كانوا يسمونها رحلة الخروج نحو الأمل وبوابات الوطن الواسع التي تضيق طوال أيام الأسبوع، ولكنها تكون قادرة على ان تحتضن الجميع على ضفاف النيل الأزرق وتحديداً متنزه عبود، وتتسع لآمال بعام جديد هنالك في استاد ود نوباوي.. يقتسمون مقاعد الحافلة ويشتركون ثمن التذكرة وحق «البوش».. هي الرحلة نحو «عقد الجلاد» أو فقل عقد الابداع المنضوم على أسس الاشتراك والتبادل أو في تكرار الاغاني التي يحفظها الجميع عن ظهر قلب، تطلعهم الروح الواحدة التي ميزت الفرقة منذ تكوينها في الثمانينيات وكان هو وقود الاستمرارية برغم تساقط الكثيرين، فذهبت اسماء ودخلت اسماء جديدة وبقيت فرقة «العقد» هي من تمنح الفن رونقه وألقه وجماله، تغنى للجميع وبلسان الجميع دون أن تقف المسيرة القاصدة نحو بوابات بناء الوطن الجميل والوسيع. ولكن ثقافة الاختلاف التي نرفضها تتمثل في أغاني العقد وهي تتشابك مع ايادي الجميع، وتهتف للولد والبلد والمرأة والرجل للكل، وقد بدأت تضرب بشدة على بوابات الفرقة، وتؤثر على المسيرة وتشهد الاختلاف لأول مرة في حفلات العقد وما بين جماهيرها في أعقاب غياب «الخبر» وحمل الصور في الحفلة الذي اخرج الهواء الساخن من خلال الصحيفة وسط دموعه. لتحتفي العقد وتطل دموع البحث عن عودة الابداع والامتاع، وتلك الاصوات لمواصلة رحلة العشق. والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن تظل القضية الاساسية هي عقاب هذا الجمهور بغياب النشاط الغنائي قبل تعاقب الفرقة نفسها، فما يحدث يأخذ منها ولا يعطيها ابداً، مما يجعل من الضرورة بمكان الجلوس لنقاش الخلافات وايجاد الحلول الفاعلة لمواصلة المشوار والرحلة، على ان يكون ذلك باتفاق الجميع، ويجب ان يعلو صوت الجماهير ورغباتها باعتبار أن العقد تراهن على جمهورها المختلف تماماً في عشقه، ولم تعد العبارات القائلة بذهاب الاشخاص، لتبقى القضية قادرة على المعالجة التي تحتاج لوضع الدواء على مكمن الداء الحقيقي.