الأحداث الاخيرة التى شهدتها الولاية من كوارث السيول وزيادة في الأسعار بالإضافة إلى إرهاصات انفصال الشرق والذي جاء من مؤسسه تتبع لحزب المؤتمر الوطنى بالولاية صحيفة «برؤؤت» الناطقة بإسمه، علاوة على تفشي البطالة وتمدد الفقر والاحساس بالتهميش، كل هذه العوامل شكلت أرضية خصبة لتصاعد الأحداث عقب صلاة الجمعة الماضية بمسجد المصرية بكلية الهندسة وهذا المسجد مكان لتجمع كل ألوان طيف الولاية من أجهزة أمنية وشرطية وقيادات سياسية بالإضافة إلى بقية شرائح المجتمع وذلك لأن إمام المسجد الشيخ محجوب مصطفى يقوم فى كل خطبة بالتعليق حول الأحداث السياسية والإجتماعية بالولاية خلال الاسبوع، تطرق الإمام فى خطبة الجمعة الماضية لغلاء الأسعار والكوارث التى أصابت أهل الولاية من جراء الأمطار والسيول الأخيرة وشكر كل الجهات التى دعمت هذا الموقف وتحدث الخطيب أيضاً عن بعض الأصوات التى تنادى بانفصال الشرق عبر مؤسسة الحزب ووصفها «بالنشاذ» وأن أهل الشرق بكل كياناته يرفض التشتت ولن يستسلموا لمثل هذه الأصوات بالإضافة لبعض النقاط الاخرى التي تناولها. وبعد الصلاة مباشرة تقدم الصفوف السيد وزير المالية ليعقب على الإمام قائلاً إن حكومة الولاية إجتهدت فى دراء الكوارث وذلك من خلال تكوينها للجنة طوارئ وقبل أن يكمل حديثة بدأ المصلون فى إرسال العبارات «إستقيل ياوزير» و«القروش ضاعت فى السياحة والزلط» ...الخ. بأصوات عالية وكثير من العبارات الساخطة على الاوضاع بالولاية ولكن السيد الوزير وأصّل حديثة فى الدفاع ولم يرد إلا على عبارة الإستقاله ب«لو إستقالتى تعمل على إيجاد الحل للمواطن أنا مستعد» ليواصل المصلون احتجاجهم على الأضاع الاقتصادية والسياسية بالولاية داخل المسجد في ظاهرة هي الأولي من نوعها، ولمعرفة الدوافع الحقيقية التي جعلت المصلين يعبرون عما يجوش بدواخلهم أمام والي الولاية بالإنابة والثورة في وجهه تحدث الى «الصحافة» عدد من المصلين وجاب قائلاً: ٭ شيخ صالح :الوضع فى الولاية سيئ جداً سواء كان سياسياً أو حتى من جانب الخدمات وعاده تأتى الناس لهذا المسجد «للتنفيس». وكنا نتمنى من السيد الوزير أن يستفيد من مقترحات خطيب المسجد التى طرحها . ٭ أما خالد محمد كان له رأى مختلف قال: نحن نعتبر إن خطوة وزير المالية خطوة شجاعة لأنه وأجه المصلين وهم فى ثورة غضب ولم يتنحى مثل بقية قادة الولاية وأنه سعى لإيصال المعلومات عبر الهواء الطلق..ولأن الخطبة أصبحت حديث الشارع العام إتصلنا بالسيد معتمد بورتسودان ليعلق حول الأمر بدأ حديثه لناقائلا: ٭أولاً أنا ضد فكرة الانفصال ولايهمنى الجهه التى صرحت بهذه الفكره بقدر مايهمنى أمر وحدة البلاد وأنا متأكد بأن كل كيانات الشرق ستظل مترابطة ولن تسمح لأى جهة أن تقوم بتشتيتها وسنحافظ على وحدة البلاد سواء كنا مواطنين أودستوريين، أما عن سؤال الصحيفة حول غلاء الأسعار؟ فإكتفى بعبارة الأسعار زائده فى كل السودان. ٭ وفيما يتعلق بكوارث والسيول التى تعرض لها الخطيب إتصلنا بلجنة الطوارئ الشيخ وجدى البربرى فقال: ٭ أولاً: لابد أن أضيف لك نقطة مهمة وهى نحن اللذين قمنا بدعوةالسيد وزير المالية أن يصلى معنا بهذا المسجد ليقوم أيضاً بتنوير المواطنين حول الدعم والجهد المقدرالذي تقوم به اللجنة العليا للطوارئ فحدث ماحدث !! مايهمنا هو موضوع الكوارث لاننا بأمانة فى وضع مأساوى ونقوم بقدر الإمكان بمعالجة أثار الخراب والدمار الذى أصاب المواطن البسيط وقيامنا بهذا العمل من دوافع إنسانيه وأخلاقية قبل أن تكون وطنية ونحن جزء من اللجنة العليا للطوارئ بالولاية ونحن كغرفة تجارية لنا خطة لتعويض التجار المتضررين من هذه السيول بالإضافة لعدد من الخطط التي سنعلن عنها في وقتها ونشكر كل المؤسسات التى وقفت معنا. الكثير من المراقبين قابلوا ماحدث من ثورة جماهيرية بمسجد «المصرية» الجمعة الماضية بتباين في الاراء وإن كأن الكثير منهم استحسن الخطوة وتوقع أن تحدث تأثير ايجابي لدي قادة الولاية الذين عليهم الجلوس الى المواطنين وعدم الاعتماد على التقارير، فيما اشاد البعض بشجاعة وزير المالية الذي قابل النقد بصدر رحب واعتبروا ان ذلك مؤشر ايجابي وأن رسالة المواطنين قد وصلت وتم استيعابها ومابين هذا الرأي وذالك ينتظر أهل بورتسودان المكتويين بنيران الوضع الاقتصادي المتردي والرافضين لفكرة انفصال الشرق الجمعه القادمه على احر من الجمر للذهاب الى مسجد المصرية للإستماع الى خطب إمام المسجد القوية والتي تزيل عنهم الكثير من رهق المعاناة وتعبر عمايجوش بدواخل معظمهم.