دعا وزراء الخارجية العرب أمس مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين، وشددوا في الوقت نفسه على رفضهم أي تدخل عسكري أجنبي في هذا البلد. وقال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إن القرار اتخذ حماية لحياة المواطنين، معتبرا أن الوضع في ليبيا أصبح يستدعي هذا الموقف العربي. وحسب تصريحات بن علوي التي جاءت في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فإن القرار الذي اتخذه العرب يتعلق بحظر الطيران العسكري فوق الأجواء الليبية، وشدد على أن هذا الحظر ينتهي بانتهاء الأزمة. ووفقا للوزير العماني اتخذ القرار بالتوافق بين جميع الوزراء العرب، مع تحفظ «دولة أو دولتين»، رافضا الإفصاح عن هاتين الدولتين. وذكر مراسلون في القاهرة إن القرار قوبل بتحفظ سوري، فيما قالت الجزائر إنها ستوضح موقفها من اجتماع أمس. وأعربت سوريا عن خشيتها من ان يكون «اي قرار عربي بفرض حظر جوي على ليبيا مجرد تمهيد للتدخل العسكري الخارجي فيها»، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها السفير السوري لدى الجامعة العربية يوسف احمد خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. وكان السودان أعلن رفضه أي تدخل أجنبي في ليبيا وتحفظ على فرض حظر جوي فوق ليبيا قبل أن يؤيد قرار المجلس الوزاري. بدوره أوضح عمرو موسى أن مناقشة الوضع في لبيبا بين الوزراء العرب تم على أساس ثلاثة محاور، الأول يتعلق بالحظر الجوي، والثاني بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، والثالث التأكيد على الرفض العربي لأي تدخل أجنبي عسكري في ليبيا. وردا على سؤال عما إذا كان فرض الحظر الجوي يفتح المجال أمام تدخل عسكري، أكد موسى أنه لا مجال لأي تدخل عسكري، وأن الجامعة أحالت مسألة الحظر الجوي لمجلس الأمن الذي يعد صاحب السلطة الشرعية التي تتعلق مسؤولياتها بحفظ الأمن والسلم الدوليين، مؤكدا أن المجلس الدولي سيظل على تنسيق متواصل مع الجامعة العربية بهذا الخصوص. وكان موسى قد التقى قبيل عقد اجتماع الوزراء العرب وفدا من المجلس الانتقالي الليبي، أكد لهم فيه وقوف الجامعة العربية إلى جانب الشعب الليبي، لكنه اعتبر أن رفع العلم الليبي إبان حكم الملكية عوضا عن العلم الحالي موضوع سابق لأوانه. وردا على سؤال عما إذا كانت الجامعة العربية قد نزعت الاعتراف بشرعية نظام معمر القذافي، قرأ موسى جزءا من نص قرار الوزراء العرب، يشير في معناه لعدم شرعية نظام العقيد القذافي.