٭ فبراير هذا الشهر المتفرد حتى في عدد أيامه التي تختلف عن بقية الأشهر يتميز بعدة ميزات، منها أنه يجيء في معظم السنوات في طقس ربيعي جميل، سواء عندنا في السودان أو في معظم الوطن العربي، لا عذر اذن ان يحتفل الكويتيون هذا الشهر الذي اصبح علامة فارقة في تاريخ ذلك البلد الرائع الكويت. ففي هذا الشهر تجيء الذكرى الخمسون لاستقلال الكويت (1691) وفيه تتم عشرون عاماً منذ تحرير الكويت من كابوس الغزو الصدامي (1991)، كما يصادف هذا الشهر مرور خمسة أعوام على تولي صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح زمام الحكم اميراً لدولة الكويت. يا له اذن من شهر يستحق ان يستقر في قلوب الكويتيين كرمز للفرحة. ولقد سمحت لنفسي ان احتفل بهذا الشهر لاسباب شخصية محضة، فقد تصادف أنني التحقت بالعمل بدولة الكويت في أول فبراير 9791 وبعد ان وقعت على العقد براتب معلوم، وقبل ان استلم اول راتب لشهر فبراير وفي يوم 52 فبراير 9791 وهو اليوم الوطني لاستقلال الكويت، صدر قرار أميري من المرحوم الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير الكويت يومئذ بزيادة الرواتب لجميع العاملين بالدولة بنسبة 02%، وهكذا زاد الراتب تلقائياً (ومن قولة تيت). وفي هذا المقام اود فقط ان اعرب عن اعجابي وتقديري لما تمثله الكويت من انموذج يستحق الوقوف عنده، خصوصاً عندما ننظر الى ما يستشري في الشارع العربي من غضب شعبي مبرر ومستحق، نلحظ - وبلا حسد- ما تنعم به دولة الكويت من سلم اجتماعي وان بدت بعض الممارسات الديمقراطية بمجلس الامة وكأنها نوع من التجاذبات، إلا أنها لقلتها وندرتها تعتبر كالميكروب القليل الذي يحصن الجسم الديمقراطي من الادواء الخطيرة. أو أنها كالملح لابد أن يضاف قليل منه لكي يصبح الطعام ذكياً مستساغاً وفي اعتقادي أن أهم عوامل الاستقرار والامان في دولة الكويت يكمن في الشعور القوي جداً بالانتماء عند المواطن الكويتي، وكيف لا يكون كذلك، والكل يلمس بيديه نصيبه من الثروة ويحس بفرحة عارمة مع قدوم كل فبراير، دام الله علينا وعلى الكويت نعمة الامن والاستقرار والنماء.