انعقدت بدولة الكويت فعاليات المؤتمرالاول للمانحين والمستثمرين فى الاول والثانى من شهر ديسمبر الجارى، وبحضور اعلامى مكثف وتمثيل دبلوماسى عالى المستوى من مختلف الدول العربية والاجنبية، وممثلى المنظمات العربية والإقليمية والدولية، حيث بلغ اجمالى عدد الدول المشاركة فى المؤتمر 42 دولة، و87 منظمة مجتمع مدنى، و43 مؤسسة اعلامية، و84 شركة قطاع خاص، وإجمالى عدد المشاركين فى المؤتمر بلغ 675 مشاركاً. الجالية السودانية تستقبل الوفد الحكومى السوداني: ومن خلال اللقاء التنويرى الذى عقده مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان اسماعيل للجالية السودانية بدولة الكويت، وفى داخل مبنى سفارة السودان بدولة الكويت، أكد على أهمية انعقاد المؤتمر الذى اعتبره فرصة ذهبية لإحداث نقلة نوعية لإقليم شرق السودان الذى عانى من ويلات الحرب والجفاف والتصحر ونقص الخدمات الضرورية. وتابع مصطفى قائلاً إن اختيار دولة الكويت لاستضافة المؤتمر لم يأت من فراغ، وذلك لعدة أسباب، منها العلاقات الازلية والروابط القوية بين البلدين منذ استقلال البلدين، الى جانب الدعم السخي الذي ظلت تقدمه دولة الكويت الى السودان فى شتى المجالات الانسانية، ومواقفها الواضحة الداعمة لوحدة السودان، علما بأن دولة الكويت لديها مساهمات واضحة فى تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية، وخير دليل على ذلك مشروع سكر كنانة. وتابع اسماعيل حديثه: إن دولة الكويت ظلت محتفظة بنصيبها فى شركة زين للاتصلات بينما سحبت استثمارها فى هذا المجال من الدول الافريقية. وثمن اسماعيل دور الكويت الداعم لوحدة تراب السودان. الامكانيات التى يزخر بها شرق السودان: اعلن مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد احمد من خلال الجلسة الافتتاحية لانعقاد المؤتمر، عن مساهمة حكومة السودان لتنمية شرق السودان ابتداءً من العام القادم بمبلغ مليار ونصف مليون دولار لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية فى شتى المجالات الخدمية. وتابع موسى قائلاً إن الشرق ظل يعانى من العديد من الازمات والمشكلات المعقدة، وقد بذلت الحكومة جهوداً مقدرة لحل هذه الاشكاليات، إلا ان هذا الامر يتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية والدولية، فنحن فى حكومة السودان نعوِّل على الدور الكبير الذى سيلعبه المانحون من أجل تطوير وتنمية انسان الشرق، ونحيي دولة الكويت حكومة وشعبا على استضافة هذا المؤتمر المهم والحيوى الذي سيغير واقع الشرق إلى الافضل. ومن جانبه أعلن رئيس وزراء الكويت الامير احمد الصباح لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، عن موقف الكويت الواضح من اجل وحدة السودان، وان استضافة هذا المؤتمر هو شرف لنا لتقديم الخدمات لأشقائنا السودانيين، ونعدكم بأننا سنبذل قصارى جهدنا لدعم السودان بصفة عامة وشرق السودان بصفة خاصة. وتابع الصباح قائلاً: ستظل ايادينا تحمل الخير وتقدم العون والمؤازرة من اجل اسعاد ورفاهية الشعب السودانى الشقيق، واسمحوا لى ان انقل لكم تحايا وتبريكات امير دولة الكويت الى كل اهل السودان، ووعد الأمير بدعمكم والوقوف معكم اينما طلب منه ذلك. وتابع الصباح قائلاً إن اختيار السودان لدولة الكويت لاستضافة المؤتمر هو شرف وتقدير، وسنكون عند حسن ظنكم بنا. ومن جانبه امتدح المدير التنفيذى لصندوق تنمية وإعمار الشرق أبو عبيدة محمد دج، الدور المهم الذى ظلت تلعبه دولة الكويت فى شتى المجالات من اجل تقديم يد العون والمساعدة للسودان، وان انعقاد المؤتمر فى الكويت يحمل دلالات ومعاني كثيرة. وتابع قائلاً: إن الصندوق ظل يصل الليل بالنهار منذ اعلان زمن المؤتمر، وتم تقسيم ادارة الصندوق الى عدة لجان، وتم اعداد المشاريع التى عرضت فى المؤتمر بعناية ودراسة علمية من بيت خبرة، وباشراك كافة أجهزة ولايات الشرق التشريعية والتنفيذية والسياسية. وتابع دج قائلاً ان اجمالي المشاريع بلغ 177 مشروعاً بتكلفة قدرها أربعة مليارات