تحت وطأة المشاكل الديمغرافية والاقتصادية والسياسية كاليمن ومصر وسوريا التي مُنحت علامات متدنية وصلت إلى 1.5 على 10 للعراق مثلا. وباستثناء قطر والإمارات و سلطنة عمان التي حصلت على مؤشر يفوق أو يساوى المعدل فإن كل الدول العربية هي دول مصابة بتفشي الفساد فيها.مما حدا بمنظمة الشفافية الدولية إلى توجيه تحذير إلى الدول المعنية من تأثير الفساد على مسيرتها التنموية حيث يعيق جهود هذه الدول في مقاومة الفقر وتحسين أسواقها المالية و الحدّ من المديونية.