إن سنار تعني السلطنة الزرقاء بكل حدودها الجغرافية وإمتدادها الفكري في القارة ، وبإعتبارها نقطة تحول للسودان من حقب الظلام الي النور الساطع الشامل فهي حقبة نهاية آخر دولة علوة المسيحية متمثلة في خراب سوبا العاصمة و بداية الحكم الإسلامي الراشد و سيادة تعاليمه السمحة ونشر حدوده و آدابه و تطبيق أحكامه العادلة من العاصمة سنار. الموضوع مهم ومن الضرورة بمكان أن يحظى بالإهتمام والدعم الحكومي والشعبي لإبراز دور السودان الرائد في توطيد و نشر التعاليم الإسلامية السمحة في ربوع السودان خاصة والقارة الأفريقية- جنوب الصحراء عامة. إضافة لما سبق ان كَتب عن خارطة طريق لما يمكن عمله منذ الآن و حتي تاريخه 2017 م ، فالأمر في نظري شامل كامل يهم جميع الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة، بجانب كل فئات الشعب السوداني . يجب توجيه كل الوزارات لعمل خطط في هذا المجال توفر لها الميزانيات السنوية كأسبقية كل في إختصاصها . وأذكر علي سبيل المثال-أهمية دور دار الوثائق القومية في تشجيع عمل إصدارات جديدة خاصة بالسلطنة الزرقاء في كل بقاع السودان بغرض صيانتها و تجهيزها بجانب دور وزارتي الثقافة والعدل في إبراز دور السلطنة الزرقاء في تأسيس الإدارة والقضاء الشرعي، ودعم مراكز الإشعاع الديني والخلاوي والطرق الصوفية المختلفة، و آن الأوان لإخراج كتب أكثر عمقاً عن أعلام تلك الحقبة ، إبتداءً من عمارة دنقس و عبد الله جماع و المانجلك والتاجر داؤد عبد الجليل بن حجازي بن معين الذي إستقطب الشيخ القطب تاج الدين البهاري للسودان لنشر الطريقة القادرية عام 1563 م وغيرهم من الملوك والشيوخ بالمشيخات والممالك التابعة لسلطنة سنار . العمل كبير جداً و يشمل كل الجزيرة السنارية ومناطق نفوذها بالسودان قاطبة . عليه الأمر يتطلب وقفه قوية و جادة منذ الآن لتكوين لجان ، مثل لجنة مالية متخصصة لإستقطاب الدعم العيني والمادي اللازم من كل المنظمات الدولية والمنظمات الإقليمية والمحلية، بجانب أهل البر والإحسان من أفراد المجتمع. آن الأوان للسودان أن يأخذ أنصبته كاملة من كل بيوت المال والمنظمات العالمية والمرتبطة بالثقافة العربية والإسلامية . كما يجب تكوين لجان تمثل المشيخات والممالك التابعة لسلطنة سنار تحث كل المهتمين والباحثين والمسؤولين علي جمع المقتنيات والمخطوطات وترميم الآثار المؤثرة التي تخص تلك الحقبه (1504-1821 م ) بدعم من جهات الإختصاص واللجنه المالية . سنشارك بمشيئة الله في إعداد كتاب بعنوان «قبسات من تاريخ الجزيرة السنارية، مع إبراز دور مدينتي أربجي والمسلمية في الحضارة السودانيه»1474 - 1899 م ) « آملين أن يكون أحد مخرجات الموضوع، والله نسأله التوفيق والسداد لرفعة السودان الحبيب