البقعة التي أضاءات الأحد الماضي في السابع والعشرين من مارس الذي ذهب نورت بيت المسرح السوداني ، وجاء أهلها من كل انحاء الوطن ، فرق وجماعات في ذات الموعد جلسنا بعافيتنا ، قيافه وما غاب منا الا من كان منشغل بذات فعلنا الجميل في موقع آخر . افتتاح مهرجان ايام البقعة المسرحية علي مدي الأحدي عشر عام الماضية ظل يتوافق وليس في ذلك صدفة مع الأحتفال الكوكبي بيوم المسرح العالمي ، فشهدت الفضاءات الاخري اضاءات زادت ألق البقعة وبهاء نهارها وفي مسائها المتوهج بالإصرار علي التواجد والحضور ، وأن تدخل البقعة المهرجان والفكرة في عقد ثاني جديد ، تتحدي وهي في حضورها المتصل تحدي وإنجاز ، هذا الحضور نقول عنه ما كان أن يكون من غير وعي قديم متجدد بقيم الشراكات المستنيرة ، ثم أن أطرافها تتبادل الآن فهما وإدراكا لمعني أن تظل أضواء المسرح القومي السوداني في قوتها التي لا تُعمي لكنها تُبصر بها القلوب الصادقة في عشقها للمسرح وكل فنون العرض . الأحد الماضي جلسنا معاً في حضرة العالم ، و لأول مره ينتقل حفل افتتاح المهرجان علي قنواتنا الفضائية ، النيل الأزرق حملت للدنيا تفاصيل احتفال السودان نيابة عن أفريقيا والعالم باليوم العالمي المسرح ، وتابعت وشاهدت الدنيا كيف جلسنا ، ضيوف المهرجان جاءوا للمشاركة من أربعة قارات ، أفريقيا الأم ، وآسيا الجاره الأقرب ، و أوروبا التي بيننا حوار حضارياً يتورد كل لحظة ، وأمريكا الأبعد الأقرب بفعل الحوار المتميز في الفكر والفنون نتبادل التواجد ، نذهب ونعرض فنونا ، جزء منها ، ثم تأتي الفرص عبر ايام البقعة المسرحية لزوارنا من الغرب الأقصي عرضاً جديداً ، وهذة المره بمشاركة متميزة من جامعة لها صوتها الاعلي في علوم المسرح جامعة ( نيويورك ستي ) تشارك في لجنة التحكيم الدولية للمهرجان في دورته الحادية عشر برفسير كرستينا ، ثم ان ضيوفنا الذين وقفوا ليلة الافتتاح لتحية الجمهور جاءوا من ستة دول ، أهلنا من قطر ليقدموا عرضاً عربياً ويعكس مدي تطور حركة الفنون في قطر التي تلعبها هذه الأيام أدوار تتعاظم في فضاءات آخري !! ثم ضيوفناً من هولندا عرض ( مؤامرة صابون الغسيل ) يحدث في الكثير ، أوله حديث جديد عن استخدام وسائط وتقنية أحدث في الصورة والصوت والفيديو والشاشات العملاقة الفضية ، وشاشة ساحره ( وكميرات ) تنقل أفكارنا وتبحث في اتجاه مزج المسرح في عرضة الأدائي بالصورة والصوت والوسائط الأحدث . وضيوفنا من هولندا امتداد لعلاقات أكثر تميزاً مع جامعة امستردام . ومن أهلنا في الكنغو يأتينا ممثلاً متميزاً كان جزء من الجائزة العالمية لحرية الابداع ، حصل علي مركزها الثالث تقديراً لتجاربه المسرحية . ثم من ( سويسرا ) خاطبنا سكرتيرا الهيئة الدولية للمسرح iTi / يونسكو ينقل للعالم الاحتفال من السودان بيوم تكرسه المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) . ومدير عام اليونسكو تبعث ممثلها في السودان ( إبراهيم سيد بيه ) يحمل رسالته للعالم عبر البقعة من المسرح القومي السوداني قباله النيل وبعدها (توتي