تحت هذا العنوان - وقريباً منه تناولنا بعض الاحداث الجارية، والمستجدات التي تطلع بها علينا شعوب المنطقة في فورانها. وقد اشرنا لما قاله الرئيس الامريكي باراك اوباما عن استغلال طاقات شعوب المنطقة!! هل يعني اوباما التدخل عبر الوسائل الامريكية المرئية واللامرئية لتوجيه «طاقات» هذه الشعوب في غير مسارها الطبيعي المتقاطع أصلاً مع السياسات الامريكية أم حرف هذه الثورات عن مسارها، وتوجيهها إلى غايات وأهداف تخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية في المنطقة.. وكان واضحاً تماماً ان الاستقبال الذي حظى به نتنياهو في الكونغرس «الامريكي» لم يكن يحلم بمثله في الكنيست الاسرائيلي، وليس في الأمر عجب. المطلوب الآن أن يستشعر المثقفون واجبهم تجاه الأمة، وأن يبذلوا كل ما في وسعهم لمنع (استغلال) طاقات الشعوب، بعد أن (استغلت) الأنظمة التي كانت مدعومة من الولاياتالمتحدة خيرات تلك الشعوب كما نشاهد اليوم. وان هذا الحراك الثقافي الاجتماعي الذي نشهده اليوم لابد أن يتسلح بالوعي والمعرفة لمواجهة الخطر الجديد المتمثل في سياسة (استغلال طاقات الشعوب العربية التي عبر عنها الرئيس الامريكي بصراحة غير معهودة في أسلافه من رؤساء امريكا.. ولعلها زلة لسان كتلك التي نطق بها جورج بوش الابن حينما قال ان غزو العراق حرب صليبية!! والمثقفون العرب الذين كانوا منارات وعي، وطليعة نضال يتعاظم دورهم وهم يحملون مشاعل الاستنارة في ظلام بعضه قادم من الداخل عبر انظمة القهر والاستبداد، وبعضه عابر للبحر من خلال قوى الاستعمار الجديد/القديم بوجهه الكالح واطماعه ومخططاته...!