بنظرة تأملية فاحصة وبتعمق يسبر غور الاشياء نجد متحركات الدنيا تموجُ بصيحات الاسلام واشراقاته ففي الاخبار ان الدعاة من القوم والجماعات العاملة على هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم استطاعوا أن يتغلغلوا في جميع القارات، فجماعة مسجد الصحابي بلال رضى الله عنه بقيادة الدكتور دهب حسن لهم الريادة في نشر الدعوة بجنوب افريقيا وغرب أوربا وكذلك الطرق الصوفية بدون تفصيل حتى امريكا ونيوزيلندا ،المدد يتصاعد بيد ان الحركة الاسلاموية فشلت في ان تقنع نحن المسلمين بأية ممارسات سياسية نحو الانسان غير المنتمي إليها أكرر الانسان غير المنتمي إليها...!! والأمر هنا يقف شاهداً ينفي كل ادعاء غير ذلك، بل ممارسة الاغراء للأفراد والجماعات ضعاف النفوس وانتهازي الفرص يلهثون لدنيا هي تتصاغر أمام قيم الدين والمبادئ وبهذا النهج غير الراشد في مضمار الاسلام فقدت الحكومة الاسلاموية ركناً أساسياً من أركان التربية والارشاد فكيف لقادتها ان تتوفر لديهم قناعة بأن ما يجري هو حكم الاسلام؟؟ ومن مهام الدعاة هو احتمال الآخر سيما أهل الملل الأخرى والشاهد ان المؤتمر الوطني وهيئة علماء السودان ليس لديهم أدنى جهد نحو الانسان بجنوب الوطن بل يتوفر بكثرة ما ينفرهم عن الاسلام بممارسة قانون النظام العام غير المنضبط في التطبيق (بشروا ولا تنفروا) مبدأ اسلامي بعيد من اعتبارات المؤتمر الوطني. ففي الاخبار ان الرئيس الحسن (واتارا) الفائز برئاسة ساحل العاج فاز بأصوات المسيحيين فلماذا؟؟ هكذا وجدان الانسان أياً كان هذا الانسان يتوفر لديه الخير والشر والفكر الانساني يذخر بقيم ما بها الانسان قبل الاسلام لذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق). ولا مشاحة ان قلت ان الشعب السوداني كان من الممكن ان يجعل من الراحل د. جون قرنق رئيساً منتخباً فما ذهب إليه الرئيس السابق المشير سوار الدهب تفكير له بعده السياسي القاصد إلى وحدة السودان فإذا كانت التشريعات الوضعية تعرف الاستثناءات لتطويع واقع معين لمعالجة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فالدين أحرى بذلك منها إذ لم يتحدد بشكل قاطع ما شكل الدولة في الاسلام وذلك منذ اجتماع الثقيفة ولكل شعب خصوصيته وإلا جاز للحكومة الاسلاموية ان تحرك جيوشها لأسلمة جميع البلدان...!! وهذا امر مستحيل وعندما تكون هناك استحالة يكون الأمر خاضعاً لتقديرات ابناء الوطن الواحد وبالسودان توجد استحالة مؤقتة وهي كيف يحكم السودان بما يراه المؤتمر الوطني دون اتفاق أبناء الوطن فقد فشل المؤتمر الوطني في ان يفسح مجال التفاوض للقوى السياسية للتعاطي حول كيف نعالج اشكالية الوحدة والانفصال بل بعض قادته اصدروا الحكم على كل القوى السياسية بأنها (بالية) وهم يقولون ذلك لسبب بسيط اعتقاداً انهم يمتلكون القوة فهل القوة قتلت يوماً من الايام - فكرة. سوف يبقى الاسلام والسودان متوحداً ويذهب الاسلامويون وهم يتحملون وزر انفصال الجنوب ان تم ذلك:- المؤتمر الوطني والتبشير بالانفصال أمن المؤتمر الوطني على لسان قادته بأن الانفصال أصبح أمراً واقعاً فلماذا التبشير إذن؟؟ أو ليس هناك اتفاق على استفتاء يجري الاعداد له؟ أم يريد د. نافع ان يصدمنا بما يريد حتى نفيق ونتحلى من احلام اليقظة ووحدة السودان ليست بأحلام يقظة بل هي حقيقة ولست افتراضاً تبرره حقائق موضوعية بل هو السودان وسوف يظل بإذن الله تعالى كما كان. لقد استطاع حزب الرفاه في تركيا ان يخترق حصون الكمالية وتلاه حزب العدالة المنتخبة بقيادة اوردغان وبما لديهم من أفق سياسي واسع وعلى هدى نور الايمان استطاع ان يدق أبواب حلف الاطلنطي كأول دولة مسلمة وكذلك المجموعة الاوربية ،في حين نجد حزب المؤتمر الوطني فشل في ان يحيد حتى دول الجوار من معاداته وكذلك فشل في ان يعكس أية صورة مشرفة للعقوبات المقررة بقانون النظام العام غير الدستوري والذي لا يقره الفقه الاسلامي إذ ان الممارسة القضائية التي نشاهدها لا يسندها فقه الاسلام أو الشرع الحنيف. ولذلك يعتقد المؤتمر انه يبني استراتيجية دائمة لدولة الانقاذ بيد ان القبضة الحديدية الضاربة في الشدة بدأت تتراخى ونذر الازمة الاقتصادية أطلت برأسها بدون حياء. بيد ان الأمر يدعو عقلاً المؤتمر الوطني لممارسة الحكمة والتخلي عن حظوظ السلطة وما يتذكر إلا أولو الألباب.. والله الموفق