الجميلة) . وسيدة المسرح الأفريقي كاتبة رسالة يوم المسرح العالمي لعامنا هذا تحمل الكثير في معانيها تحدثنا عن السلام وعن حرية وعن الخير ، ورسالتها تتوافق وأحلام المجتمع الدولي من اجل رفاه الانسان ، وجلس يتوسط الحضور بكل عزته وصمته وكلامه الذي يذهب إلي معانية دون ترهل في حواراته للتمثيليات الإذاعية ، الكاتب الاشهر ( حمدنا الله عبد القادر ) شخصية المهرجان لهذا العام ، كاتباً و إنسانا ، إلي جواره من حول نصوصه إلي كل حياة الدنيا بمعانيها من تفاصيل و شخوص يمكن أن تكون جزء من الأسرة ، الجيران ، الناس في الطرقات . الأستاذ الفنان ( مكي سناده ) مخرج الصورة المتميزة جالساً مع رواد حركة المسرح السوداني الذين زينوا ذاك المساء ( محمد شريف علي الريح عبد القادر ، عمر الخضر ، ابراهيم حجازي ، السر محجوب ، منير عبد الوهاب ، بلقيس عوض ، رابحة ونفيسة أحمد محمود و سنيه المغربي ) ونجوم ورواد مسرحنا من كل أنحاء السودان ، وغيرهم من الآباء والأمهات المؤسسين ، كلهم ( بدون فرز ) وهم و الذين ذكرت يمثلون أجيال متتالية في اسره المسرح السوداني ، سيدات فضليات ورجال مسرح ميامين صنعوا الحياة السودانية . وبدأت ساعة الانتظار تذهب في إتجاة الضربات الثلاثة ايذاناً بالافتتاح الحدث الاكبر الاحتفال بيومنا العالمي للمسرح . ووقف معالي وزير الثقافة الاستاذ ( السمؤال خلف الله ) يحكي عن البقعة واعتزازه بان تشهد ولايته للوزراة اتصال دوراتها وان يكون شاهداً علي السنة الأولي في عقدها الثاني وسبقة للحضور المبكر الأخ العزيز الناظر الاستاذ ( علي مجوك ) وزير الدولة للثقافة واركان حربه الاستاذ ( عاطف عثمان ) وكيل الوزارة والدكتور ( هاشم الجاز ) مدير عام وزارة الثقافة والإعلام ولاية الخرطوم كلهم كانوا منذ البداية عونا لنا . جلسوا في المساء ولم يغيبوا بعدها عن العروض ، رئيس وأعضاء اتحاد الكتاب وحتي كتابة الدهليز تكمل برامج البقعة المعلنه بلا تأخير في موعدها . الملتقي الفكري الثامن والأستاذ( راشد مصطفي ) الناقد والباحث يتوسط علماء المسرح ، يعرضوا الأفكار عبر الأوراق العلمية الدقيقة واحدة فواحدة ونقاش حاد يهدف إلي أعمار الحياة المسرحية وذاك دهليز آخر . لكن الأهم إن كتاباً يصدر عن منشورات ( المسرح الوطني- مسرح البقعة ) يضم أوراق الملتقي الفكري السابع و الثامن . وبعد العروض الاولي في المهرجان بدأت جلسات النقد التطبيقي ساخنه وصادقة . البقعة في موعدها أتفاق والتزام لا رجعت عنه ، وفي البعيد يرصد ويتابع الحدث دون أن تشغله مسئوليات نقدرها راعي المهرجان السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ ( علي عثمان محمد طه ) . مهرجان أيام البقعة المسرحية وبهذا الحضور الوطني والمشاركة الواسعة لأهل المسرح السوداني وبهذا العدد الكبير من الضيوف يمثلون المسرح العالمي وهذا الحضور الكبير للجمهور يدفعنا لأن نرفع آيات التقدير لكل شركائنا وسيأتي يوم شكرهم وحينها تبدأ الاستعدادات والتحضير للدورة الثانية عشر لمهرجان البقعة الدولي للمسرح . [email protected]