منذ سنوات يتحدث الناس عن غياب بعض دواوين شعراء سودانيين كبار نذكر منهم الأستاذ محمد عبد القادر كرف الذي كان صديقاً ومجايلاً للتجاني يوسف بشير.. وديوان آخر للشاعر عبد الله الشيخ البشير.. وديوان للشاعر حسين حمدنالله.. وديوان للشاعر محمود انيس.. وديوان للشاعر المرضي محمد خير (ميمان).. وكل هؤلاء الشعراء من جيل ما قبل الاستقلال.. واذا اضفنا إلى هؤلاء شاعر المؤتمر المهندس علي نور وخلف الله بابكر وميرغني عشرية لروينا عن كل ديوان من هذه الدواوين قصة تثير الأسى والمواجع.. وإذا انتقلنا إلى بعض الدواوين التي أخرجت لهذا الشاعر أو ذاك فهناك قصص تثير الألم ومنها قصة ديوان الفاضي (محمد عبد الوهاب الفاضي) ابن عم التجاني ورفيقه وديوان علي عمر قاسم الذي ضاع بعد وفاته ودواوين حاج حمد عباس (إحدى عشرة مجموعة شعرية)، وديوان ميرغني عشرية الذي صدر الجزء الأول منه في طبعة رديئة مشوهة مليئة بالأخطاء. وهناك مخطوطة ديوان ليالي الضياع للشاعر حسن عزت ومسرحيات شعرية احداها عن الثورة المهدية لم يعرف أحد مصيرها. الأمر يتطلب من المسؤولين وقفة جادة وربما حملة وطنية منظمة شبيهة بحملة انقاذ آثار النوبة. فهنا كنوز ثقافية ضاعت، أو ستضيع لأن أحدهم قد ضن بهذه الكنوز عن أن يقرأها الناس، كما هو الحال في كل اقطار الدنيا.. وهناك اسئلة أخرى عن دواوين مفقودة:- أين الجزء الثاني من ديوان الصاغ محمود أبو بكر (أكواب بابل من ألسنة البلابل).. وديوان صالح عبد القادر أحد قيادات اللواء الابيض (1924).. وهناك قائمة طويلة من الأعمال الشعرية والنثرية المفقودة، والتي تشكل تراثاً سودانياً وانسانياً، ستتساءل عنه الأجيال؟؟