اعلن وزير الخارجية، علي كرتي،عن فتح حوار جدي بين الخرطوم وباريس،حول المحكمة الجنائية الدولية واعفاء السودان من ديونها. وكشف كرتي في مؤتمر صحافي بباريس،عقب لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية، ميشال آليو ماري،عن مشاورات جرت بينهما تركزت على مستقبل النظام السوداني، وعلى مصير مذكرة الاعتقال الدولية بحق الرئيس عمر البشير، في ضوء الاستفتاء والانفصال، والدور الذي يمكن ان تلعبه فرنسا في هذا الإطار،وقال إن الطرفين «اتفقا على إنشاء لجنة خبراء لدراسة اتهامات الجنائية الدولية ، وأن نتائج عملية السلام في الجنوب، ساهمت في فتح حوار جدي حول هذه القضية، للمرة الأولى ومن دون عقبات، وان فرنسا بحاجة لبعض الوقت للتأكد من الوقائع الجديدة، وأن مجرد فتح باب النقاش حول هذه القضية والقانون والوقائع، يعني وجود فرصة للحوار، ولكن لا بد من التعامل في هذه القضية مع مؤسسات أخرى، كمجلس الأمن». ونفى كرتي وجود اية صفقة مع فرنسا،وقال «نحن لم ندفع انفصال الجنوب كثمن لقاء حل القضايا الأخرى، فاتفاق السلام وقعناه عام 2005، حين لم تكن اي من هذه القضايا مطروحا، كما أن التزامنا بحق الجنوب في تقرير المصير قانوني لا علاقة له بقضايا السودان الآخرى». واكد كرتي أن الوزيرة الفرنسية، تفهمت مسألة الديون الخارجية على السودان،مشيراً الى أن 32 % من هذه الديون يعود لنادي باريس. وفي سياق متصل، بحث كرتي مع مستشار الرئيس الفرنسي ساركوزي القضايا ذات الإهتمام المشترك، والمعوقات التي إعترضت مسار تطوير العلاقات الثنائية طيلة الفترة الماضية، ورحب كرتي بالتطور الإيجابي الذي طرأ على العلاقة بين البلدين، مؤكداً رغبة السودان في نقل العلاقة إلى آفاق أرحب . من جانبه، أكد مستشار الرئيس الفرنسي ترحيب باريس بزيارة وزير الخارجية ، مشيداً بالإنجازات التي حققها السودان تجاه عملية السلام في جنوب السودان، وقال « إن إنفاذ إتفاقية السلام في ظل الظروف الدقيقة الراهنة تعتبر نجاحاً إستثنائياً» .