جرت في العاصمة النرويجية أوسلو أمس مراسم تسليم جائزة نوبل للسلام دون حضور الفائز بها، وهو المعارض الصيني ليو شياوبو المسجون في بلاده، كما شددت الصين الحصار على منزل زوجته، ومنعت أقاربه وأصدقاءه من السفر إلى الخارج، كي لا يتسلمون الجائزة بدلا عنه، في حين لم تستجب نحو 20 دولة لدعوة حضور الحفل في أوسلو. فقبل ساعات من منح المعارض الصيني ليو شياوبو جائزة نوبل للسلام في أوسلو، شنت السلطات الصينية حملة واسعة ضد النشطاء الذين كانوا شاركوه في إعداد ميثاق للإصلاح الديمقراطي، ومنعت أصدقاءه وأسرته من حضور حفل توزيع الجائزة. كما شددت الشرطة الصينية الحصار داخل المجمع الذي تقطنه لوي جيا زوجة ليو شياوبو - الذي يقبع في سجن في الصين- وأقامت نقاط تفتيش للتحقق من هويات الأشخاص الذين يدخلون منزلها. وتخضع لوي جيا للإقامة الجبرية غير الرسمية منذ أكتوبر، وهي لم تنشر أي معلومة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» منذ ذلك الوقت، كما لا يسمح لها باستعمال الهاتف. وقد قررت لجنة نوبل تمثيل ليو شياوبو من خلال مقعد خاوٍ، معتبرة أنه رمز لسياسة العزلة وقمع المعارضين التي تنتهجها الصين. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يحرم فيها فائز بالجائزة من تمثيله رسميا في حفل منح الجائزة، منذ منعت ألمانيا النازية الناشط الداعي للسلام كارل فون أوسيتزكي من حضور الحفل عام 1935م. كما أعلنت 19 دولة -معظمها من الدول العربية- إضافة إلى الصين مقاطعتها لحفل توزيع جوائز نوبل في النرويج، وذلك بعدما مارست بكين ضغوطا كثيفة لاثناء عدد من البلدان عن الحضور، بسبب منح المعارض ليو شياوبو جائزة نوبل للسلام. ومن أبرز المقاطعين السعودية وإيران والعراق ومصر وتونس والمغرب والجزائر والسودان، إضافة إلى روسيا وصربيا وأفغانستان وباكستان وكزاخستان وكولومبيا وكوبا وفنزويلا وفيتنام. وستحضر 44 دولة أخرى هذا الحفل، أبرزها الولاياتالمتحدة، التي أعرب رئيسها باراك أوباما عن أسفه لعدم سماح السلطات الصينية لليو شياوبو وزوجته من حضور حفل تسلم جائزة نوبل للسلام، إضافة لليابان ودول أوروبية. وقد صعدت الصين حدة تصريحاتها ضد لجنة نوبل قبل ساعات من منح الجائزة لشياوبو، وانتقدت وسائل الإعلام الرسمية اللجنة والغرب، وقالت إن حفل توزيع جوائز نوبل «مسرحية هزلية لمحاكمة الصين»، واعتبرت أن منح شياوبو الجائزة كشف «النوايا الشريرة» للغرب. وعلى الرغم من أن لجنة نوبل -التي تضم خمسة أعضاء- مستقلة عن الحكومة النرويجية، فإن الصين ألغت أيضا اجتماعات مع أعضاء الحكومة النرويجية، كما رفض الوفد الصيني المشارك في مؤتمر دولي بشأن المناخ في المكسيك لقاء الوفد النرويجي.