كانت صالة الوصول بمطار الخرطوم كعادتها مكتظة بالمستقبلين للقادمين من دول المهجر ، ولكنها شهدت نهار امس الاول اعداداً هائلة من المستقبلين في انتظار حجاج بيت الله الحرام الذين ادوا مناسكهم والتي لم تخلُ من معاناة بدأت بعد ثلاثة ايام من وصولهم الى الاماكن المقدسة حيث ظهر الجانب الاستثماري مكشرا عن انيابه وبدأ مسلسل الاستنزاف للحجيج ، فقد فشلت الجهات المعنية بأمرهم في توفير حج آمن ابتداءً من الحج والعمرة والوكالات فالرحلات الجوية لم تكن موفقة والخدمات متدنية ومايدل على رداءة وسوء الخدمات التكدس الذي شهدته صالة الوصول وكان منظر الحجاج القادمين من بيت الله الحرام مثيرا للشفقة وهم محتجزون داخل الصالة دون خدمات بالاضافة الى اربعة ايام امضوها في مطار جدة لعدم وجود الطائرة التي تقلهم الى السودان. ويرجع هذا الى عدم التزام شركات الطيران التي لم تكن مسئولة تجاه التزامها بترحيل الحجيج ، حاولت الدخول الى داخل الصالة لمعرفة مايدور و سيظل هؤلاء متناثرين على ارض الصالة لأن اجسامهم لم تعد تقوى على الوقوف وبجانبهم امتعتهم وآخرون كانوا ينتظرون امتعتهم التي جاءت عن طريق الحج والعمرة وهم اتوا عبر رحلة مغايرة ، وروى لنا بعض الحجاج مجموعة من المواقف التي احرجتهم وهم في خارج وطنهم ومايزيد الامر سوءا ان الامر حدث من جانب الحج والعمرة وليس من جهات اخرى حتى يتمكنوا من الرد عليها . دخلنا الى صالة الوصول وبدأت جولتنا من الطابق السفلى حيث لم تكن الرؤية متضحة ، وكان هناك اشخاص يتذمرون لم يحدث ، سألنا احد العاملين لماذا يتمدد هؤلاء القادمون على سطح الارض ؟ قال ان هؤلاء قادمون من الاراضي المقدسة وينتظرون ان يتم تفويجهم الى الاقاليم وكان الحجيج الموجودون من ولايتي كردفان والفاشر ، وبعدها صعدنا الى الطابق الثاني حيث وضحت الرؤيا بالكامل وكان منظرهم اشبه بالجثث المتناثرة في احدى المعارك وبعدها ذهبنا الى مكتب الاستعلامات في الناحية الشرقية من المطار، وسألت الموظفة التي كانت تجيب وهي غاضبة عن الحجاج الموجودين في الصالة متى سيتم تفويجهم الى ولاياتهم ؟ قالت لي لم يتم التحديد بعد ، وهم في حالة صحية سيئة وبينما نحن نتحرك داخل الصالة قال لي احد الموظفين انه من المحتمل ان يتم نقلهم الى احد فنادق الخرطوم حتى يتم تقرير متى سيغادرون الاقاليم . لم نكتفِ بذلك وظللنا مرابطين امام الصالة الى أن خرج احد الحجاج وتوجهنا اليه ما ان علم هويتنا حتى روى لنا ما حدث من التفاصيل المؤلمة التي مرت برحلتهم هذه ، وقال الحاج محمد احمد رحمة الله الذي من المفترض ان يتوجه الى كردفان انهم 360 حاج من ولاية كردفان واكثر من 160 حج من ولاية الفاشر كانوا على متن هذه الرحلة التي كان من المفترض ان تكون على طائرة خطوط شركة (صن اير) للطيران ولكن بعد بقائهم اربعة ايام متتالية بمطار جدة تم استئجار طائرة نيجرية لتقلهم الى الخرطوم مؤكدا انهم ظلوا دون خدمات طوال هذه الفترة وسيئة للغاية وقال انه غير راض عما حدث فقد دفع مبلغ 7 الف جنيه ولم يكن المقابل كما يجب وقال انهم لم يستطيعوا القدوم الى السودان الابعد ان تدخل السسفير السوداني وحل المشكلة ولم يبقَ احد لم يعرف مدى التزام السودانيين وعدم اهتمامهم. وفي آخر حديثه قال ان الحج والعمرة والوكالات وشركات الطيران غير ملتزمة ولم تؤدِ واجبها تجاه الحجيج .