دولار. ومن خلال المؤتمر التزم المانحون ب 95% من تمويل هذه المشاريع، وبذلك نصف المؤتمر بأنه نجح نجاحاً كبيراً. وتابع دج قائلاً: ستجرى المشاورات مع الكويت لتحديد آليات لتنفيذ هذه المشاريع التى ستبدأ مباشرة فى العام الجديد. واضاف دج قائلاً إن الصندوق سينفذ خلال المرحلة القادمة المتبقي من المشاريع بتكلفة 250 مليون دولار، علما بأن ما تم تنفيذه منذ توقيع الاتفاق وحتى انعقاد المؤتمر يعتبر 50% من المتفق حوله فى الاتفاقية التى رصد لها 600مليون دولار، وتم تنفيذ مشاريع ب 300 مليون دولار. واضاف دج قائلاً إن الصندوق استطاع فى فترة زمنية وجيزة منذ تأسيسه احداث ثورة تنموية فى الشرق، وذلك بتنفيذ العديد من المشاريع المهمة التى انعكست بصورة مباشرة على حياة المواطن، وإننا نعوِّل كثيرا على هذا المؤتمر المهم والتاريخى. وتابع دج قائلاً إن التزام المانحين بتمويل هذه المشاريع سيسهم قطعا في استيعاب عدد كبير من الخريجين، لاسيما بعد تدفق الاستثمارات على الشرق، وسيؤدى الى خلق فرص عمل اضافية، وعلى كل نتوقع أن تزول كافة الاشكاليات عقب تنفيذ هذه المشاريع. واعتبر رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغثيان انعقاد المؤتمر سانحة ثمينة من أجل التعرف على الامكانيات الاقتصادية والصناعية والاستثمارية التى يتمتع بها شرق السودان فى مختلف المجالات. وتابع الغثيان قائلاً إن ما سمعناه عن شرق السودان يشجعنا على تحريض منظماتنا من أجل الاستفادة وتوظيف رؤوس الأموال العربية حتى تعود بالفائدة على الطرفين. وما لمسناه من جدية من اشقائنا في الحكومة السودانية يزيد اطمئنانا على مستقبل اموالنا، وستتم مناقشة هذا الامر مع الشركات والمؤسسات الاستثمارية كل على حدة من أجل تحديد المشاريع التى سنستثمر فيها، ونحن على اتم الاستعداد والرغبة الاكيدة للعمل بشرق السودان. وفى ذات الاطار قال رئيس اتحاد أصحاب العمل سعود البرير، إن الهدف من قيام لقاء ثنائى بيننا والمستثمرين العرب عكس الصورة الحقيقية للواقع الاستثمارى بالبلاد، وتنويرهم بالفرص المتاحة من اجل استثمار اموالهم فى السودان، الى جانب اخطارهم بالتعديلات الجوهرية التى حدثت فى قانون الاستثمار من أجل تسهيل وتبسيط الاجراءات، فنحن على استعداد كامل للتعاون المثمر لبناء شرق السودان. وتابع البرير قائلاً إن أيادينا وقلوبنا مفتوحة للاستماع باهتمام لآراء المستثمرين، ولدينا معلومات كافية تلبى احتياجات كافة المستثمرين. وتابع البرير قائلاً إن توقيع اتفاقية اسمرا بين الحكومة وجبهة الشرق اوقف الحرب، وان السلام عمَّ كل ارجاء شرق السودان، فلا داعى للمخاوف، فإن كافة المهددات زالت تماما. المنظمات الإنسانية تدعم الشرق: ومن خلال اللقاء الذى عقدته المنظمات الانسانية الوطنية والاجنبية بدار الهيئة الخيرية العالمية بدولة الكويت، اعلنت المنظمات عن دعمها للعمل الإنسانى وذلك لما عاناه الشرق من تدهور فى الأوضاع الانسانية البيئية والفجوات الغذائية التى ظلت تشهدها المنطقة من حين لآخر. وأعلن رئيس الهيئة الخيرية العالمية الكويتية عبد الله المعتوق عن اطلاق مبادرة إنسانية عاجلة للمنظمات من اجل المساهمة فى دعم ولايات الشرق الثلاث. وتابع معتوق قائلاً إن هدفنا يتمثل فى توفير المساعدات الإنسانية الضرورية فى المأوى والكساء وشتى ضروب العمل الانسانى، ولدينا تجارب جميلة ماضية مع أشقائنا فى السودان، فهم يعلمون دورنا ونحن نعلم دورهم، وأن إسهاماتنا معهم لم ولن تتوقف اطلاقا، وسيجدوننا عندما يطلبوننا فى أى وقت وأى زمن، وستظل الروابط بيننا وبينهم قوية، لأن ما يجمعنا بهم أكبر من حجم المساعدات، فيكفى أنهم إخوتنا فى الاسلام وعرب مثلنا. وأعلن معتوق أن الصندوق الخيري لدعم شرق السودان يضم فى عضويته العديد من المنظمات العربية برأس مال بلغ 100 مليون دولار لتقديم المساعدات وإنشاء مشاريع إنسانية تتمثل في مستشفيات ومراكز رعاية صحية وكفالة أيتام، ويبدأ عمله ابتداءً من العام المقبل. وفى ذات الإطار ثمَّن رئيس