قال أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل بقسم الجيولوجيا البيئية والتطبيقية في الجامعة الأردنية د. نجيب أبوكركي، إن هزة أرضية بقوة 4,3 درجات على مقياس ريختر ضربت أواسط البحر الأحمر على بعد 160 كلم من ميناء بورتسودان. ويقطن مدينة بورتسودان زهاء نصف مليون نسمة وتعد الميناء الرئيسي للبلاد. واكد مدير هيئة الموانئ البحرية ابراهيم الأمين ل«الصحافة»، استقرار الاوضاع في الميناء، وقال انهم لم يشعروا بأية هزة أرضية. وأفاد أبوكركي ،ان الهزة وقعت في تمام الساعة الرابعة و12 دقيقة فجر امس الجمعة على عمق 8 كلم تحت سطح البحر، حسب تحديدات مركز دراسات زلازل أوروبا والبحر المتوسط بفرنسا. وأضاف أبوكركي ، ان موقع هذا الزلزال يتطابق مع أواسط البحر الأحمر الذي يشكل حدوداً للصفائح الأرضية تفصل الصفيحة العربية عن الأفريقية، وهي حدود من النوع البنائي حيث تتباعد الصفائح وتتميز زلزاليتها بزلازل معتدلة ومتباعدة زمنياً مقارنة بأنواع أخرى من الحدود - التصادمية - كتلك السائدة في أندونيسيا واليابان وإيران والتي تتميّز بالمقابل بعنف زلازلها وتقاربها الزمني بوجه عام. وعاب خبير، فضل حجب اسمه، ل«الصحافة»، عدم وجود مركز زلازل في السودان، واكد ان الحكومة رفضت تشكيل هذا المركز بحجة ان البلاد بعيدة عن خطر الزلازل رغم تنامي الهزات الارضية الخفيفة أخيرا. من جهته، قال رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية في جامعة الينوي، ورئيس ادارة «مركز وسط أميركا للزلازل»، عمرو النشائي ، ان حزام الزلازل في البحر الأبيض المتوسط والقارة الأفريقية يتحرك شمالاً، مما يشير الى امكان حصول تصادم بين السطح الجيولوجي العميق الذي يحمل المنطقة العربية، مع السطح الذي يحمل القارة الأوروبية. ولفت الى أن هذا الوضع يعرض الساحل الشمالي للبلاد العربية لهزات وزلازل تشمل بلدان المغرب العربي «ليبيا والجزائر والمغرب» ومصر، مشيرا الى أن هذا يترك آثاراً عميقة على السودان والمملكة العربية السعودية، خصوصاً أن هذين البلدين يجاوران الفالق الجيولوجي الضخم، الفالق الأناضولي، الذي يمر في البحر الأحمر. وكانت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية السودانية أكدت الأربعاء الماضي، أن السودان ليس ضمن حزام الزلازل في البحر الأبيض المتوسط والقارة الأفريقية الذي يتحرّك شمالاً.