يعتبر صندوق إعمار وتنمية الشرق من ضمن الصناديق الرائدة فى تنفيذ المشاريع التنموية في كافة الجوانب الخدمية، حيث أتت فكرة إنشاء الصندوق نتاجاً طبيعياً لاتفاقية اسمرا التى تم توقيعها بين الحكومة وجبهة الشرق فى أكتوبر عام 2006م، وبالرغم من الفترة الوجيزة لعمر الصندوق، الا ان الصندوق استطاع تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التى انعكست ايجابا على حياة المواطنين بولايات الشرق الثلاث. وذكر المدير التنفيذى لصندوق إعمار وتنمية الشرق ابو عبيدة دج، ل «الصحافة» إن الصندوق خطا خطوات حثيثة فى كيفية تحديد الاحتياجات الضرورية فى كافة المجالات الخدمية التى تهم مواطن الشرق، حيث تمثلت سياسة الصندوق فى توفير الخدمات وفقاً لرغبات المواطنين أنفسهم دون وصاية أو تدخل من ادارة الصندوق. وتابع دج بل ذهبنا اكثر من ذلك بأن تحدد الولايات اولوياتها من المشاريع عبر ادارات التنمية بالولايات، حيث يلتزم الصندوق بتنفيذها. وبالرغم من الدعم الذى ظل يتلقاه الصندوق من وزارة المالية الاتحادية طيلة الفترة الماضية، الا اننا فكرنا فى استقطاب الدعم الاجنبى وبالذات من المانحين من شتى الدول ومنظمات الاممالمتحدة والصناديق العربية، فجاءت فكرة انعقاد مؤتمر للمانحين. وبعد نقاش مستفيض من قبل أعضاء اللجنة الفنية تم اختيار دولة الكويت مقرا لمؤتمر المانحين لولايات الشرق الثلاث المقرر انعقاده فى نهاية شهر نوفمبر القادم. وأضاف دج أنه تم عقد اول اجتماع للجنة التحضيرية لانعقاد المؤتمر برئاسة رئيس لجنة اعداد المؤتمر مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفى عثمان اسماعيل. وبحضور ممثلين من الصناديق العربية ومنظمات الأممالمتحدة والمستثمرين تم الاتفاق على المشاريع التنموية المقترح تمويلها من قبل المؤتمر، حيث تبلغ تكلفة المشاريع ثلاثة مليارات دولار تم تقسيمها للعديد من المحاور، منها مشاريع محاربة الفقر، ومشاريع البنى التحتية، ومحور الاستثمار. واضاف دج ان اختيار دولة الكويت لاستضافة المؤتمر لم يأتِ من فراغ، وذلك للعلاقات المتميزة التى ظل يتمتع بها البلدان منذ فترات طويلة، وظلت دولة الكويت تدعم كافة المشاريع التى يحتاج لها السودان، علما بأن دولة الكويت لديها تجارب ثرة فى كيفية اقناع الصناديق العربية بالمساهمة فى دفع عجلة التنمية بالسودان للأمام. وامتدح مستشار رئيس الجمهورية ورئيس اللجنة العليا للاعداد لمؤتمر المانحين لولايات الشرق د. مصطفى عثمان اسماعيل، امتدح اتفاقية أسمرا التى تم توقيعها بين الحكومة وجبهة الشرق فى العاصمة الاريترية اسمرا فى أكتوبر عام 2006م، واتى وصفها بالاتفاقية النموذجية، وأتت بأيادٍ سودانية، وسادت بها روح الإخاء والمودة طيلة فترة التفاوض. وتابع اسماعيل قائلاً إنه منذ توقيع الاتفاقية وحتى الآن لم يتم اطلاق طلقة واحدة فى الشرق، مما يؤكد على مصداقية الطرفين فى الحفاظ على السلام بشرق البلاد. واضاف اسماعيل إن مسيرة التنمية بالشرق ستتواصل دون توقف، وان انعقاد الاجتماع الاول للجنة التحضيرية لانعقاد المؤتمر خير دليل على ما نقول، وأن كافة المشاريع المقترحة ستجد منا الاهتمام والقبول، وسنقنع المانحين بتمويلها. وأضاف اسماعيل أن ما تم تنفيذه من مشاريع تنموية ضخمة فى عهد الحكومة الحالية لم يتم اطلاقا منذ استقلال السودان. ومن جانبه أعلن رئيس الصندوق الكويتى مروان عبد الله لدى مخاطبته الاجتماع، عن التزام دولة الكويت باستضافة المؤتمر، الى جانب تقديم كافة المساعدات المطلوبة فى كافة المجالات من أجل انجاح المؤتمر القادم. وفى ذات الاطار اكد ممثل برنامج الاممالمتحدة الانمائى كلواردلو عن التزامهم بتوفير الدعم المالى فى المجالات التى تليهم، علما بأن هنالك العديد من البرامج المختلفة يتم تنفيذها فى السودان، وستتم اضافة مشاريع جديدة بالتركيز على الشرق، وذلك ايفاءً بالتزام البرنامج تجاه السودان. وحذَّر مقرر اللجنة العليا لمكافحة الألغام بشرق السودان نافع ابراهيم نافع، من خطورة انتشار الألغام بولايات الشرق الثلاث، حيث تقدر المساحات المزروعة بالالغام بحوالى «30» مليون متر مربع، أغلبها بولاية كسلا، حيث راح ضحية هذه الألغام من العسكريين والمدنيين حتى الآن ستة آلاف شخص.