كشف وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية،اندرو ميتشل،عن دعوة وجهها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لنائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه لزيارة لندن في الاسبوع الاول من شهر ديسمبر المقبل،واكد على متانة العلاقات «التاريخية» بين البلدين،واعلن في الوقت نفسه عن دعم بلاده لاجراء الاستفتاء بمبلغ «75» مليون جنيه استرليني. وقال ميتشل في مؤتمر صحافي عقده أمس بمنزل السفير البريطاني،ان طه طمأنه بحماية الجنوبيين في الشمال ،وضمان حرية الإقامة والتنقل والعمل والتملك بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء،واضاف ان المسؤولين في الحكومة نقلوا له تأكيدات بإجراء الاستفتاء في موعده في التاسع من يناير. ودعا ميتشل، الاطراف للامتناع عن اطلاق التصريحات المثيرة وطمأنة المواطنين في الشمال والجنوب حول حقوقهم وامنهم،ووعد في الوقت نفسه بدعم بلاده للاطراف في عملية ترسيم الحدود. ورغم تأكيده بأن الاوضاع في دارفور احرزت تحسناً عما كانت عليه لدى زيارته الاخيرة للاقليم الا ان ميتشل عاد وقال انه سيتوجه الى دارفور اليوم للوقوف على الاوضاع بنفسه،ودعا الحكومة الى التدخل لوقف التفلتات الامنية والاختطافات ،والافراج عن «4» عمال اغاثة اختطفوا اخيراً في الاقليم. وادان المسؤول البريطاني بشدة الهجوم الذي نفذته حركة العدل والمساواة على قافلة تجارية اخيراً ونتج عنه مقتل «37» من افراد الشرطة، واعلن ميتشل دعم بلاده الكامل للسودان خلال ترؤسها لجلسة مجلس الأمن خلال الشهر الجاري، منوهاً لترؤس وزير الخارجية البريطاني لجلسة خاصة تعقد لطرح ومناقشة قضايا السودان تساعد المجتمع الدولي على فتح صفحة جديدة مع السودان. وفي السياق ذاته، أكد وزير التعاون الدولي جلال يوسف الدقير في تصريحات صحفية أعقبت لقاء النائب والوزير البريطاني، التزام الحكومة بالملاحظات التي أبداها حول التقارير التي تتحدث عن تعثر جهود الإغاثة في دارفور، مبرراً عدم وصول الإغاثة لعدد من المناطق لأسباب أمنية محلية في دارفور تتعلق بقطاع الطرق وهجمات الحركات المسلحة. وشدد أندرو في تصريحات أعقبت لقائه مع مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين، على أهمية دور المنظمات الإنسانية في العمل الإنساني، منوهاً إلى وقوفه على عدم رغبة النازحين في العودة من المعسكرات لقراهم ، مشيراً لتعهد الحكومة بإقامة البنى التحتية التي دمرت بسبب الصراع الدائر في الإقليم، و أكد على ضرورة إقامة العدالة وعدم الإفلات من العقاب، لافتاً إلى أن ما يجري الآن في دارفور هو تحقيق للعدالة وليس إفلاتا من العقاب. إلي ذلك، حثّ وزير الخارجية، علي كرتي، الوزير البريطاني على دعم المجتمع الدولي لاستراتيجية الحكومة الخاصة بدارفور ،مؤكداً له تعهد الحكومة بإجراء الاستفتاء في الموعد المقرر له مع التشديد على نزاهته .