معركة في سياتل عنوان لفليم أمريكي يحكي أحداث تلك المظاهرات التي شهدتها مدينة سياتل الأمريكية في نوفمبر من العام 1999م، إبان عهد الرئيس كلينتون. كان المتظاهرون محتجين على استضافة المدينة لمؤتمر منظمة التجارة العالمية التي اعتبروها سبب الجوع والمرض والفقر في العالم .! شعرتُ بالحسرة وأنا أقارن بين متظاهرينا ومتظاهري أمريكا عندما شاهدت الفليم لأول مرة في الأسبوع الماضي على قناة (إم بي سي 2). لم يتقدم متظاهرو سياتل بطلب للتصديق من السلطات، وإنما قام حاكم المدينة بزيارتهم في مكانهم وترجاهم أن يتظاهروا بصورة سلمية، ثم وعدهم بعدم تدخل الشرطة لفض المظاهرة! لم تسر المظاهرة بالسلمية المخطط لها، فقد حاول بعض السياسيين استغلالها، ومارسوا العنف ليحطموا واجهات المحال التجارية، وقام آلاف المحتجين بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى مبنى المؤتمر، وكانت محطات التلفزة الأمريكية الرسمية تنقل الأحداث بتغطية مباشرة مما سبب حرجاً للحكومة التي يفترض أن يحضر رئيسها جلسات المؤتمر.! وتحت ضغوط البيت الأبيض تدخلت الشرطة وتم إعلان حالة الطوارئ، وحدثت مواجهات بينها وبين المحتجين أدت إلى اعتقال عدد كبير منهم. لم يستخدم رجال الشرطة الرصاص الحي ولم يكسروا أيادي المتظاهرين، ولم يصادروا موبايلاتهم، ولم يستخدموا الدفارات في الاعتقال، بل كانوا يستخدمون باصات مكندشة أحسن حالاً من باصات الوالي. كان المعتقلون يعرفون حقوقهم القانونية تماماً! ولم يكونوا خائفين بل كانوا يغنون ويمرحون حتى داخل زنزاناتهم، وقامت محاميتهم بمواجهة حاكم المدينة ورفض كل إغراءاته، ومن المشاهد المؤثرة أن أحد رجال الشرطة قام بزيارة المحتج الذي اعتقله واعتذر له عن سوء المعاملة.! واصل رفاقهم الاحتجاج، وأدركت الحكومة الأمريكية أنها لن تستطيع مواجهة شعبها، وقامت بالاستجابة لمطالبهم وألغت المؤتمر وأفرجت عن جميع المعتقلين! أفرجت عنهم من غير محاكمة! بالرغم من أنهم حرقوا وخربوا وأحرجوا الحكومة! وبالرغم من أن سجلاتهم ملأى بقضايا إثارة الشغب، لم يُتهموا بأنهم طابور خامس، ولم يوصفوا بالعمالة والارتزاق.! كان باستطاعة الشرطة الأمريكية أن تردعهم ولكنها لم تفعل! لحظتها أدركت شيئاً واحداً، وهو: لماذا يحترم الأمريكيون حكومتهم ولماذا يحب البريطانيون العائلة المالكة.. لأن أولئك الحكام والملوك يحترمون إرادة شعوبهم. الفليم من إنتاج العام 2007م وهو من سيناريو وإخراج الشاب الإيرلندي ستيورات طاوزند وبطولة الممثل النيوزلندي مارتن أندرسون، والممثلة الأمريكية تشارليز ثيرون، عُرض الفليم في مهرجان سياتل للأفلام السينمائية في العام 2008م ومهرجان القاهرة السينمائي في نفس العام.... آمل أن يتمكن الجميع من مشاهدة إعادة الفليم على قناة (إم بي سي2) أو تحميله من شبكة الإنترنت، فالفليم جدير بالمشاهدة.