«افتح الطريق» ....»افتح الاشارة «هكذا جاء صوت سائق عربة الاسعاف ولأكثر من مرتين صادرا من العربة لشرطي المرور الواقف أمام استوب لفة الجريف بالخرطوم عندما كانت الاشارة الحمراء توقف المركبات ومن ضمنها عربة الاسعاف القادمة من مستشفى سوبا الجامعي في اتجاهها لداخل الخرطوم مع صفيرها الذي كان ينافس ضجيج المركبات في ذلك الشارع ...وها هو شرطي المرور يفتح الطريق ولكن ثمة عقبة أخري جعلت السائق يستخدم المكبر ثانية ليهتف هذه المرة انحرف شمال يا سائق البوكس توقف يا سائق الهايس وبعد طول حديث و بعد أن انحرف يمينا وشمالا في حركات لولبية ليجد مساره الي طريق خالي يعبر به الي الطريق الداخلي . وفي الوقت الذي لا تزال فيه صافره الاسعاف علي مسامعنا بدأ سائق المركبة التي كانت تقلنا الي داخل الخرطوم ذلك الصباح وبنبرات من عدم الرضي يتحدث عن أن عربة الاسعاف هذه خالية وليس بها أي مريض ولكن تعود سائقو عربات الاسعاف علي عدم الوقوف في الشوارع والطرقات مع المركبات ليردف آخر ويشاركه القول بأنها مصدر ازعاج من خلال صوتها وصفيرها العالي في الشارع وكانت أحاديث عدة في ذات الموضوع هي موضوع حديث الركاب هذا الصباح لأجد نفسي قد ذهبت بعيدا اتساءل وما دري هولاء بان هذه العربة لم تكن تقصد انقاذ عزيز لهم فالاقدار تتحرك بالثواني ولا يتحكم فيها احد وهل الثواني التي نتوقف فيها ستعني الكثير اذا ما كانت ستنقذ حياة مريض او ستخفف عنه ألما . وبعدها ساقتني الخطي مباشرة الي شارع الاسبتالية الذي لا تكاد تجد او تستطيع السير فيه راجلا في المساء او بعد فترة الظهيرة الا بصعوبة بالغة فقد تمددت المركبات الخاصة علي جنبات الطريق والبعض الاخر يبحث عن مكان للوقوف بينما تمر بقية المركبات في حركة سلحفائية وفي ذلك الصباح وقبالة مستشفى جعفر بن عوف ومستشفى الجلدية وجدت اعدادا لا تحصي من الباعة الجائلين وبائعات الشاي وقد تربعت كل واحدة منهن في مكان يسعها وزبائنها ويجد البائعون امام مستشفى الاطفال في ذلك سوقا رائجة وهم يبيعون لعب الاطفال بمختلف اشكالها والوانها مما يزيد من حدة الازدحام وداخل مستشفى حوادث الخرطوم «الطوارئ والاصابات « كان لنا حديث مع الدكتورة هالة ابو زيد مدير مستشفى الحوادث والاصابات والتي قالت ان عربات الاسعاف لا تجد المخرج او المدخل الي المستشفى مما يعطل عملية انقاذ المرضي وفي كل الحالات، وطالما ان عربة الاسعاف قد تحركت اذا فهي اما تحمل مريضا من المستشفى او في طريقها الي اسعاف مصاب من خارجها ولكنها تجد صعوبة في الطريق فاصطفاف المركبات علي جنبات الطريق والباعة الجائلون يعطلون حركة مرور سيارات الاسعاف، وفي السابق كان الوالي الأسبق عبد الحليم المتعافي قد اصدر قرارا بمنع الباعة الجائلين من البيع في شارع المستشفى ونظم حركة وقوف المركبات في الشارع مما يسر حركة انسياب الاسعاف، ولكن لم يسر الوالي الحالي عبد الرحمن الخضر في هذا النهج وظللنا نعاني من ضيق الطريق وازدحامه من جديد .