تعهد الزعيم الليبي معمر القذافي في ثالث خطاب له منذ تفجر الاحتجاجات في ليبيا، بالانتصار على أعدائه، وحث انصاره في الساحة الخضراء بطرابلس على حماية ليبيا ومصالحها النفطية. وفي وقت دعا فيه الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي القذافي الى الرحيل، اعلن أعضاء البعثة الليبية في جنيف تبرؤهم من النظام الليبي. وخاطب القذافي مؤيدين مبتهجين من فوق سور حصن قديم بالمدينة يطل على الساحة الخضراء، مرتديا معطفا شتويا وطاقية غطت أذنيه. وقال «استعدوا للدفاع عن ليبيا .. استعدوا للدفاع عن الكرامة.. استعدوا للدفاع عن البترول». وقال القذافي، واثقاً من حب الشعب له: «الشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة.» واضاف القذافي، الذي فقد السيطرة على مناطق كبيرة من البلاد لصالح الثوار «ردوا عليهم .. خليهم يخجلوا. نحن نستطيع أن نحطم أي عدوان». وتابع «نحن العزة والكرامة والمجد والكفاح. هذا الشعب اللي ركّع ايطاليا «المستعمر السابق لليبيا»». ومضى يقول «وعليكم أن تغنوا وترقصوا وتستعدوا .. غنوا وارقصوا واستعدوا. هذه الروح المعنوية العالية هي أقوى من أبواق العرب. العرب العملاء الاذلاء الاخساء. سنهزم أية محاولة خارجية كما هزمنا الغزو الايطالي والغارات الامريكية». واضاف «ها هو معمر القذافي وسط الجماهير وسط الشعب وسط الشباب. هذا هو الشعب الليبي .. أنا في وسط الجماهير وسنقاتل وسنهزمهم اذا أرادوا أن يمسوا أي جزء من تراب ليبيا». وزاد «أهل القوة التي لا تقهر .. قوة الجماهير قوة الشباب. الحياة بدون عزة لا قيمة لها .. الحياة بدون مجد لا قيمة لها». وقال أيضا «أيها الشباب خذوا راحتكم في الشوارع والميادين. ارقصوا غنوا اسهروا عيشوا حياة العز». لكن في بنغازي تمكن ائتلاف يدير مدينة بنغازي الليبية التي يسيطر عليها المحتجون من ملء الفراغ السياسي ويقوم بتنظيف المدينة وتوفير الطعام والدفاع عن المباني وطمأنة شركات النفط الاجنبية ويعبر لابناء طرابلس عن ايمانه بأن الليبيين شعب واحد. من جهته، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، القذافي الى مغادرة سدة الحكم، لكنه حذر من التدخل العسكري في ليبيا، وذلك على خلفية استعمال النظام الليبي العنف لقمع المتظاهرين. وقال ساركوزي -في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي عبد الله غل- «السيد القذافي يجب أن يرحل». في سياق متصل، أعلن عدد جديد من الدبلوماسيين وممثلي ليبيا في الخارج -بالاضافة لمسؤولين وعسكريين في الداخل- استقالاتهم وانضمامهم لثورة 17 فبراير، ما يزيد من عزلة نظام القذافي داخليا وخارجيا. وآخر هذه الانشقاقات في الخارج جاء على لسان أعضاء البعثة الليبية في جنيف الذين أعلنوا تبرؤهم من النظام الليبي، وذلك في جلسة عامة لمجلس حقوق الانسان. كما قدم ممثل ليبيا في منظمة الغذاء والزارعة «الفاو» عبد الله عبد الرحمن زايد استقالته وانضم لأفواج المسؤولين المستقيلين.