مجلس ادارة منظمة الدعوة الاسلامية المشير عبد الرحمن سوار الذهب، الدور المتميز الذي ظلت تلعبه دولة الكويت حكومة وشعباً من أجل دعم اخوانهم السودانيين فى شتى المجالات، وبالذات فى العمل الانسانى، فإن سجل الكويت حافل بهذه الانجازات منذ تكوينها. وتابع سوار الذهب قائلاً: إن هذا اللقاء الودى الذى يجمعنا بالمنظمات الهدف منه تنويرهم بالوضع الانسانى بشرق البلاد، ونحن نثق فى دعمهم السخى. واضاف سوار الذهب قائلاً إننا نثق ونقدر الجهد المبذول من كافة المنظمات الاجنبية والوطنية العاملة بالسودان، ونتعشم فى مضاعفة عملها لأن بلادنا فى حاجة لدعم المانحين. وفى هذه الفرصة لا يسعنا إلا ان نزجى أسمى آيات الشكر والتقدير الى كل من يعمل من أجل خدمة السودان كل فى تخصصه وخبرته، وأن العمل الطوعى والانسانى من أسمى الاعمال الرسالية التى نادى بها ديننا الحنيف. وفي ما يلي نذكر مساهمات بعض المنظمات على سبيل الذكر وليس الحصر: الهيئة الخيرية الكويتية 10 ملايين دولار، والهيئة الخيرية الاماراتية 10ملايين دولار، وجمعية إحياء التراث الإسلامى العربي 10ملايين دولار، وهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية 10ملايين دولار، وجمعية الاصلاح الكويتى 10ملايين دولار، والندوة العالمية للشباب الاسلامى خمسة ملايين دولار، المنتدى الاسلامى حفر 100بئر وتوفير 50 منحاً دراسية، ومؤسسة الزبير الخيرية حفرت 20بئراً وكفالة 1000 يتيم، والاتحاد العام للمرأة السودانية قام بتدريب 50 قابلة، ومنظمة الفرقان قامت ببناء ثلاثة مجمعات اسلامية دينية لتعليم وتدريس علوم القرآن الكريم لكل ولاية بولايات الشرق الثلاث بتكلفة مالية قدرها ثلاثة ملايين جنيه، وملتقى شرق السودان حفر 10 آبار لمياه الشرب. وقال رئيس المجلس التشريعى لولاية كسلا أحمد حامد موسى إن المؤتمر ناجح للغاية، وهذه التعهدات المالية من المانحين ستؤدى الى خلق استقرار تنموى يعين اهل المنطقة على الاستقرار، ولا بد أن يركز المانحون على المشاريع الاقتصادية العملاقة ذات الجدوى والأثر الكبير على حياة المواطنين بصورة مباشرة. وأعلن والى ولاية كسلا محمد يوسف آدم عن تخصيص أراضٍ زراعية جديدة بمساحات مقدرة من اجل الاستثمار، ولدينا شهادة بحث تؤكد ملكيتها لحكومة كسلا، الى جانب العديد من المحفزات الاستثمارية، علما بأن ولاية كسلا تتميز بالمزارع البستانية، وتنتج كل أصناف الفاكهة، وقريبة من ميناء التصدير، وترتبط بطريق معبد الى دولة إريتريا، الى جانب الخصوبة العالية لاراضى الولاية. وكل هذه الميزات الايجابية تؤدى الى جلب الاستثمار والمستثمرين. وتابع يوسف قائلاً: وفي الختام لا يفوتنا إلا أن نشكر دولة الكويت على استضافة المؤتمر. واشاد الخبير فى منظمات المجتمع عبد الرحمن بلال بلعيد بالروح الودية التى سادت اجواء المؤتمر، وتحديداً لقاء المنظمات الإنسانية الطوعية التى أنشأت صندوقاً خيرياً برأس مال بلغ 100مليون دولار، مما يؤكد جلياً حرص المنظمات على مساعدة ومؤازرة الشرق. وتابع بلال قائلاً إن المؤتمر كان فرصة طيبة لتنوير العالم بامكانيات الشرق. وفى ذات الاطار ذكر والى ولاية القضارف كرم الله عباس الشيخ، أن المؤتمر اسهم كثيرا فى نقل هموم ومشكلات الشرق، وان الالتزامات والتعهدات من قبل المانحين تؤكد اهتمامهم بالشرق. وتابع كرم الله قائلاً: إننا فى ولاية القضارف على اتم الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات التى تدفع نشاط الاستثمار الى الامام. وعلى هامش المؤتمر تم عرض امكانيات ولايات الشرق فى مجالات الزراعة وغيرها عبر معرض متكامل من قبل مختصين، تم من خلاله شرح كافة الامكانيات التى يتمتع به الشرق، الى جانب عرض شريط فيديو عكس الآثار السالبة للحرب والأوضاع الإنسانية المتدهورة جراء الكوارث، والمشكلات التى عانى منها انسان الشرق المتمثلة فى الفقر والجهل والمرض والنقص الغذائى، مما ادى الى تعاطف المنظمات الانسانية التى بدورها اعلنت تبرعاتها المذكورة آنفاً. [email protected]