*كرة القدم السودانية كغيرها فى الدول الاخرى لم تسلم من الاتهامات المتعلقة بالتواطؤ والرشاوى فتارة يكون الحديث عن الفريق الفلاني الذى تواطأ مع فريق اخر لاخراج نتيجة المباراة حسب مصلحة الاول ومرة أخرى يكون الحديث عن أن اللاعب الفلاني «قبض» أي استلم اموالا من احد الاداريين فى النادي المنافس بغرض تمكين فريق الاداري من احراز الفوز وتارة يكون الحديث عن أحد الحكام بأنه تلقى اموالا من انصار او بعض الاداريين باحد الاندية لتحويل مجرى المباراة لصالح فريقهم نظير دريهمات معدودة فى ظل غياب الضمير وتارة أخرى ينصب الحديث عن بعض الاداريين فى بعض الاتحادات عن انهم يحابون فريقا على اخر لاسباب متعلقة بانتخابات وجمعيات عمومية ، ومرات كثيرة يكون الحديث عن القيادي بالنادي الفلاني بانه تبرع بحافز تسجيل لاعب او عدد من اللاعبين لنادي آخر غير النادي الذى يديره مع العلم ان النادي الذى تبرع له هو منافس لناديه ، وهكذا ظل الحديث متداولا عند كل موسم رياضي . * نعلم جميعا أن الرياضة تدعو الى قيم فاضلة وهى تشيع المحبة بين الناس وتتجسد فيها معاني التعاون والتكاتف بالاضافة الى انها تنمي فى الانسان روح التنافس الشريف وتجعل الذهن صافيا والجسم معافى صحيحا ، هكذا هى الرياضة التى أعرفها ولكن للاسف وفى السنوات الاخيرة وفى ظل ما يسمى بالاحتراف أخذت منحنى خطيرا واضحت الاشياء التى تمارس فيها بعيدة كل البعد عن قيم الرياضة حيث كثر فيها الفساد ما ظهر منه وما بطن وللحقيقة ظلت هناك اسئلة تدور برأسي عن أن ما يمارس الآن هو رياضة بمعناها المتعارف ام انه ليس كذلك، وهل الرياضة التى نعرفها الآن « الاحتراف » هل هي شرعية اذا نظرنا الى المراهنات ورياضات المرأة التى تشترط بعض الاتحادات الرياضية الدولية على تعريها ليسمح لها بممارسة المنشط المعني ، هذا قليل من كثير من الاشياء الدخيلة على الرياضة والتى ابعدتها كما ذكرت عن مسارها الصحيح . * سقت هذا بمناسبة رصد وتسجبل مكالمة للاعب سعودي وهو يهاتف زميل له يلعب حارس مرمى بغرض تمكين الفريق المنافس من تحقيق الفوز نظير 30 ألف ريال سيقدمها له احد اعضاء الشرف بنادي الاخير ، حقيقة أصابني الغثيان عندما تم عرض تلك المكالمة امس عبر قناة العربية، وذكر مقدم البرنامج الرياضي أن المكالمة الاولى كانت بين اللاعب تركي الثقفي لاعب سابق بنادي نجران احد فرق الدوري الممتاز السعودي وزميله حارس مرمى نجران واسمه جابر العامري ، تركي الثقفي قال للعامري « كلمت لاعبين آخرين من الفريق دون مقابل ووعدوا بخسارة فريقهم لان لهم مشاكل مع النادي اما أنت فوعدنى عضو شرف النادي الاخر فى حالة فوز فريقه وانت حارس مرمى الفريق الاخر تسليمك مبلغ 30 ألف ريال، لذلك ارجو ان تعدني بتنفيذ هذا لكي تقبض المبلغ ، وانا كذلك سيتم الدفع لي » ، وواصل اللاعب حديثه « ان فريق الوحدة أكبر من نجران وتاريخه اكبر وانا قلت لهم ان جابر هو الشايل فريق نجران » . وتم ايضا تسجيل مكالمة للاعب تركي الثقفي مع احد اعضاء الشرف بالفريق الاخر لم يذكر اسمه وذكر مقدم البرنامج الرياضي انه تم حجب جزء من الحديث بين اللاعب وعضو الشرف لان فيه عبارات خادشة للحياء ، وفى البرنامج قال المقدم انهم حاولوا الاتصال باللاعب تركي الثقفي وفشلوا وكذلك بالاتحاد السعودي لكرة القدم وفشلوا واعضاء نادي نجران وكذلك الوحدة وفشلوا الا أنهم نجحوا فى التحدث مع حارس مرمى نجران جابر العامري والذى ذكر فى البرنامج عبر الهاتف ان اللاعب الثقفي هاتفه قبل ذلك وعلى الفور قمت باخطار رئيس النادي الذى وجهني بتسجيل المحادثة وبالفعل قمت بذلك خوفا على مستقبلي الكروي . * بالمناسبة فريق الوحدة هو احد الفرق المهددة بالهبوط الى الدرجة الاولى فى دوري هذا العام وقد تمكن من الفوز على نجران 5/1 ليتم عرض المكالمة بعد ذلك عبر قناة العربية واعتقد ان هذا الامر ان صح سيؤدي الى مشاكل كثيرة على واحد من افضل الدوريات العربية بل الاسيوية الا وهو الدوري السعودي . * كما ذكرت ما عادت الرياضة كما كانت بريئة فقد دخلها «المال» من باب ليتيح المجال لدخول الانتهازيين والوصوليين من ابواب اخرى و الذين لا يتورعون من فعل اي شئ فى سبيل الحصول على المال وهذا ما جعل الكثيرين يعيدون النظر فى استمرارهم فى هذا المجال الذى حاد عن الطريق . نواصل