«الابيض ضميرك »، عبارة تطلق علي اللوري وتدل علي حب المجتمع السوداني لمالك وسائقي اللواري الذين لطالما قدموا خدماتهم في توصيل الناس فى زمن كانت فيه اغلب الطرق غير معبدة ولا شوارع اسفلت كما هو الحال الان ، وفي الريف كان اللوري يقدم خدمة التوصيل في حالات الطوارئ الي المستشفيات و المناسبات وفي حالات كثيرة ، توصيل الطلاب الي مدارسهم بالمجان في واحدة من اجمل حالات رد الجميل التي تدرس الان في الجامعات تحت مسمي « المسؤولية الاجتماعية للشركات »، عبارة الابيض ضميرك تطلق علي اللوري ماركة الاوستن و تميزه عن اللوري السفنجة ماركة البدفورد ذي اللون الازرق واللوري ماركة الكومر ذي اللون الاسود وشعاره كلمة اوستن بالانجليزي وفوقها مباشرة الفرس الطائر بجناحين وامام اللديتر قرن غزال او ريش نعام دليلا علي ارتياد الافاق البعيدة وفي قمة اللوري صندوق خشبى للاسبيرات ومعدات الصيانة وجلس المساعد عليه محرضا السائق علي الصمود عند اعتراض عقبات مثل القيزان، واذا انغرست عجلاته في الرمال يستخدم « الصاجات » للخروج من الورطة، وكل ماركات اللوارى انجليزية صنعت خصصيا للسودان من اجل خدمة ادارات الحكم الانجليزي بهدف تسيير دولاب الحكم الانجليزي بعربات مناسبة لاجواء وظروف السودان، ويعمل اللورى الاوستن فى مناطق النيل الابيض وكردفان واعالي النيل ذات الارض الطينية المتشققة « الدقداق » ، فيما تعمل اللوارى السفنجة في شمال وشرق السودان وبعض مناطق كردفان لانها ملائمة للرمال، و خصص الانجليز الكومر للعمل داخل المدن ، وقد توقف خط انتاج الاوستن عام 1987 بعد ان بدأ انتاجه عام 1908 ، اما الكومر فقد توقف انتاجه اواخر سبعينات القرن الماضي، لكن السفنجة لايزال خط انتاجها يعمل، واستجلب اصحاب اللواري الاوستن الاسبيرات من الهند وتركيا لاطالة عمره فى مواجهة الهجمة الشرسة من شاحنات النيسان والدفار ودفار الجامبو والذي كاد ان يطيح باللوري،واشهر سائقي اللواري اولاد خميس بالجزيرة ابا ، ومحمد أحمد ود ياسين الشايقي واخوانه في كوستي. والحديث عن اللواري لا ينتهي دون ذكر الكمسنجية وترحيلات التضامن وصاحبها خاطر بالسوق الشعبي الخرطوم .