يؤسفني أن لا أذكر في كتب المرأة السودانية والعمل السياسي تاريخا مهما للغاية عن فكرة ونشأت الاتحاد النسائي السوداني والذي بدأت فكرة تأسيسه بوحدة اهداف الرائدات، والتي تبنتها الأخت عزيزة مكي الرائدة المقدامة التي تولت شرف دعوة زميلاتها الرائدات للقاءات مكثفة بمنزل والدها الشيخ مكي عثمان ازرق- طيب الله ثراه- والذي كان معقلا للوطنية بمنطقة بيت المال آنذاك، وتنادت الرائدات استجابة لدعوة الاخت الفاضلة عزيزة مكي وباكتمال وحدة الرؤى والهدف كانت نشأة التنظيم الرائد الاتحاد النسائي السوداني في زمان سيطرة الاستعمار البريطاني وتواصلت الجهود حتى كان للرائدات وفي مقدمتهن الاخت عزيزة مكي اخراج الاتحاد النسائي للساحة الوطنية في يناير من عام 1954م وبعد اكتمال كل الترتيبات لاقرار دستوره وبرامجه انتظمت اجتماعاته وندواته في مدرسة المليك المتوسطة الأهلية والتي كانت تحتل بيتا في الملازمين يطل على الشارع الذي يطل عليه بيت الزعيم اسماعيل الازهري -طيب الله ثراه- وقد كنت آنذاك وزميلات اخريات طالبات في المرحلة الثانوية ولكن كنا نساهم في تحضير الدار للاجتماعات والندوات، ويؤسفني ان تفوت علي فرصة تسجيل هذا الحدث التاريخي في كتاب المرأة السودانية والعمل السياسي، هذا وهنا لابد ان اشيد بالدور التاريخي الذي لعبته الرائدات مع الاخت القائدة المثابرة عزيزة مكي وهنا يجب ان نعترف بالمساندة العظيمة للقوى السياسية الوطنية وللمثقفين التقدميين والوطنيين الذين قدموا دعمهم وتأييدهم لحركة الرائدات وتأسيس الاتحاد النسائي السوداني، ولابد ان اكرر اعتذاري لعدم ذكر هذه المعلومة التاريخية التي ابرزت مواقف الرائدات الوطنيات من اجل قضايا المرأة والوطن، ولابد ان اسجل شكري وتقديري لاخواتنا الرائدات لهذه المواقف التاريخية والتي تجلت في نضالهن من اجل تحقيق كل مكاسب المرأة الوطنية والمدنية والسياسية، وذلك قبل رفيقاتها في العالم الافريقي والعربي، ولابد ان اذكر ان دور اخواتنا الرائدات لازال متصاعدا بالتوجيه والتأييد لبناتهن اليوم للمزيد من التمسك بقضاياهن وحماية مكاسبهن وللتفاعل الجاد مع رفقائهن الرجال من اجل بناء سودان العزة والديمقراطية والتعايش السلمي والسلام. ولابد ان اذكر ان هذه القيادات الرشيدة قد عمقت اواصر المحبة والاخاء والتعايش السلمي مع اخواتهن واخوانهم في الجنوب، حيث كان لهن شرف تأسيس اول فرع للاتحاد النسائي بمدينة جوبا تعزيزا للتواصل والتعايش السلمي. ويحزنني اليوم ان نعايش انقسام الوطن السودان لشمال وجنوب في زمان نحن احوج فيه للوحدة والترابط والتعايش السلمي ولكن رغما عن اقرار الانفصال والذي دفعت اليه سلطة القهر والقمع باسم الدين المفترى عليه، سنطل نرفع رايات التعايش والاخوة ،السلام والعمل الجاد بين ابناء الجنوب والشمال من اجل توثيق الروابط الاجتماعية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والامنية بين ابناء السودان جنوبه وشماله وشرقه وغربه، وتوطيد الصلات الاخوية بين ابناء الوطن الواحد السودان ويحدونا أمل عظيم ان تتماسك ايادينا وتتوحد رؤانا في الشمال والجنوب.. من اجل ترسيخ اواصر الوحدة والتعايش السلمي والسلام. واخيرا نؤكد تأييدنا وموقفنا الداعم لامهات وأسر المعتقلين من الشباب والصحفيين والسياسيين، ونطالب بإطلاق سراحهم ونقول لدعاة القمع والقهر لابد للقيد ان ينكسر وللشعب ان ينتصر، والتحية والتقدير للشعوب التونسية والمصرية ولمواقفها الصامدة من اجل الديمقراطية والعدالة وضد القهر والاستبداد.. دكتورة محاسن محمد عبد العال