لم أر في زيارة مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان المتزامنة مع زيارة مرشح الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لام أكول الا تمرينا ديمقراطيا من العيار الثقيل، وأن بذرة الديمقراطية انبتت سنابلها. فالزيارة التي تم الاعداد لها بعد اعلان اكول زيارته كان القصد منها سحب البساط الجماهيري من تحت اقدام مرشح التغيير الديمقراطي، وبالطبع فان ذلك مما يدخل في باب التنافس المحمود، برغم (الفاولات) الطفيفة المتمثلة في تغيير موقع احتفال اكول من الاستاد الى ميدان نيفاشا ثم الى ميدان (خلّي بالك) باستخدام أجهزة الدولة التي كانت صادقت بنفسها على المكان الأول. ويتضح هدف التزامن بين الزيارتين لاحقا من وصف المحرر المرافق لعرمان من صحيفة الحزب حين كتب (ان كرنفال تدشين حملة الحركة الشعبية أفشل زيارة الدكتور لام أكول الذي نصبت حملته الانتخابية صيوان وسط مدينة بانتيو، ظل خاويا طوال ساعات النهار). وبلا شك يعتبر التدافع نحو ود الجماهير عبر الكرنفالات الخطابية والليالي السياسية أمرا جيدا، ليكون ذلك بديلا من دفعها بالمدافع والبنادق الى خيارات النزوح و اللجوء، فالجنوب الخارج حديثا من حرب استمرت لعقود يستفيد الآن من المساحات المتاحة بفضل اتفاقية السلام الشامل، وكما يقول طلحة جبريل (الحرب هي بالضرورة تجميد للحياة المدنية وقيد على الأمل وتعطيل لحق الاختيار) والآن - وكما شاهدت يوم الاربعاء المنصرم ? انطوت صفحات كالحات وانفتحت الخيارات بنجاح حفلين خطابيين في مدينة جنوبية واحدة وعلى بعد شارعين. ولا يقدح في سلامة التمرين الديمقراطي تخوف الدكتور لام أكول على سلامته الشخصية من جولاته بالجنوب، حين قال (اتوقع تعرض حياتي للخطر لكن هذا لا يخيفني) فاكول يعي انه لا يوجد عمل سياسي بدون قدر من المخاطرة، لانه قال (نحن اخترنا طريق العمل السياسي ولابد أن نتقبل هذا الوضع فالعمل العام دائماً له ضريبة). وأيضا لأن الطريق إلى الحكم الدّيموقراطي ? كما يقول كمال الجزولي - ليس له اختصارات أو (تخريمات)، وان على شعوب البلدان التي تروم الانطلاق على هذا الطريق، كما وعلى حركتها السّياسيَّة، أن توطن النفس على مسيرة طويلة المدى.